التصنيفات: أخبار العلوم

الطاقة واللبن المسكوب

أن يكون لديك القدرة على بذل شغل أو إنجاز عمل ما، فأنت اذا تمتلك طاقة. وان كان لك مطلق الحرية فى بذل هذا الشغل بصور مختلفة وأشكال متعددة فأنت اذا متعدد المواهب مثلك فى هذا مثل الطاقة المتعددة فى صورها وأشكالها والتى منها الطاقة الضوئية والطاقة الكهربية والطاقة الكيميائية الى آخر هذه الصور من صور الطاقة. ولكن الحقيقة ستكون أكثر عمقا من كل هذا، لأن كل هذا سوف يندرج ضمن فئتين رئيسيتن هما الطاقة الحركية والطاقة الكامنة، ولك أن تتخيلهما شقى رحى الطاقة. وان كان لك أن ترى بعينك وتتلمس بيدك صور الطاقة المختلفة، فليس أمامك الا أن تستشعر الكامن منها داخل الأشياء. ولكن قبل أن تستشعر هذه الطاقة الكامنة داخل أى شئ يجب عليك أن تستكشف هذه الطاقة الكامنة بداخلك والتى من الممكن أن تكون طاقة ايجابية تحلق بك وبمن حولك فى عنان السماء، والتى من الممكن أن تكون طاقة سلبية تلقى بك وبمن حولك فى الهاوية.

الطاقة

لما كانت الطاقة بمعناها الشمولى ترتبط ارتباطا كليا وجزئيا بالقدرة على بذل شغل، كانت ديناميكية الحياة مرتبطة بهذه القدرة ارتباطا وثيقا اعتمادا على أننا لن تستطيع تحريك ساكنا الا من خلال تلك الطاقة كما أننا لن تستطيع ايقاف متحركا الا من خلال هذه الطاقة أيضا. فديناميكية الحياة مرتبطة فى طبيعتها بما تتضمنه هذه الحياة من طاقة ميكانيكية تشكلت من طاقة الحركة وطاقة الوضع. ولكى لا ننجرف وراء تيارات المصطلحات العلمية المتخصصة، سوف نعود سريعا لنصل الى محطتنا الرئيسية المعروفة باسم ” فى الطاقة حياتنا”.

اللبن المسكوب

نسعى جميعا وبلا استثناء الى الحصول على لبن الحياة والذى به تستمر هذه الحياة وبدونه قد تتوقف حياتنا بالكامل. ولكننا وبعد حصولنا على هذا اللبن قد نفقده ويسكب منا على الأرض بقصد أو بدون قصد، ومن ثم سوف يعترينا الندم وقد يخيم البكاء على ديارنا. وفى هذه الديار، يحزن رب الأسرة كثيرا ان سكب منه اللبن بل قد يراوده الشعور بالندم من آن لآخر، ولكن ماذا عن أحد أفراد الأسرة لو سكب منه اللبن؟ طبعا قد يكون الحزن والندم وقد لا يكون ولكنه سوف يتلقى العقاب لا محالة من رب الأسرة وفى أضيق الحدود سوف يشمله العفو ان كان الأمر قد جاء بدون قصد. وهنا فقط سوف تلعب الطاقة دورها الحقيقى ويتجلى نوعها سواء الايجابى منها أو السلبى، ولن يفصل فيما بينهما الا المنطق والعقل المستند على تطبيق صحيح القانون وسلامة التأويل وصحة الاستدلال.

الطاقة واللبن المسكوب ان كل انسان يحمل فى نفسه طاقة غير مرئية اما أن تكون إيجابيّة أو تكون سلبيَّة أو تكون خليط متجانس أو غير متجانس من هاتين الطاقتين. فان كنت من حاملى الطاقة الإيجابيَّة التى  تحمل في طياتها الحب والعطاء والتفاؤل، فثق أنك قد ربحت كثير وأن مجتمعك سوف يرقى بك وبمن هم على شاكلتك. أما كنت من حاملى الطاقة السلبية التى تطلق سهام  البغضاء والكراهية والسلبية والتشاؤم٬ فثق أنك قد خسرت كثيرا ولن تجنى الا الشوك والحنظل، بل سوف تدمر نفسك وكل المحيطين بك. فحال وجود الطاقة الايجابية المنبعث أشعة شمسها من الذات، لن نبكى كثيرا على اللبن المسكوب بل سنقفز قفزا من هذه الكبوة الى الأمام آخذين العظة والعبرة. كما أن الطاقة الايجابية سوف تساعد كل من رب الاسرة ورعيته على وضع الأليات التى تمنع وقوع هذه الواقعة مرة أخرى بل وسوف تؤدى الى رقى الفرد ومن ثم رقى المجتمع. وعلى الجانب الآخر، نجد أن الطاقة السلبية سوف تحفز رب الأسرة على جلد نفسه دائما وأبدا ان كان هو مرتكب واقعة سكب اللبن، بل سوف تحفزه دائما على الانتقام المستمر من فرد أسرته الذى ارتكب تلك الواقعة، وقد لا يكتفى بعقاب واحد على من رأى أنه مسئ، كما أنه قد يتراجع عن أى عفوا قد أصدره. فبالطاقة الايجابية لن نبكى أبدا على اللبن المسكوب.

شارك
نشر المقال:
أ. د. نصرالله محمد دراز - Prof. Dr. N. Deraz