التصنيفات: تعريفات علمية

ما هو الحدث الإعلامي؟

كثيراً ما نشاهد على شاشات التلفاز تغطيات حصرية لأحداث اعلامية مهمّة, ليس كل حدث مهم يتم بثه في على شاشات التلفاز يعتبر حدث إعلامي. لأنه وبحسب (دانيئيل دايان وإلياهو كاتس) فإن وجود هذه الأحداث هو نادر, وتميّزها اساساُ يكمن في ندرتها, وكذلك يجب ان يتلائم الحدث مع المعايير التي وضعاها لتعريف حدث معين كحدث إعلامي.

حسب كاتس ودايان (1995) إن مميزات الحدث الإعلامي ستة: 1. بث حيّ ومباشر. 2. حدث مخطط مسبقا, ويوجد للمشاهد معلومات سابقه عن حدوثه. 3. مكان وتوقيت الحدث معروفان وتم الاعلان عنها مسبقاً. 4. الحدث يناقش ويدور حول شخصية او مجموعة اشخاص لهم صفة “بطولية”. 5. على الحدث ان يكون ذو طابع درامي او احتفالي. 6. أن تكون أهميته قصوى لدرجة ان تتحول مشاهدته لعادة اجتماعية متفق عليها.

قسّم كاتس ودايان الأحداث الاعلامية الى 3 أنواع: 1. فتوحات. 2. صراعاتمنافسات. 3. تتويج.

إن كلّاً من هذه التصنيفات له معايير محدّدة أيضاً, ولا يتم تعريف حدث معيّن كحدث “تتويجي” مثلا ما لم يتلائم مع هذه المعايير.

أولاً: من الأحداث الإعلامية التي تحدّث عنها الباحثين فهو من نوع “المنافسة”. هو بث حيّ لحدث دوري له وتيرة ثابته, وهو ذو طابع “احتفالي” يشدّ الجماهير ويجمعها حول شاشة التلفاز او في مكان الحدث. الاطراف المشاركة في المنافسة ممكن ان تكون مجموعات, أو أفراد, بحيث يكون السؤال الذي يدور في ذهن المشاهد خلال الحدث هو: “من سينجح؟”. هناك قوانين محددة وواضحة منذ البدء لهذه المنافسة على الجميع احترامها. مثال ملائم لذلك هو المباراة النهائية ففي كأس العالم لكرة القدم, فهو حدث ذو طابع احتفالي, فيه منافسة بين فريقين حسب قوانين محددة, يحشد الجماهير حول شاشة التلفاز أو في الملاعب أو في المرافق العامة. وهو حدث دوري يحدث كل أربع سنوات ويتم الاعلان عن حيثياته مسبقاً ويتم التخطيط والاستعداد له. وبطبيعة الحال, السؤال الذي يشغل الجماهير خلال هذا الحدث هو من الفريق الذي سيفوز وسيحصد بطولة كأس العام.

اما النوع الثاني, الفتوحات, فالمقصود به هو: بث حي لأحداث كبيرة في تاريخ البشرية تؤثر بشكل جليّ على سيرورة حياة الإنسانية أجمع, منطقة او مجتمع معين. في هذا الحدث, يكون “البطل” في صراع مع الطبيعة او مع المجتمع. والسؤال الذي يراود المشاهد هو: “هل سينجح؟”. إن هذا النوع من الأحداث الاعلامية ليس له وتيرة تكرار ثابته, أي من الممكن أن يحدث مرة واحدة, او عدة مرات على فترات متباعدة, كذلك, وعلى عكس النوع الأول (المنافسة) فهذا النوع ليس له قوانين محددة. المثال الدارج الذي استعمله كاتس ودايان هو صعود الانسان لسطح القمر لأول مرّة, وزيارة أنور السّادات الرئيس المصري السابق لإسرائيل للمرة الاولى. من الواضح ان لهذه الاحداث تأثيراً حضارياً واخر سياسياً.

النوع الثالث الذي تحدث عنه الباحثان فهو “التتويج”. يتميز هذا النوع بانه حدث انتقالي له عدة اشكال, منها المحزن ومنها المفرح. ولكن كل أشكال الحدث تتلخص بأن الشخصية الأساسية تتنتقل من حال الى حال بحيث يكون هذا الحدث ذو طابع “احتفالي” وتأثيره أبدي على حياة الفرد. السؤال الذي يدور في ذهن المشاهد خلال الحدث هو ما اذا كان هذا الحدث سيتم وسينجح ام لا, او ما اذا كان من الممكن التأقلم مع الحياة بعد هذا الحدث. مثال على هذا النوع من الاحداث, “تتويج” أوباما كرئيس الولايات المتحدة الامريكية المنتخب, هذا الحدث ينقل ببث حيّ ويمثل عملية انتقال أوباما من مواطن عادي في المجتمع الامريكي الى رئيس الولايات المتحدة. هذا التغيير يعتبر ذو اهمية كبيرة في حياة اوباما ولن وأثر ولا زال يؤثر على كل حياته بكل جوانبها. هذا النوع من الأحداث الاعلامية يضم أيضا الانتقال من عالم الى اخر, أي من عالم الأحياء الى عالم الاموات. المقصود بذلك هو البث الحي لجنازات شخصيات مهمّة في العالم, مثلا جنازة الأميرة ديانا. هذه الاحداث كذلك تحشد الجماهير سواء في أرض الحدث أو حول شاشات التلفاز, وتيرة الحدث غير ثابته فهي متعلقة بالأشخاص وبالظروف. مثال اخر على ذلك هو حفل زواج الأميرة ديانا والأمير تشارلز, وهو يعتبر مناسبة سعيدة وتهمّ الكثير.

إذن, رأينا أن هناك ثلاث أنواع طقوس “احتفالية” يمكن ان تندرج تحت تعريف “الحدث الاعلامي” بحسب كاتس ودايان (1995). كلّ له تعريفه والمعايير الخاصة به, ولكن في نفس الوقت, هناك ما يجمع كل الأنواع بسبب التعريف الأساسي واعتبارها أصلا “حدث إعلامي”.

 

إعتماداً على مقال :

Media Events: The Experience “not being there” By: Elihu Katz and Daniel Dayan

شارك
نشر المقال:
مي خلف