التصنيفات: متفرقات

الإنطوائيون هم الأكثر نجاحاً في حياتهم

على الرغم من أن النجاح هو شيء نأمل جميعاً بتحقيقه، إلّا أنه يمكن أن يشكل صراعاً حقيقياً، وعلى الرغم من النظرة السائدة التي تقول بأن الأشخاص المنفتحين على العالم هم الأشخاص الذين يمتلكون فرصاً أفضل لتحقيق أهدافهم في الحياة، إلّا أن العلم يختلف بالرأي مع تلك المقولة، فالرغبة في الاستمتاع بالوقت وحيداً أكثر من الاختلاط الاجتماعي يمكن أن تساعد فعلاً في تحقيق النجاح في نهاية المطاف، وإليكم السبب الذي يقف وراء ذلك.

الإنطوائيون لا ينتظرون موافقة أو رضاء أي أحد

عندما تستمتع بقضاء بعض الوقت لوحدك، فستميل لتكوّن صداقة قوية مع نفسك، وهذا الأمر يمكن أن يكون خير عون لك لمجموعة متنوعة من الأسباب، فأحد مفاتيح النجاح هو أن تقوم بأخذ خيارات يمكنك أن تكون واثقاً بها، وفي حال لم تشغل نفسك بالتفكير باحتياجات باقي أعضاء المجموعة، يمكنك التركيز على الخيارات التي تظن بأنها في مصلحتك الخاصة، كما أن هناك طريقة أخرى يمكن للوحدة أن تساعدك من خلالها وذلك عن طريق تقليل كمية التوتر المحيطة بجو عملك، فلن يكون عليك تكريس تفكيرك للقلق حول ما يعتقده الآخرون، وبدلاً من ذلك، ستستطيع التركيز على اتقان عملك وفقاً لمعاييرك.

يوضح (جوناثان تشيك)، وهو طبيب نفسي في كلية وليسلي، أحد الأسباب الأخرى التي تجعل الإنطوائيين غير مهتمين بالحصول على موافقة الآخرين، حيث يشير أن بعض الأشخاص ليس لديهم حاجات قوية للانتماء إلى جماعة معينة، وهذا قد يكون متعلقاً بجيناتهم، فأولئك الذين يختارون التواجد في غرفة المعيشة أو على قاعة الرقص قد يكونوا قد ورثوا مزاجهم من أسلافهم.

الإنطوائيون يتخذون خيارات أقل تهوراً

أولئك الذين يحبون قضاء بعض الوقت لوحدهم عادة ما يميلون لأخذ المزيد من الوقت في التفكير ملياً في خياراتهم عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات المهمة، وهذا يمكن أن يزيد بشكل كبير من احتمالية اختيار أفضل خيار ممكن، وتوضح الدكتورة (مريم جاهدي)، وهي طبيبة في جامعة ولاية أوهايو، بأن أولئك الذين يفضلون قضاء الوقت لوحدهم، تكون تصرفاتهم مدفوعة بالنتائج المترتبة على أفعالهم أكثر مما هي مدفوعة بالمكافآت التي يأملون بالحصول عليها.

هذا الميل لتفضيل العواقب على المكافآت يرتبط بشكل من أشكال الكيمياء الدماغية، ففي عام 2013، أظهرت دراسة أجرها الأستاذ (ريتشارد ديبوي) من جامعة كورنيل، فروقاً في مستويات إفراز هرمون الدوبامين، حيث تبين بأن معدلات إفراز الدوبامين لدى المنفتحين، كانت أكبر عند تسلمهم لمكافأة ما، في حين كانت مستويات إفراز الدوبامين لدى الإنطوائيين، الذين يفضلون قضاء بعض الوقت لوحدهم، قليلة نسبياً، وبالتالي فإن هؤلاء لم يكونوا يسعون خلف الحصول على المكافآت بنفس الطريقة التي يفعلها المنفتحون.

عدم التسرع يمكن أن يساعد المرء في جميع أنواع التحديات، كالحد من تبذير المال والحصول على بعض الأغراض الإضافية في اللحظة الأخيرة من محل البقالة، فالتفكير في الأمر وتحديد ما تحتاجه بالضبط والقيام بالخطوة الأفضل سيساعدك على المضي قدماً.

الإنطوائيون يمتلكون حكمة مالية

يستطيع الأشخاص الذين تهمهم العواقب أكثر من المكافآت أن ينفقوا أموالهم بحكمة أكبر من غيرهم، فأولئك الذين يحبون قضاء بعض الوقت لوحدهم يعلمون كيف يقومون بالتفكير بقراراتهم، وهذا هو أمر رائع لاتخاذ القرارات المالية التي تتطلب “تجنب القرارات السيئة، والعواقب السلبية والفرص الضائعة”، وفقاً للدكتورة (جاهدي).

تبعاً لـ(وارين بوفيت)، وهو رجل أعمال أمريكي ناجح، فإن مفتاح النجاح، هو أن تكون ذكياً في تصرفك بالأمور المالية، لذلك، لا ضرر من قضاء بعض الوقت بمفردك واستخدام وحدتك للتفكير بأمورك بحكمة، فقد يكون هذ هو المفتاح لحياة ناجحة.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير