التصنيفات: الصحة الجيدة

الدماغ .. ملكة العقل

الدماغ هو العضو الأكثر جدلاً في جسم الإنسان منذ القدم من الناحية الفلسفية و العلمية و التشريحية و حتى النفسية يكمن الدماغ في جمجمة الرأس يقول عالم الأعصاب راماشندران و على الرغم من إنه ليس سوى كتلة هلامية بحجم كفتي اليد بإمكانها أن تفكر بأعماق الفضاء بحدوده بأسرار الكون و ما قبله و ما بعده و عن الأبدية و عن الذات و المالانهاية و ما زال السؤال الذي لم تتم الإجابة عليه .. ما هي محدودية قدرة الدماغ ؟! .. إن الدماغ بإمكانه أن يقوم بالعديد من العمليات التحليلية و الحسابية و المنطقية بسرعة فائقة و بكمية كبيرة في آن معاً حتى دماغك نفسه لا يتخيلها إن الدماغ هو اللغز الذي يثير عقول البشر !

 

الدماغ و الدراسات القائمة عليه

الدماغ هو الجزء الذي يحتوي ملكة العقل و هو ما يميز البشر عن باقي المخلوقات الكثير من الفلاسفة سابقاً قد رجح أيضاُ بأن الروح هي أيضاً تسكن الدماغ و الذات ايضاً قد تسكنها و لكنها جميعها لم تعد اسئلة ضرورية بالوقت الحاضر بعد ان تم عمل دراسات عملية على الدماغ من تشريح و دراسات نفسية و اللغة و التعلم و مهارات الاتصال وعلاقتها بالعمليات الدماغية تحت علم النفس المعرفي و كذلك دخلت الكيمياء عالم الدراسات القائمة على الدماغ حيث اهتم علم الكيمياء بالمركبات الكيميائية والتي تسمى بالناقلات العصبية مثل الأستيل كولين و غيرها و من تطبيقات الكيمياء صناعة مواد طبية قادرة على معالجة الاضطرابات و تقليل اعراض بعض الأمراض النفسية و يندرج هذا التطبيق تحت مسمى كيمياء الأعصاب .

يحتوي الدماغ على 100 ألف خلية عصبية كل خلية عصبية ترتبط بالخلايا العصبية الأخرى حولها بما يسمى بمنطقة التشابك العصبي و الخلية الواحد ترتبط بـ 90 الف و ربما تزيد بخلايا عصبية أخرى و تقوم الخلية العصبية بفصل التشابك و إنشاء تشابك عصبي جديد بحسب العملية المراد تحليلها و هذا ما يسمى بنشاط الدماغ .

 

الدماغ يعمل كمنظومة

إن الدماغ ما هو إلا منظومة متكاملة و تقسم هذه المنظومة إلى عدة اقسام كل قسم يحتوي على مجموعة مهمات كالحركة العاطفة التحليل المنطق الألم الإبصار السمع و بعطب القسم يتم اصابة الإنسان بخلل كالشلل أو العمى أو غيرها من الأمراض النفسية أو العضوية التي يكون سببها خلل بالدماغ و عدم إمكانية الجزء المسئول بالدماغ بالقيام بهذه المهمة .

 

الدماغ و الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي هو علم يتجه ناحية دراسة الناحية العقلية و العمليات العقلية و فهم الذكاء و تطبيقه على الأجهزة الرقمية إن الذكاء هو ملكة وحيده موجودة بدماغ الإنسان و الإنسان هو الوحيد القادر على استعمالها بالشكل السليم و المطلوب على أكمل وجهه ولكن العلماء أرادوا ان يدمجوا هذا الذكاء بالآلات الرقمية و مازالت الأبحاث و التجارب عديدة بهذا الصدد و هذا النوع من التوجهه منذ اكثر من 100 سنة يذكر بإن تجربة أُقيمت بإحدى الجامعات الأمريكية استطاع فيها فريق بحثي ان يجعل آلة رقمية تقوم بتحليل المدخلات إلى دماغها و القيام بالعملية المناسبة مع المدخلات و إظهار المخرجات ( القرارات اللازمة ) حيث إن الآلة بمجرد أن رأت باب المختبر اتجهت له و فتحته و خرجت كانت السعادة لا توصف للفريق البحثي بهذا الإنجاز حيث إنهم لم يصدقوا ما رأت أعينهم  فأقترح احد الباحثين بالفريق وضع علامة اكس على الباب و مشاهدة النتيجة و كانت النتيجة بأن الآلة وقفت عاجزة أمام الباب و السبب هو وجود عامل التشويش ( علامة اكس ) الذي لم يدخل بالحسبان في عملياتها العقلية و هذا ما يميز الإنسان عن الآلة بأنها لا تقوم سوى بعمليات حسابية مدخلة من قبل طرف آخر بينما الإنسان يتخذ رأيه و يحلل بناءاً على ما يراه بغض النظر عن حجم المدخلات الموجودة فهي غير مؤثرة بتحليلات عقلية المنطقية و التحليلية و ما زال العلم حتى الآن يبحث عن حلول لمعالجة المشكلات التي تواجههم في الذكاء الاصطناعي على أمل أن تصبح الآلة تفكر و تحلل و تمنطق مثل الإنسان تماماً .

 

شارك
نشر المقال:
محمد شافي الجعيد