بيئة ومناخ

خطر البلاستيك على البيئة يهدد صحة الإنسان والصحة العامة

يمثل خطر البلاستيك عبر تراكمه في المحيطات ومكبات النفايات في جميع أنحاء العالم، خطرا بيئيا متزايدا، كما أن البلاستيك يشكل أيضا تهديدا قاتلا للصحة العامة.

ومع ذلك، فإن الجهود الدولية لفهم أزمة البلاستيك تتركز بشكل منهجي على النهاية الخاطئة لدورة حياة المنتج، أي على إدارة النفايات.

تعتبر المناقشة التي ستستأنف هذا الشهر في جمعية الأمم المتحدة للبيئة (UNEA 4) مثالا على ذلك، حيث ستركز على النفايات البحرية والبلاستيكية الدقيقة، ورغم أن هذه القضايا مهمة، إلا أنها جزء من مشكلة أكبر بكثير.

خطر البلاستيك – الآثار السامة

من الواضح أن خطر البلاستيك لعب دورا حيويا في النمو الاقتصادي العالمي لعقود، حيث أنه يدخل في الأجهزة الطبية التي لا غنى عنها، والملابس، والألعاب، وعدد من الاستخدامات الصناعية والزراعية، وغيرها الكثير.

تنبعث من البلاستيك كميات كبيرة من غازات الدفيئة، مثل الميثان والإيثيلين، عندما يتحلل في التربة والبيئات البحرية، كما أن ما لا يقل عن 99 ٪ من البلاستيك مصنوع من الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز.

ويكشف بحث جديد عن خطورة البلاستيك على الكائن البشري في كل مرحلة من مراحل دورة حياته، من استخراج الوقود الأحفوري إلى الاستخدام الواسع لتغليف المواد الغذائية، ناهيك عن عملية معالجة النفايات.

بشكل أو بآخر، تتأثر جميع الكائنات الحية تقريبا على هذا الكوكب من إنتاج أو استخدام أو التخلص من البلاستيك، الذي تتراكم آثاره السامة في الهواء الذي نتنفسه، والماء الذي نشربه، والتربة التي نسير عليها، ومن بين الآثار الضارة الرئيسية لإنتاج البلاستيك ضعف المناعة وأمراض الجهاز التناسلي، والكبد والكلى، وحتى السرطان.

طوال دورة حياة المنتجات البلاستيكية، يصاحب هذه التهديدات الإنجابية والمتصلة بالسرطان تلف إضافي في التطور العصبي والعمليات البيولوجية الأخرى. ويزداد الموقف خطورة مع زيادة إنتاج البلاستيك، ويبدو أن ذلك سيستمر، حيث تخطط صناعة البلاستيك في الولايات المتحدة وحدها لزيادة إنتاجها بنسبة 30 ٪ خلال السنوات القليلة المقبلة.

خطر البلاستيك – ضغط من جماعات الضغط

على الرغم من أن الرأي العام يعتبر البلاستيك مادة هائلة ولا غنى عنها، يقدر أن 40٪ من إنتاج البلاستيك العالمي مخصص للتعبئة ذات الاستخدام الواحد، أي أنه يُستخدم مؤقتا لأغراض النقل والتخزين، ثم يتم التخلص منه ببساطة. ونتيجة لذلك، فإن حوالي 80 ٪ من البلاستيك المنتج حتى الآن قد انتهى إما في مكب نفايات أو في البرية.

لا نفتقر فقط إلى قدرات إعادة التدوير التي من شأنها إدارة البلاستيك المتداول بالفعل، ولكن يبدو أيضا أن العديد من الابتكارات الحديثة في إعادة التدوير تسبب المزيد من الأضرار بالبيئة والصحة العامة، من خلال تلوث البيئة. الهواء ، والرماد السام، وغيرها من العوامل الخارجية.

ولسنوات، ظل المنتجون يستثمرون في حملات التسويق والإعلان لإقناع المستهلكين بأنهم المسؤولون عن أزمة البلاستيك، ويحاول هؤلاء المصنّعون وجماعات الضغط الخاصة بهم إقناع الحكومات – بما في ذلك المشاركون في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية – بأن إدارة النفايات يجب أن تكون على رأس أولوياتهم.

وقد أثمرت هذه الجهود حتى الآن عن طريق السماح للمصنعين بمنع اعتماد تدابير من شأنها الحد من الإنتاج، وبالتالي الأرباح، وعندما تنفق الصناعة مليار دولار على إنشاء “تحالف من أجل التخلص من نفايات البلاستيك”، فإن هدفها الحقيقي هو الحفاظ على الوضع الراهن، وكذلك الحفاظ على استثماراتها البالغة 200 مليار دولار في هذه الصناعة.

إقرأ أيضا: كم قطعة بلاستيك تأكل يومياً؟ هذه الدراسة البريطانية ستصدمك 

خطر البلاستيك و  الاتفاقية الدولية؟

وتعمل Break Free From Plastic، وهي حركة دولية تجمع الآلاف من المنظمات غير الحكومية، على إعلام الحكومات وممثليها بالمخاطر المرتبطة بإنتاج البلاستيك الجديد، فخلال 15 شهرًا منذ UNEA 3، اجتمع فريق خبراء حكومي دولي خاص مرتين لتقييم الخيارات الممكنة لحل أزمة البلاستيك على المستوى العالمي، وتسلط النتائج التي توصلت إليها، بدعم من العديد من التحليلات والتقارير المستقلة بتكليف من الأمم المتحدة، الضوء على أوجه القصور الرئيسية وعدم كفاية التنسيق بين هياكل الإدارة الحالية.

خلقت توصيات فريق الخبراء زخما كافيا لآلية عالمية جديدة للحد من إنتاج واستهلاك المواد البلاستيكية، وكجزء من UNEA 4، اقترحت النرويج إنشاء هياكل حكم عالمية أقوى للتعامل مع النفايات البحرية والبلاستيكية الدقيقة، وقد تكون هذه خطوة أولى نحو معاهدة ملزمة قانونيا، مع اتباع نهج متعدد المستويات، لمعالجة المشكلة.

ومن شأن إنشاء اتفاقية دولية جديدة حول أزمة المواد البلاستيكية أن يحسن التنسيق بين الحكومات والجهات التنظيمية القائمة، فضلاً عن توفير دعم مالي وتقني إضافي، والأهم من ذلك، أن أولويتها الرئيسية ستكون منع التلوث البلاستيكي المتزايد ومخاطره على صحة الإنسان خلال دورة الإنتاج.