إعلان النتائج: الصين تفوز بلقب أسرع كمبيوتر في العالم

إذا سألك أحدهم عن البلد التي لديها أقوى كمبيوتر في العالم، فلابد أنك ستظن أنها الولايات المتحدة، لكن، الإجابة خاطئة، إنها الصين التي لديها الكمبيوتر العظيم “تيانهي 2″، أقوى وأسرع كمبيوتر في العالم بأسره.

هذه هي المرة السادسة على التوالي التي يتصدر فيها الكمبيوتر الصيني الخارق “تيانهي 2” قائمة الحواسيب الخارقة النصف سنوية، من ضمن الـ500 الأفضل والأقوى في العالم، بل هناك ما هو أكثر من ذلك، فقد استطاعت الصين أن تزيد عدد المدخلات لديها  من 37 إلى 109، في غضون ست شهور فقط، أي ما يساوي ثلاثة أضعاف.

وبالنظر إلى الإحصاءات الأولية، فإن “تيانهي 2″، والذي يعني اسمه مترجماً “درب التبانة 2″، يضم أكثر من 3 ملايين نواة، مع معدل سرعة أقصى يقدر بـ33.86 بيتا فلوبس في الثانية الواحدة، وهي وحدة لقياس سرعة الحاسوب تساوي ألف مليون عملية حسابية في الثانية، و”تيانهي” متقدم عن الحاسوب الخارق الذي يحتل المركز الثاني بفارق لا بأس به، وهو الكمبيوتر الأمريكي “تيتان كراي إكس كي7″، والذي يحتوي على 560,640 نواة، وأقصى سرعة له تقدر بـ17.59 بيتا فلوبس في الثانية، بحسب قائمة أفضل 500 في العالم.

ولكي تستطيع إدراك هذه القيم، ما عليك إلا أن تعرف أن “ماك برو”، وهو أغلى كمبيوتر لدى شركة آبل، والذي يباع بـ3000 إلى 4000 دولار أمريكي، أقصى قوة له هي 7 تيرافلوبس فقط، أي إنه أبطأ من الكمبيوتر الخارق “تيانهي 2” بمقدار 4,811 مرة، هذه قيم تقريبية، لكننك تستطيع أن تفهم بها المدى الذي وصل إليه هذا الكمبيوتر الأول على مستوى العالم.

الحواسيب الخارقة التي نالت المراتب العشر الأولى، يوجد أربعة منها في الولايات المتحدة، وواحد من اليابان، وآخر من سويسرا وألمانيا، والمملكة العربية السعودية، معظم هذه الآلات الخارقة تم تطويرها بواسطة معاهد أكاديمية عالية المستوى، أو وكالات دفاع حكومية، لكي تعمل على أكثر المهام العلمية صعوبة، كمبيوتر الولايات المتحدة الخارق على سبيل المثال، قام بمعالجة عدد من المشاريع المعقدة بما فيها النمذجة المناخية والاندماج بالليزر.

تمكن الكمبيوتر الصيني الخارق “تيانهي 2″ من الفوز باللقب منذ يونيو 2013، وقد ساهم في تطويره 1300 عالم ومهندس مجتمعين، ولا يوجد انتقاد يمكن أن يوجه إلى هذا الكمبيوتر، عدا نقطة أنه يصعب برمجة أكواد له، إلى الدرجة التي دفعت أحد الخبراء للقول لصحيفة صينية شهيرة أن بعض المستخدمين قد يحتاجون للتدريب عدة سنوات، كي يستطيعوا كتابة برنامج مناسب لـ”تيانهي 2”.

في الوقت نفسه، لا تزال بعض الدول تعمل بجد على الجيل القادم من الحواسيب الخارقة، والتي قد تتضمن بعض العناصر من الحوسبة الكمومية على الأقل، وهذا يعني إعادة هيكلة جذرية للطريقة التي تعمل بها أجهزة الحاسوب، وقد قال الباحثون في مايكروسوفت، أن هذه التكنولوجيا سوف تصبح جاهزة للاستخدام الموسع خلال العشر سنين القادمة، على سبيل التوضيح، هذا يعني أن “البتات الكمومية” سوف تحل محل الدوائر الإلكترونية التي نستخدمها هذه الأيام في حواسيبنا، إذا استطعنا أن نعرف كيف نبنيها.