التصنيفات: الصحة الجيدة

العدسات اللاصقة تغير البكتيريا التي تعيش على سطح أعيننا

يبدو أنه من المستبعد أن تقوم بوضع قطعة من البلاستيك على عينيك كل يوم، وتتوقع بأن يبقى كل شيء على حاله، فقد أظهرت دراسة جديدة أن ارتداء العدسات اللاصقة يمكن أن يغير بشكل كبير من البكتيريا التي توجد على سطح العين، مما يجعلها أكثر عرضة للتعرض للإصابات.

قدم علماء جامعة نيويورك للطب هذا العمل في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأحياء الدقيقة، وخلاله قام الباحثون بتحليل عينات مأخوذة من تسعة أشخاص يستخدمون العدسات، و11 شخص لا يستخدمون العدسات، وذلك لتحديد عدد وأنواع البكتيريا التي تعيش على أسطح أعينهم، كما قام الباحثون أيضاً بتحليل البكتيريا التي توجد على الجلد أسفل العين.

لاحظ الباحثون أن البكتيريا التي توجد على سطح أعين الأشخاص الذين يرتدون العدسات اللاصقة، كانت مشابهة كثيراً لتلك التي توجد على الجلد تحت العين، في حين أن البكتيريا التي توجد على سطح أعين الأشخاص الذين لا يرتدون العدسات اللاصقة كانت أكثر تمايزاً عن تلك التي توجد على منطقة الجلد تحت العين، وبشكل أكثر تحديد، لوحظ وجود ارتفاع في تعداد أربع أنواع من البكتيريا لدى مرتدي العدسات اللاصقة، وهي العصية اللبنية (Lactobacillus)، الراكدة (Acinetobacter)، بكتيريا (Methylobacterium) والزائفة (Pseudomonas)، وهذا الاضطراب في تعداد الأحياء الدقيقة التي توجد على سطح العين يمكن أن يفسر السبب الذي يجعل الأشخاص الذين يرتدون العدسات اللاصقة أكثر عرضة لتطوير بعض أنواع التهابات العين، بما في ذلك قرحة القرنية، والتي قد تكون مرتبطة بالبكتيريا الزائفة.

تبعاً لـ(ليزا بارك)، وهي باحثة مشاركة في الدراسة وأستاذة مشاركة في كلية الطب في جامعة نيويورك في قسم أمراض العيون، فإن هذه النتائج لا تشير بالضرورة إلى أن جميع مرتدي العدسات اللاصقة سيتعرضون للالتهابات، إنها ببساطة تشير إلى أن هناك أنواع مختلفة من البكتيريا غزت أعين مرتدي العدسات وتعيش على سطحها، ولكن السؤال الذي يجب طرحه في هذا المجال هو: هل من الممكن أن يهيئ هذا الاختلاف فرصاً أكبر لتطوير أنواع معينة من الالتهابات؟

عادة ما تحدث العدوى عندما لا يقوم الأشخاص بتوفير العناية الصحية المناسبة لعدساتهم، كالنوم فيها ليلاً، أو عدم تنظيفها جيداً، ووفقاً لأحد الدراسات التي تم نشرها في عام 2010، من بين 86% من الأشخاص الذين يرتدون العدسات اللاصقة ويعتقدون بأنهم يعتنون بها جيداً، هناك 32% منهم فقط كانوا على حق، وفي المقابل كان هناك 44% منهم يولون عدساتهم اهتماماً متوسطاً، و24% منهم كانوا يهملونها.

تشير (بارك) أنه أثناء وضع العدسات اللاصقة على أصابعنا لوضعها بعد ذلك على أعيننا، قد نكون نقوم بنقل بعض الأنواع المختلفة من البكتيريا إلى سطح أعيننا، إلّا أن هذا في النهاية يصعب التأكد منه، ولكن إذا ما كان الأمر كذلك، فإن قلة مستوى التنظيف، أو عدم غسل اليدين، قد يوفر المزيد من الفرص للبكتيريا للانتقال من الأصابع إلى العدسة في أعيننا، وهذا يمكن تفاديه عن طريق استخدام العدسات اليومية وليس الشهرية أو الأسبوعية، فبهذه الطريقة يمكنك على الأقل الحصول على واحدة نظيفة عند ارتداء العدسات في كل مرة.

على الرغم من أن دراسة جامعة نيويورك لم تفرق بين طول مدة ارتداء العدسات، إلّا أن (بارك) تشير إلى أن الأطباء بدؤوا يوصون بارتداء العدسات اليومية، وذلك ببساطة لأنك في كل مرة ترتدي فيها العدسات ستكون متأكداً من أنها كانت موجودة في سائل معقم، ولأنك بعد الانتهاء من ارتدائها ستتخلص منها وتحصل على زوج جديد في اليوم التالي، أما بالنسبة للأشخاص الذين يعيدون ارتداء العدسات مراراً وتكراراً، فإن هذه العملية تعرضهم لخطر وضع العدسات في محلول قد يحتوي على البكتيريا، لذلك ومن وجهة النظر السريرية، إن ارتداء العدسات اليومية سيكون أكثر أماناً.

بحسب (بارك) فإن الخطوة المقبلة ستكون تحليل الأحياء الدقيقة التي توجد على أعين الأشخاص الذين قد أصيبوا بالفعل ببعض هذه الالتهابات، وذلك لمعرفة ما إذا كان لديهم تركيزات أعلى من البكتيريا التي تبين وجودها بمستويات أعلى لدى مرتدي العدسات اللاصقة، كما سيحاول الباحثون أيضاً معرفة ما إذا كانت أجسام الأشخاص الذين يرتدون العدسات اللاصقة لسنوات عديدة قد تكيفت مع الوضع الطبيعي الجديد، وإذا ما كان هذا يؤمن لهم حماية من الإصابة بالالتهابات.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير