التصنيفات: الصحة الجيدة

الربو والانسداد الرئوى المزمن، أعراض متشابهه وعلاج مختلف

حين تدخل على مريض يصدر أزيزاً أو صفيراً حين يزفر فإن الطبيب يميل إلى اعتبارها (أزمة ربو) إن كان المريض طفلاً، أما إن كان رجلاً كبيراً فإن أزمة الربو و (مرض انسداد الشعب الهوائية المزمن COPD ) قد يختلطان بسبب تشابه أعراضهما وكلاهما قد يحدث في السن الكبير، فأزمة الربو تحدث عادة بسبب انقباض الشعبة الهوائية الناتج عن حساسية من شيء ما، وهو ما يشبه أحداً قام بدفع الباب فجعل المخرج ضيقاً، وبالتالي لا يستطيع الهواء أن يخرج بسهولة لذا يصدر أزيزاً، أما مرض انسداد الشعب الهوائية المزمن فهو ينتج لأسباب كثيرة من أشهرها التدخين وهو يشبه كأن تسد الباب بكثير من الأغراض المتراكمة والأوساخ والقمامة يوماً بعد يوم، لذلك يواجه المريض أيضاً الأزيز والكحة وقصر النفس حين يزفر الهواء في المرضين.

المشكلة أن المرضين يتشابهان فالأعراض عند المرضى الكبار تختلط ببعضها في 50% من المرضى ونسبة الاختلاط هذه تزداد كلما زاد السن.

حين يدخل مريض كبير بأزيز مسموع في صدره أحياناً يكون مسموعاً حتى بدون سمّاعة الطبيب، فإن الطبيب لا يستطيع أن يعتمد على الكحة وقصر النفس والأزيز فقط للتشخيص، إذ يحتمل أن يكون لدى هذا الشخص أزمة ربو أو مشكلة انسداد مزمن للشعب، أول شيء للتفريق هو التاريخ المرضي، فتاريخ الحساسية يرجّح الربو أما تاريخ طويل من التدخين فهو يرجح انسداد الشعب المزمن، ثم يلجأ الطبيب لاختبار وظائف الرئة التي تختبر ضمنها كمية هواء الزفير، وهو قد يتشابه في الحالين، فكلاهما منقوص بسبب ضيق المخرج أو انسداده، فيلجأ الطبيب إلى استخدام دواء الكورتيزون وهو الذي يستطيع تخفيف الالتهاب والاحتقان في الشعبة في أزمة الربو بينما يعجز عن فعل ذات الشيء إزاء الانسداد العالق، فإن عاد الزفير إلى طبيعته بهذا الدواء فنحن نستنتج أنه ربو، أما إن لم يكن فنحن نستنتج أنه ليس كذلك.

ثم يصبح على الطبيب أن يجري فحصاً جسدياً شاملاً.

لكن لماذا نهتم بعدم اختلاط التشخيص بين المرضين؟

ذلك بسبب اختلاف طريقة العلاج، ففيما ننصح مريض الربو بالابتعاد عن مهيّجات الحساسية لديه مثل القطط والعث والغبار وحبوب اللقاح مثلاً، ننصح مريض الانسداد الرئوي المزمن بالابتعاد عن التدخين قبل أن يتدهور الوضع إلى درجة لا يمكن النجاة منها، وصحيح أن المرضين يشتركان في موسّعات الشعب الهوائية لكن الكورتيزون الذي يوصف لمرضى الربو لا يوصف عادة لمرضى الانسداد، لأنه يجعل حالتهم أسوأ وأكثر عرضة لعدوى الرئة بالبكتيريا والتهابها.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير