اختبار جديد يقدم جواباً لأكثر أسئلتك فضولاً: من أين أتى أجدادي؟

لم تكن هذه المرة الأولى التي تقرر فيها مراسلة موقع “بيزنس إنسايدر” الفضولية والمهووسة بالجينات، إرسال عينة من اللعاب الخاص بها إلى شركة مختصة بعلم الوراثة كي تسكتشفه، لكنها قررت هذه المرة أن ترسل لشركة AncestryDNA، وهي الشركة التي لا شأن لها بتوفير معلومات صحية من عينة الحمض النووي، وإنما تتعهد لزبائنها  بإيجاد جواب لأكثر أسئلتهم فضولاً: “من أين أتى أجدادي؟”

ليديا رامسي، قررت أن تحكي للقراء تجربتها في هذا الأمر، خطوة خطوة، قائلة إنها في البداية حصلت على عدة خاصة بعينة الحمض النووي في صندوق صغير بحجم الكتاب عبر البريد، بعد أن طلبته بواسطة الإنترنت، لتجد أنبوبة لجمع العينة، مع كيس وصندوق لوضعها فيه بعد الانتهاء، بالإضافة إلى كتيب التعليمات، كل هذا مقابل 99 دولاراً فقط.

ليديا قالت إنها ليست المرة الأولى التي تتعامل فيها مع أنابيب لجمع العينات، لكن، كان يتوجب عليها أن تستمر في البصق حتى تصل عينة اللعاب إلى مستوى معين، فكما علمت من المرة السابقة، على عينة الحمض النووي أن تكون كافية للشركة حتى تجري الاختبارات مرة ثانية إن حدثت أخطاء، وهذا لم يكن ألطف الأشياء بالتأكيد.

 

بعد دقائق قليلة من البصق، أصبحت عينة اللعاب جاهزة للإرسال، وقامت ليديا باتباع الخطوات المذكورة في الكتيب؛ وضعت غطاء خاصاً على الأنبوبة التي صممتها الشركة كي تقوم بإطلاق محلول كيميائي لونه أزرق، يقوم بحفظ العينة في مكانها كي يتم تحليل سلسلة الحمض النووي لها فيما بعد مباشرة، ثم أغلقتها كما هو مفترض، وأرسلتها إلى مختبرات الشركة في ولاية يوتا.

بعد ستة أسابيع، تلقت ليديا نتائجها، والتي استطاعت أن ترى الألغاز التي تكشفها لها الجينات؛ 90 بالمئة من جذور ليديا تمتد إلى الدول الاسكندنافية، مع 4 مناطق أخرى.

 

قبل أن تحلل ليديا نتائجها الوراثية، قامت بمشاهدة واحدة من الفيديوهات التابعة لشركة Ancestry ، الفيديو قام بعرض فكرة عامة عن المنهجية التي تتبعها الشركة، وبذلك فهمت الكيفية التي استنتجوا بها انتماءها إلى أجداد اسكندنافيين، فالمعلومات تأتي من قاعدة البيانات التي تجمعها الشركة، وبالتالي فإن هذه الأرقام هي تقديرات تقريبية.

 

الموقع قدم خريطة للأمكنة التي أتى منها الأجداد، وبغض النظر عن الواحد بالمئة التي يعتقدون أنه قادم من آسيا، إلا إن 99 بالمئة من الجينات تم إرجاعها إلى أجداد أوروبيين في حالة ليديا، خاصة من دول النرويج والسويد الاسكندنافية، والتي لم تكن مفاجئة للصحفية، التي كانت تقديراتها الخاصة مشابهة لها.

الشئ الذي أثار تساؤل ليديا كان الاختلاف بين نتيجتي الشركة الأولى التي استعانت بها 23andMe ، وشركة AncestryDNA، فقد أشارت الأولى إلى رجوع أكثر من 5% من جذور ليديا إلى فنلندا، بينما قالت الأخرى إن ذلك لا يتعدى الـ1%، وهو الشئ الذي دفع الصحفية إلى طلب توضيح من ممثلين لكلا الشركتين.

 

فهمت ليديا أن اختلاف النسبة يرجع لاختلاف منهجية الشركتين، فقد قالت لها كاثي كال نائبة رئيس علوم الجينوم في شركة AncestryDNA أن الشركة لا تعتبر هذه النتيجة تشخيصية، وإنما هي تقديرية، كما إن ممثلة موقع 23andMe قالت لها إن الشركة تطلب من الزبون أن يحدد مدى دقة النتائج التي يريدها، يمكن له أن يختار ما تشير له الأدلة بشكل قاطع، أو يختار توسيع الاحتمالات على مقياس خاص، وعندما قامت ليديا باختيار الدرجة القاطعة، ظهرت لها نتيجة الجذور الفنلندية برقم 0.4%، وهو الشئ المشابه لمقياس الاختبار الآخر الذي قدر بأقل من 1%.

هناك شئ ممتع آخر يتيحه موقعا شركتي 23andMe , AncestryDNA، وهو إتاحة الفرصة للمستخدمين لبناء شجرة عائلتهم واكتشاف أقارب لم يعلموا عنهم شيئاً من قبل، وقد اكتشفت ليديا أجداداً محتملين لأسرتها “رامسي”، لم تتخيل معرفتهم.

 

الموقع يتيح الضغط على أفراد العائلة البعيدين هؤلاء، ورؤية شبكة الروابط التي تؤدي إليه، على الأرجح هذا الجد كان لديه الكثير من الأطفال، كما قام الموقع بعرض اقتراح لقريب بعيد بناء على المعلومات الجينية المتاحة للصحفية.

موقع Ancestry يسحب كل هذه المعلومات من 70 مليون شجرة عائلة، وحوالي 1.5 مليون اختبار حمض نووي أجراه على مدى تاريخ الشركة الذي يمتد إلى عشرين عاماً، كي ينشئ شبكة الأجداد هذه، ويستطيع كل شخص أن يوسع قاعدة البيانات بنفسه، عن طريق إضافة أقاربه، وإضافة بيانات الأم والأب الخاصة بهم مع أية وثائق متاحة، وهو شئ مستهلك للوقت طبعاً، لكنه ممتع، كما إن الموقع يتيح لك أن تبحث عن أقارب أكثر لك، وعن حقيقة أجدادهم وجذورهم.

 

الموقع يتفاوض حالياً مع هيئة الأغذية والأدوية ليرى إمكانية السماح للشركة بإضافة اختبار صحي للعينة، لكنه يوفر بالفعل حالياً للمستخدمين إمكانية إضافة معلومات تاريخ عائلتهم الصحي، وهو الشئ الذي ستساعدك معرفته كثيراً عندما تذهب للطبيب، بدل التاريخ العائلي المرضي غير الدقيق وغير الملم.

إذا كنت تمتلئ بالفضول حول تاريخ عائلتك، ومن أين أتت جذورك بالضبط، سواء كنت تهتم بمجرد المعرفة فقط، أو التنقيب العميق، فهذا الاختبار -بالغ السهولة- سوف يكون الخيار الأفضل لك بالتأكيد.