التصنيفات: غير مصنف

الأبوسوم يمكن أن يكون ترياق لسم الأفاعي

على الرغم من أن حيوان الأبوسوم لم تكن له مساهمة كبيرة في المجتمع البشري إن كان من الناحية الثقافية أو العلمية كما باقي الحيوانات، إلّا أن هذا على وشك أن يتغير، وذلك بفضل البحث الجديد الذي يشير إلى أن هذا الحيوان الذي ينتمي إلى فصيلة الحيوانات الجرابية قد يكون المفتاح لتطوير مضاد للسموم يمكن أن ينقذ الإنسان من لدغات الثعابين، وكذلك من هجمات العقارب ومن النبات والبكتيريا السامة أيضاً.

ووفقاً لبيان صحفي صدر مؤخراً عن البحث، فإن حيوانات الأبوسوم تمتلك نوعاً من المناعة ضد سم لدغات الثعابين، وهذا ما دعا للبحث عن السبب الذي يجعل منها حصينة ضد السموم، والبحث فيما إذا ما كان بالإمكان تسخير خصائص الأبوسوم المضادة للسموم للاستخدام على البشر، وعلى الرغم من أن الأبحاث الأولى عن الموضوع بدأت منذ أربعينيات القرن الماضي، وتمت متابعته مرة أخرى في وقت مبكر من تسعينيات ذات القرن، إلّا أنه لم يقم أحد بمتابعة العمل حتى الوصول إلى مرحلة تطوير علاج مضاد للسم.

حتى جاءت الباحثة (كلير ف. كوميفبز) من جامعة ولاية سان خوسيه، وفريقها وبدؤوا بمتابعة العمل على البحث انطلاقاً من فترة التسعينات، حيث كان البحث قد أظهر أن الببتيد – وهي سلسلة صغيرة من الأحماض الأمينية – يمكنها إبطال مفعول سم الأفعى، ومن هذا المنطلق قام الباحثون بتحضير توليفة مطابقة لذلك الببتيد في المختبر ومن ثم قاموا بحقنها في الفئران التي كان قد تم إعطاؤها سم مأخوذ من أفعى تدعى (Western Diamondback rattlesnake) من الولايات المتحدة وسم آخر من أفعة تدعى (Russell’s Viper) من باكستان، وبعد الحصول على النتائج تبين أن العلاج نجح في حماية الفئران من هذه السموم.

المثير في الاهتمام هو أن العلماء لا يعلمون بالضبط كيف استطاعت هذه الببتيدات أن تعمل بشكل سحري وتصبح مضادة للسم، ولكن إحدى النظريات تشير إلى أن الببتيدات ترتبط مع البروتين الذي يوجد في سم الأفعى والتي تعتبر سامة بالنسبة للإنسان، وهذا الارتباط هو ما أبطل فعالية السم.

لإنتاج هذا النوع من مضادات السموم بطريقة زهيدة، قامت (كوميفبز) وفريقها بإيجاد طريقة جديدة، وذلك من خلال استغلال البكتيريا القولونية (E) التي يتم إعادة برمجتها لإنتاج هذا النوع من الببتيد، وهذه الطريقة الفريدة ستسمح بإنتاج كميات كبيرة من مضادات السموم بسهولة وبتكلفة زهيدة، وهذا بدوره يمكن أن يساعد العديد من الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الفقيرة في العالم والذين تكون قدرتهم على الوصول إلى مضادات السموم محدودة، رغم كثرة وجود الثعابين السامة في مناطقهم.

وفقاً للاتحاد الدولي لعلم السموم، فإن هناك ما يقدر بـ421,000 شخص على الأقل يتعرضون للدغات من قبل الثعابين السامة في كل عام، وهناك 20,000 حالة وفاة تحدث نتيجة لذلك، وأغلب تلك الوفيات تحدث في جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ولكن قبل أن يتم طرح مضادات السموم هناك، يخطط الفريق لاختباره على الفئران أولاً.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير