التصنيفات: الصحة الجيدةتقنية

اختبار جديد للخصوبة يحذر النساء إن قاربت بويضاتهم على النفاد

هذه الأيام، تلجأ النساء العاملات والنساء اللواتي يردن متسعاً من الحياة الحرة إلى تأجيل قرار الإنجاب، لكنهن يفاجأن بتراجع الخصوبة بمجرد أن يبلغن الواحدة والثلاثين، وصحيح أن بعضهن لا يكون لديهن مشاكل في الحمل في أواخر الثلاثينات، وبواكر الأربعينات، إلا إن البعض الآخر لا يكون لديه الأمر بذات السهولة، فيضطررن للسعي من طبيب إلى طبيب، وإلى صرف كل مدخراتهن على الحقن المجهري، والذي قد لا ينجح في النهاية، ولسان حالهن يقول: ليت أحداً حذرنا قبل فوات الأوان!

هذا ما جعل الباحثين في مركز التناسل البشري في نيويورك يصممون اختبار خصوبة مبتكراً وجديداً، لكي يساعد النساء الشابات في اتخاذ قراراتهن المتعلقة بالحمل والإنجاب بشكل أفضل، وأسموا هذا الاختبار  ‘What’s My Fertility’ أي “ما هي خصوبتي”، وهو مخصص للسن ما بين الـ18 والـ35، ليكشف النساء المعرضات لخطر نفاد البويضات مبكراً ذلك، ما يعطيهم الفرصة لاتخاذ الاحتياطات وتجميد بعض البويضات للحقن المجهري فيما بعد.

وقد قال نوربيرت جليتشر، المدير الطبي ورئيس الباحثين في هذا المركز لصحيفة التيليجراف، أنه بعد علاج العقم في النساء لعقود طويلة وسماع شكواهم وندمهم مرة بعد مرةبسبب نفاد بويضاتهن وعدم اتخاذهن للقرار الصحيح، قرر الفريق إيجاد طريقة ما لكشف النساء المعرضات لهذا الخطر بشكل مبكر، بينما هن ما يزلن في فترة الشباب.

الرجال لا يواجهون هذه المشكلة، بسبب قدرة أجسادهم على إنتاج الحيوانات المنوية في كل مرحلة من مراحل حياتهم، أما النساء فهن يولدن بكل البويضات الممكنة، كما إن قدرة المبايض على إنتاج بويضات عالية الجودة تقل بالتقدم في السن، ولهذا فإن الحمل يرتفع معدله في سن الثلاثين وما حوله، إذ يبلغ 400 حمل لكل 1000 امرأة لا تستخدم وسيلة من وسائل الحمل لمدة سنة، ويبدأ في الانخفاض في سن الخامسة والأربعين، حيث تحدث 100 حالة حمل فقط لكل 1000 امرأة لا تستخدم وسائل منع الحمل، كما تزداد معدلات الإجهاض بشكل ثابت، حيث يزداد من كونه 10 بالمئة من حالات الإجهاض في سن العشرين، إلى 90 بالمئة في سن الخامسة والأربعين فأكثر، بحسب ما شرحه نيك راين فيننج من جامعة نونتجهام في المملكة المتحدة.

10 بالمئة من النساء يتعرضن لانخفاض في مستوى البويضات بشكل متسارع عن بقية النسوة الأخريات، ما يجعل بويضاتهم أقل وحملهن أصعب، بل ويكاد يكون مستحيلاً في بعض الحالات، ما يجعل التشخيص المبكر أمراً في غاية الأهمية.

وقد قال جليتشر لصحيفة التيليجراف أن إجراء المسح لكشف خطورة نفاد البويضات سوف يعطي النساء المعرفة اللازمة لبناء قرارهن المصيري، منقذاً إياهن من تكاليف عظيمة مادية ومعنوية مما يمكن أن يحدث لاحقاً عندما يعجزن عن الحمل، وبدلاً من أن نشخص النساء بعد أن “يقع الفأس في الرأس” كما يقولون، نكشف الأمر قبل حدوثه.

هذا الاختبار سوف يكلف 65 يورو، أي 98 دولاراً، وهو يعمل عن طريق تحليل التغيرات الهرمونية في دم المريضة، في نفس الوقت الذي يبحث فيه عن تغيرات جينية معينة تحدث في حالات خطورة النضوب المبكر للبويضات، وسوف يكون على المريضة أن تجيب على استبيان أون لاين عن تاريخ عائلتها ونمط حياتها، وأن تخضع لثلاثة اختبارات دم، اثنان منهما يبحثان عن المستوى العالي لهرمون (FSH) وهرمون (AMH)، والذي يكشف انخفاض مستوى البويضات إن وجد، أما الاختبار الثالث فهو يكشف وجود طفرات في جين FMR1 إن وجدت.

هذا الاختبار ليس متاحاً حتى الآن إلا في بريطانيا، لكن، إذا أثبت نجاحه، فسوف يتاح في بقية دول العالم، لكن الخبراء يحذرون أن هذا الاختبار لا يعد كلمة نهائية تعبر عن خصوبة المرأة، فمثلاً، يمكن أن تخبرك بكم البويضات المتبقية، لكن لا يمكنه أن يعرف كم منها سليم وصحيح وصالح، وإذا اخترتِ أن تجري هذا الاختبار أو أي اختبار مشابه، تذكري ألا تتخذي قراراً مصيرياً قبل اللجوء إلى أخذ رأي ثانٍ.

 

شارك
نشر المقال:
محمد حمزة