التوحد وفيتامين B12| هل يمكن علاج التوحد بالفيتامينات!

هل يمكن العلاج وكيف وماذا نفعل وما العلاقة بين التوحد وفيتامين B12، كلها تساؤلات من أسر أطفال التوحد، فكان لابد من فك ألغاز علامات الاستفهام.

دراسة صغيرة أجريت على أطفال التوحد لتكشف العلاقة  بين التوحد وفيتامين B12، من خلال حقن 50 طفلًا أعمارهم بين 3 إلى 7 سنوات بحقن ميثيل B12 كل 3 أيام ولمدة 8 أسابيع.

أخذ الباحثون عينات من الدم لتقييم التمثيل الغذائي لدى الأطفال وتقييم أعراض التوحد بمقياس تحسين الانطباعات العالمية السريرية، قائمة مراجعة السلوك المنحرف، مقياس الاستجابة الاجتماعية.

في نهاية التجربة كانت هناك استجابة بيولوجية إيجابية لدى الأطفال وتحسينات في مقياس أعراض التوحد، لذا ربما يصبح فيتامين b12 هو واحد من علاجات مرض التوحد.

لكن هل يعاني مرضى التوحد من ضعف امتصاص فيتامين ب 12 الذي يؤثر سلبًا على أدائهم، وهل تساعد مكملات فيتامين ب 12 في تحسين بعض الأعراض؟

أولًا ما فيتامين B12؟

يطلق على فيتامين B12 اسم (كوبالمين) لكن الجسم لا ينتج هذا الفيتامين، لذا يمكن الحصول عليه بصورة منتظمة من الأطعمة الحيوانية، أو المكملات الغذائية.

له فوائد عدة فهو يلعب دورًا أساسيًا في جسم الإنسان حيث يساعد في:

  • تكوين خلايا الدم الحمراء
  • استقلاب الخلايا
  • وظائف الأعصاب
  • إنتاج الحمض النووي

يحتاج الجسم كميات مختلفة من فيتامين B12 تبعًا للمرحلة العمرية، لذا متوسط الكميات الموصى بها:

  • الرضع حتى سن 6 شهور تحتاج إلى 0.4 ميكروجرام
  • الأطفال من سن 7 إلى 12 شهرًا تحتاج 0.5 ميكروجرام
  • الأطفال من سن 1-3 سنوات تحتاج إلى 0.9 ميكروجرام
  • الأطفال من سن 4-8 سنوات تحتاج 1.2 ميكروجرام
  • الأطفال من سن 9-13 سنة تحتاج إلى 1.8 ميكروجرام
  • المراهقون الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 18 عامًا تحتاج 2.4 ميكروجرام
  • وفي حالات الحمل والرضاعة (2.6 ميكروجرام يوميًا في حالة الحمل و 2.8 ميكروجرام يوميًا في حالة الرضاعة الطبيعية)

 

هل يمكن الحصول على فيتامين B12 بكميات كافية من الطعام؟

نعم، فيمكن الحصول على ما يكفي من فيتامين B12 من خلال:

  • اتباع نظام غذائي متوازن يشتمل على الدواجن، واللحوم، والأسماك، والبيض، ومنتجات الألبان.
  • تجنب المشكلات التي تؤثر في امتصاص  فيتامين B12 من الأطعمة.

المصادر الغنية بفيتامين b12 في الطعام:

  1. كبد وكلى الحيوانات العضوية وخاصة الضأن الذي يعد مصدر غني بفيتامين b12 عن الأبقار أو العجول.
  2. محار صغير يدعى البطلينوس، و رغم أنه فقير جدَا في محتوى البروتين فإنه يحتوى على تركيز عالي من فيتامين b12، ويعد مصدرًا جيدًا لمضادات الأكسدة.
  3. سمك السردين المغذي الذي يحتوي على كميات كافية من كل العناصر الغذائية تقريبًا.
  4. لحم البقر وهو مصدر ممتاز لفيتامين b12.
  5. الحبوب المدعمة التي تناسب النباتيين كثيرًا فهي غير مشتقة من مصادر حيوانية.

نقص فيتامين B12

نقص فيتامين B12 يعني عدم احتواء جسمك على ما يكفي من خلايا الدم الحمراء الصحية التي تنقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم.

أعراض نقص فيتامين B12

  • عدم حصول الجسم على ما يكفي من الأكسجين مما يؤدي إلى فقر الدم، والشعور بالتعب، وضيق التنفس، وضعف العضلات، مشكلات الأمعاء، تلف الأعصاب، اضطراب المزاج.
  • كما يرتبط بأعراض الخرف، وانخفاض الوظائف الإدراكية.
  • يؤدي نقص فيتامين B12 في الأطفال إلى تأخر النمو، انخفاض معدل الذكاء، التخلف العقلي، تأخر الكلام واللغة والتأخرات الاجتماعية، والمشاكل السلوكية، ومشاكل الحركة والحركة الدقيقة لذا يرتبط نقص فيتامين B12 في الأطفال بأعراض التوحد.

 

يعاني نقص فيتامين B12 كل من:

  • حالات  النظام الغذائي غير المتوازن و خاصة نقص البروتين الحيواني.
  • في بعض الطفرات الجينية.
  • كبار السن بسبب سوء امتصاص الكوبالمين المرتبط بالتهاب المعدة الضموري وانخفاض حمض المعدة، وزيادة انتشار فقر الدم مع تقدم العمر.
  • من لديهم مشكلات في الجهاز الهضمي و التي تؤثر على امتصاص العناصر الغذائية في الجسم.
  • أثبتت بعض الدراسات نقص ملحوظ في مستوى فيتامين B12 لأطفال التوحد مما يثبت العلاقة بين التوحد وفيتامين B12.
  • الأطفال حديثي الولادة من أمهات تعاني نقص فيتامين B12.

قد تملك الأم مخزون غير كافي من فيتامين b12 ولا يغطي جميع الاحتياجات الأيضية في السنة الأولى للطفل، أو مخزون أقل خلال الرضاعة الطبيعية مما يؤثر في عملية التمثيل الغذائي للطفل.

 لكن الاكتشاف المبكر يساعد في التحسن، وذلك اعتمادًا على العمر الذي بدأ فيه نقص فيتامين B12، و شدة النقص، ومدة وجود النقص، وفي أي عمر بدأ العلاج.

لكن في حالة تحويل الأم التي تعاني نقص الكوبالمين أطفالها إلى الرضاعة الصناعية قد يحصل الطفل على كمية كافية من فيتامين b12، لكن ليست بما يكفي لتصحيح النقص الموجود، حيث تحمي الطفل من فشل النمو أو الموت، لكنها أقل من المستوى المطلوب لنمو الدماغ وتطوره.

لذا الاهتمام بفيتامين b12 للأم قبل الولادة مباشرة لا يكفي أيضًا لتصحيح النقص الموجود.

 

 

علاج نقص فيتامين B12

يمكن البدء في العلاج من خلال:

  • تناول جرعات كافية من المكملات عن طريق الفم، أو الحقن، أو الأنف وذلك تبعًا لإرشاد الطبيب.
  • تغيير النظام الغذائي لتحصل على جرعات كافية من فيتامين b12  وتناول الحبوب المدعمة بالفيتامين أو المكملات الغذائية.

 

حقن فيتامين b12

 

 تعمل حقن ميثيل 12 على تنشيط المسارات البيولوجية وإنتاج الإنزيم اللازم للمساعدة في إزالة السموم من المعادن والمواد الثقيلة، لكن قد تحدث آثار جانبية لذا استشر الطبيب قبل العلاج.

 

هناك نوعان من حقن فيتامين B12:

 

  • هيدروكسوكوبالمين وهو الخيار الموصى به حيث يبقى في الجسم لفترة أطول.
  • سيانوكوبالمين.

 

حقن ميثيل b12 تحسن الأعراض السلوكية مما يثبت العلاقة بين التوحد وفيتامين B12 عن طريق:

  • زيادة الوعي وزيادة الاستجابة.
  • الإدراك بما في ذلك التركيز والانتباه.
  • زيادة التواصل البصري والتفاعل الاجتماعي.
  • الحد من السلوكيات الضارة مثل ضرب الرأس، أو إيذاء النفس، أو العدوان.

 

كما تحفز مسار الميثيل وهو المسؤول عن:

  • أغشية الخلايا والبروتينات.
  • صنع المواد الجينية وإصلاحها والتي تعرف باسم RNA و DNA.
  • تنظيم جهاز المناعة بما في ذلك تفاعلات المناعة الذاتية.
  • إزالة السموم من المعادن الثقيلة والمواد الضارة الأخرى.
  • صنع الجلوتاثيون، وهو مضاد الأكسدة الرئيسي في الجسم.
  • المساعدة في الحفاظ على فيتامين هـ وفيتامين ج بشكلهما النشط.
  • تقليل الالتهاب.

 

لكن أحيانًا تحدث تأثيرات غير مرغوبة لحقن b12:

قد يحدث مزيج من التغييرات الإيجابية والسلبية عند استخدام حقن الميثيل ب 12، لكن حتى الآثار غير المرغوب فيها علامة جيدة على نجاح العلاج، و تقل السلبيات بمرور الوقت وتظل  التأثيرات الإيجابية.

فقد تحدث الآثار السلبية بسبب الإحباط عند وجود وعي متزايد للطفل، فقد يعاني:

  • فرط النشاط بسبب زيادة الطاقة في الجسم.
  • سلوك التحفيز الذاتي.
  • اضطرابات النوم.
  • العدوان والضرب والعض.

 

إثبات العلاقة بين التوحد و فيتامين B12 خطوة مهمة ستساعد في تحسين الكلام لمرضى التوحد، فتساعد حقن ميثيل b12 في إنتاج السيروتونين وتنظمه وهو مادة كيميائية في الدماغ ضرورية لتحسين الكلام واللغة.

 

هل تناول جرعات عالية من B12 مفيد أم ضار؟

 الحقيقة أن فيتامين B12 قادر على الذوبان في الماء و يستطيع الجسم التخلص من الكميات الزائدة عن حاجته من خلال البول.

 

لذا هو  آمن عمومًا ومنخفض السمية ولا يسبب آثارًا جانبية ضارة حتى عند الجرعات العالية، لكن الجرعات الكبيرة قد تسبب ضررًا لدى مرضى السكر، وأمراض الكلى مثل:

 

  • صداع الرأس.
  • غثيان.
  • إسهال.
  • ضعف عام، وتعب.
  • إحساس بالوخز في اليدين والقدمين.

 

التوحد مرض غامض علينا اكتشافه لننقذ أطفالنا من قبضته، لذا يمكن أن تصبح علاقة التوحد وفيتامين B12 خطوة جديدة في طريق العلاج.

 

المصادر

 

شارك
نشر المقال:
غادة سامي