التصنيفات: غير مصنف

استخدام الباراسيتامول أثناء الحمل قد يضر بالأجنة الذكور

تشير الأبحاث الجديدة أنه من المحتمل أن يكون لتناول “الباراسيتامول” أثناء الحمل لمدة أسبوع أو أكثر آثاراً ضارة على الأجنة الذكور، فعلى الرغم من أن “الباراسيتامول” يعتبر مسكن الآلام الأكثر أماناً بالنسبة للنساء الحوامل، إلّا أن الباحثين يشيرون إلى أن بعض العيوب الإنجابية التي قد تحدث لدى الأطفال الذكور مثل عدم نزول الخصيتين، قد تكون متصلة بانخفاض مستويات هرمون تستوستيرون لدى الأطفال نتيجة لتناول أمهاتهم لدواء الباراسيتامول.

تبعاً للباحثين، ليس هناك أي سبب يدعو للاعتقاد بأن أخذ المسكنات ليوم واحد يمكن أن يتسبب بحدوث أي مشكلة، حيث أن الدراسة التي تم إجراؤها على نموذج من الفئران المطعمة بالأنسجة البشرية والهرمونات لتحاكي حالة الحمل التقليدية، وجدت أن الدواء يخفض من مستويات هرمون التستوستيرون بشكل كبير إذا ما تم تناوله بشكل منتظم على مدى أسبوع من الزمن.

تبعاً للبروفسور (ريتشارد شارب) من مركز (MRC) للصحة الإنجابية في جامعة ادنبره، فإن نسبة الاضطرابات التي تؤدي إلى حدوث أضرار تلحق بالخصوبة لدى الذكور أصبحت عالية بشكل ملحوظ، فالكثير من المواليد الذكور يعانون من إحدى هذه الاضطرابات التي تعرف باسم متلازمة خلل تكوّن الخصية، لذلك بدأ الباحثون بالبحث في الأسباب المحتملة لحدوث هذه الحالة، واضعين احتمال أن يكون السبب راجعاً إلى شيء ما في النظام الغذائي للأم أو لنمط حياتها.

 قام العلماء في أدنبرة بتصميم دراسة على نموذج من الفئران لمحاكاة الحمل البشري، وذلك لمعرفة ما إذا كان استخدام الباراسيتامول يمكن أن يؤثر في حدوث تلك الاضطرابات لدى الأجنة الذكور، ولإجراء الدراسة قاموا بتطعيم الفئران بأنسجة خصية بشرية – وهي تقنية سبق استخدامها لدراسة تأثير المواد الكيميائية البيئية على إنتاج هرمون التستوستيرون-، وبعد ذلك تم إعطاء الفئران جرعة يومية نموذجية من الباراسيتامول إما لمدة يوم أو على مدى أسبوع كامل، وقد أظهرت نتائج الدراسة التي تم نشرها في مجلة (Science Translational Medicine)، أنه لم يكن هناك أي تأثير لاستهلاك الباراسيتامول على إنتاج هرمون التستوستيرون لدى الفئران بعد مرور 24 ساعة، ولكن بعد مضي سبعة أيام على تناول الباراسيتامول تبين أن كميات هرمون التستوستيرون التي تنتجها الأنسجة البشرية المطعمة في الفئران انخفضت بنسبة 45%.

تبعاً للدكتور (رود ميتشل) فإن دواء الباراسيتامول يعتبر من أكثر الأدوية المتاحة بحرية للشعب والتي يتم شراؤها دون الحاجة للحصول على وصفة طبية، لذلك يتم أخذه في كثير من الأحيان دون النظر إلى آثاره الجانبية، ولهذا السبب فإن هذه الدراسة ستدعم التوصيات الحالية التي تشير إلى أنه ينبغي أن يؤخذ الباراسيتامول على مدى أقصر فترة ممكنة وبأقل جرعة ممكنة، كما أنه يجب على النساء الحوامل اللواتي يحتجن لأخذ الأدوية المسكنة للألم لفترة تزيد عن يوم واحد أن يستشرن طبيبهن الخاص في هذا الموضوع، لأنه لا بد من معالجة كل من الألم أو الحمى أثناء فترة الحمل.

تشير الدراسات أن هناك أكثر من 65% من النساء الحوامل يتناولن الباراسيتامول في مرحلة ما من الحمل، كما أن هناك أدلة تشير إلى أن العديد من الأشخاص يعتبرون هذا الدواء غير ضار، ولكن على الرغم من أن الباراسيتامول هو دواء فعال في تسكين الآلام وخفض درجة حرارة، ولكن علينا أن ندرك أنه في الكثير من الحالات قد يكون هناك آثار جانبية للباراسيتامول عندما يتم أخذه دون تردد أو بشكل غير مسؤول.

يشير العلماء بأن النتائج المستخلصة من الدراسات على الحيوانات لا يمكن تكرارها على البشر، ولكن تبعاً للدكتور (كريستوف ليز)، فإن هذه الدراسة مهمة ويجب أخذ نتائجها بعناية.

بحسب الدكتور (ليز) فإن الدراسة لا يجب أن تؤدي إلى إحداث أي تغيير في الوصفات التي يقوم الأطباء بإعطائها لمرضاهم، لأنه قد ثبت بأن استعمال الباراسيتامول على المدى القصير آمن تماماً، ولكن مع ذلك، فإنه سيكون على السلطات التنظيمية أن تنظر في الأدلة الناتجة عن هذه الدراسة وغيرها من الدراسات التي تتعلق باستخدام الباراسيتامول على المدى الطويل وخاصة بعد الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

في النهاية تشير البروفيسور (مورين بيكر)، وهي رئيسة الكلية الملكية للأطباء، بأنه لا داعي لأن تشعر النساء الحوامل اللواتي يأخذن الباراسيتامول لتخفيف آلامهن – سواء على النحو الذي يحدده الطبيب أو كعلاج الذاتي – بالذعر نتيجة لهذا البحث، ولكن إن كن يشعرن بالقلق من تناول الدواء بانتظام على مدى فترة طويلة من الزمن، فيجب عليهن تحديد موعد غير مستعجل مع طبيبهن المعالج، أو زيارة الصيدلي المحلي.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير