التصنيفات: غير مصنف

إجراء أول عملية زرع لقلب ميت

 قامت وحدة زراعة القلب والرئة في مستشفى سانت فنسنت بإجراء أول عملية لزرع قلوب توقفت فيها الدورة الدموية (DCD)، والتي تم شرائها بعد التبرع بها من مسافات بعيدة، ليتم فيما بعد إحياء هذه القلوب من جديد وإعادة زرعها بنجاح في المرضى الذين كانوا يعانون من آخر مرحلة من مراحل الفشل القلبي.

عادة كانت وحدات زراعة القلب تعتمد فقط على القلوب الممنوحة من قبل المرضى الذين تم تشخيصهم بالموت الدماغي، حيث يكون القلب لا يزال ينبض، ولكن استخدام قلوب ميتة بسبب توقف الدورة الدموية فيها، يمثل نقلة نوعية في مجال التبرع بالأعضاء، وسيزيد هذا الإجراء من عدد القلوب المتاحة للزرع، حيث قام مستشفى سانت فنسنت مؤخراً بإجراء عمليتي زرع لاثنين من المرضى باستخدام قلوب (DCD)، وقد تعافى كلا المريضين بشكل جيد للغاية.

تم تنفيذ عمليات الزرع (DCD) عقب البحوث التي قام بها كل من معهد فيكتور تشانج للبحوث القلبية ومستشفى سانت فنسنت، والتي نتج عنها تطوير محلول خاص لحفظ القلوب الميتة، يستخدم إلى جانب وحدة تحكم محمولة جديدة لاحتواء القلب، ويستطيع الأطباء من خلاله إحياء القلب ونقله إلى المرضى.

يتضمن نظام رعاية الأعضاء الميتة (OCS TransmedicsTM) أخذ العضو الميت، ووصله إلى دارة معقمة ليتم الاحتفاظ به وهو نابض ودافئ، مما يحد من الآثار الضارة للبرودة الناتجة عن نقص الأوكسجين (وهي الفترة التي يكون فيها القلب دون أكسجين ومغذيات والتي عادةً ما تحدث عندما يتم الاحتفاظ به داخل حافظات جليدية)، ومن ثم يتم وضع القلب داخل وحدة التحكم المحمولة، التي تعمل على إعادة إحياء القلب، والحفاظ عليه بوضعه الوظيفي الجيد، حتى يكون جاهزاً لزرعه داخل المتلقي.

خلال الأشهر القليلة الماضية استطاع الـ ((OCS تقديم قدراً أكبر من التنوع لجراحي زراعة الأعضاء، وذلك فيما يتعلق بالحفاظ على الأجهزة العضوية وإعادة إنعاشها، حيث تمكنت وحدة الزراعة في مستشفى سانت فنسنت من إجراء عدة عمليات زرع قلبية اعتيادية في هذا العام، من خلال استخدام تقنية إعادة الحياة للعضو المتَبرَع به القادم من مسافات بعيدة، كما تم إعادة إحياء قلوب مأخوذة من حالات موت دماغي تم اعتبارها سابقاً بأنها غير صالحة للزراعة.

تكنولوجيا الـ ((OCS المحمولة ستساعد كثيراً في التخفيف من التفاوت الكبير بين عدد المرضى الذين يعانون من مراحل متأخرة من القصور القلبي والذين ينتظرون على قائمة الانتظار لزراعة القلب، وبين العدد المتوفر من القلوب التي تتناسب مع المرضى، وعلى الرغم من أن استخدام تقنية الـ ((OCS كانت قد حققت بالفعل تأثيراً إيجابياً هائلاً  على كل من زراعة الكبد والكلى وزرع الرئة، إلّا أنه لم يتم حتى الآن استخدام هذه التقنية لنقل القلوب، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها عالمياً زرع قلب للإنسان باستخدام قلب تم التبرع به بعد توقف الدورة الدموية عنه وشراءه من مسافة بعيدة و إيصاله باستخدام التكنولوجيا المحمولة الحافظة للأجهزة العضوية.

البروفيسور (بيتر ماكدونالد)، المدير الطبي لوحدة زرع القلب في سانت فنسنت، ورئيس مختبر أبحاث الزرع في معهد تشانغ فيكتور وأستاذ الطب في نيو ساوث ويلز، أشار إلى أهمية هذا الإنجاز، كما اعتبره حلاً للحد من النقص في الأعضاء المتبرع بها في كثير من النواحي.

أخيراً، فإن اعادة إحياء القلوب الميتة وزراعتها في المرضى هي تقنية تم استخدامها لأول مرة في عمليات زرع قلب لإنسان في عام 1960، في عملية كانت فيها المانحة والمستفيدة في غرفتين متاخمتين، ونتيجة لندرة وجود المتبرع والمتلقي في موقع واحد، كان الاعتماد يتم دائماً على المتبرعين المتوفين دماغياً، أما حالياً ومع تقنية الـ ((OCS أصبح من الممكن نقل القلب من المتبرع إلى المانح من مسافات بعيدة جداً، مما سيؤدي بالنتيجة إلى ثورة في عالم زراعة الأعضاء.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير
الوسوم: زرععلومقلب