التصنيفات: الصحة الجيدة

انواع الصداع واسبابه

بعض الناس نادرا ما تصاب بالصداع، والبعض الآخر قد يصاب به مرة كل بضعة أسابيع أو شهور. بينما هناك أشخاص آخرين قد يصابون بالصداع بمعدل أكبر بكثير، كعدة مرات في الأسبوع، أو حتى عدة مرات في اليوم الواحد.

ما سنتفق عليه أن كل شخص في مرحلة ما من حياته مر بألم مزعج وغير محبب في رأسه، يسمى بالصداع.

بحسب إحدى الدراسات، فإن 9 أشخاص من كل 10 أشخاص بالغين، جربوا ولو لمرة على الأقل الصداع، الشكل الأكثر شيوعا من الألم، والذي نصاب به ربما في نهاية يوم عمل شاق أو يوم دراسة مجهد، كما تتراوح شدته بين المعتدل الى الشديد وغالبا ما يتقاطع مع نشاطاتنا اليومية ويعيقنا عن استكمال روتيننا اليومي الهادئ.

إليك أنواع الصداع الأكثر شيوعا وأعراضها والعلاجات المستخدمة لتخفيفها:

1-التوتر:

صداع التوتر هو أحد أكثر أنواع الصداع شيوعاً على الاطلاق ويعرف بتأثيره على النساء أكثر من الرجال إذ يُعتقد بانعكاس توتر الإنسان العضلي أو العاطفي على عضلات رأسه مسبباً الألم الناتج عن كونها مشدودة.

والاصل العضوي تحديدا لذلك الصداع ما يزال مجهولا لدى العلماء، ولكنه على الأغلب يحدث بسبب تقلص في العضلات، عضلات الجمجمة بشكل أساسي، متضمنا توتر العضلة التي تصل القفا بالجبهة، المنطقة المسؤولة عن فروة الرأس الخلفية والأمامية وأيضا عن رفع الحاجبين.

فعندما يصاب شخص بالتوتر أو الاجهاد، سواء البدني أو العاطفي، فان ذلك يحدث للعضلات أيضا، فتبدأ هي الأخرى في التشنج، مما يسبب الألم.

غالبا ما يصف الأشخاص المصابون بهذا النوع من الصداع، بأنهم يشعرون بضغط على رؤوسهم أو ضيق، ولكن هذا الألم في الأغلب يكون محتملاً، ويستطيع الشخص العمل معه والقيام بما يريد من وظائف.

وبينما لم يثبت إلى الآن أن التدليك هو علاج للصداع، إلا أن في هذا النوع من الصداع، فإن التدليك يساعدك على الاسترخاء، مما يقلل التوتر، مما يؤدى إلى نوبات صداع أقل حدة وأقل ترددا.

2-الصداع العنقودي:

الصداع العنقودي أيضاً مجهول السبب، وهو أقل أنواع الصداع المجهولة شيوعاً، لكنه الأشد ألماً، وهو يأتي على هيئة ألم شديد في أحد نصفي الرأس متصاحباً بتركز الألم حول العين وسيلان في العينين وسيلان في الأنف، من أحد النظريات التي تحاول تفسره أنه ربما يكون بسبب خلل في وظيفة بعض أجزاء الدماغ، واعتُقد أن منطقة ما تحت المهاد هي الجاني الذي يقف خلف هذا الأمر، وهو المسئول عن ساعة الإنسان البيولوجية ، فقد أظهر المسح المغناطيسي للمخ خلال نوبات الصداع العنقودي نشاطاً غير طبيعياً لهذه المنطقة، لكنه للأسف صعب المعالجة جداً، لكن الاختيارات العلاجية التقليدية الآن هي استنشاق الأكسجين.

كما يوصف الآن في الوصفات الطبية أدوية مثل سوماتريبتان أو زولميتريبتان، أو حقن الليدوكايين أو شرب مشروب محتوي على الكافايين والذي يساعد على قبض الأوعية الدموية، كما تستخدم بعض الأدوية في الوقاية مثل الأدوية المضادة للاكتئاب مثل الليثيوم والفالبرويك أسيد أو البريدنيسون المشتق من الكورتيزون، كل العلاجات هي علاج للأعراض لأننا لا نعرف السبب، وعليك قبل أن تبدأ بالتدليك لمريض نوبة الصداع العنقودي أن تستشير طبيبه أولاً.

3-صداع الجيوب الأنفية:

وهو يحدث بسبب انسداد الجيوب الأنفية، فلا يحدث تصريف للسوائل، ما يحدث احتقاناً كلما زادت هذه السوائل، لماذا تحدث؟ ربما بسبب رد فعل عن الحساسية لشيء ما، والطريقة الوحيدة لتخفيف صداع الجيوب الأنفية هي معالجة السبب، فإن كان بسبب عدوى بكتيرية فعلى الطبيب استخدام المضادات الحيوية، وإن كانت حساسية فعلى الطبيب اكتشاف مثير هذه الحساسية، وبما أن ذلك ناتج عن عدم تصريف السوائل فإن تدليكاً خفيفاً على الوجه خاصة حول العينين سوف يساعد على تحريك السوائل وتخفيف الألم، وتقليل وقت الرقود، فالوقوف سوف يساعد التصريف أكثر ، الميل بوجهك للأمام لعدة دقائق سوف يساعد على التصريف بالتأكيد، لكنه يسبب ألماً لحظياً أشد وسيلان أنف محرج للمريض ربما.

4-الصداع الهرموني:

والنساء هن الأكثر تأثراً بهذا النوع، وهو الصداع المرتبط بقدوم الدورة الشهرية، وهذا بسبب التذبذب الذي يحدث في الهرمونات الأنثوية الاستروجين والبروجيسترون، وكل ما يستطيع الطبيب وصفه في هذه الحالات هي مسكنات الألم ومضادات الالتهاب الشائعة، ووجد أن التدليك يساعد في هذه الحالة حيث يسبب تصريف السائل اللمفاوي وتخفيف حالة احتقان الجسد بالسوائل التي تمر بها المرأة في الأسبوع الذي يسبق الدورة الشهرية.

5-صداع انسحاب الدواء:

ففي الناس الذين اعتادوا شرب المسكنات بسبب الألم المستديم سواء كانت موصوفة أو غير موصوفة قد يحدث ارتداد أقوى للصداع عند التوقف عن الدواء، ويحدث خاصة في المسكنات المنتشرة أو قاتلات الألم،  أو في مدمنين المخدرات عندما يتوقفون ويحدث انسحاب للمخدرات من أجسادهم، فالاستخدام الدائم لها يسبب تغيراً في طريقة عمل مستقبلات ألم معينة، فيضطر المريض لرفع جرعة المسكن لأن مستقبلات الألم تقاومه أكثر بالتدريج، والطريقة الوحيدة الفعالة هو بتقليل المخدرات تدريجياً وليس قطعها مرة واحدة بشكل مفاجئ، التدليك لوحده لا ينفع في هذا النوع من الصداع، لكن التدليك السويدي التقليدي أو التدليك المساعد لتصريف اللمف يساعد في التخلص من المواد السمّية في أجهزة الجسم أو تقلل التوتر الناتج عن الألم الدائم.

6-انسحاب الكافايين:

بعض الناس معتاد أن يستفتح يومه بفنجان أو فنجانين من القهوة، وحتى عند الغداء، وعندما يقرر التوقف عن الكافايين سواء كان من القهوة أو الكولا، يحدث له ما يشبه صداع انسحاب الأدوية، صداع نابض قوي في الرأس، لا يخفّ إلا بتناول فنجان قهوة آخر، وفي هذه الحالة على الشخص أن يخلط بعضاً من المشروب الخالي من الكافايين وبعضاً من مشروب به كافايين، ويقلل الكافايين ببطء على عدة أسابيع، التدليك في هذه الحالة مثل تدليك انسحاب الأدوية، يحرك السموم من الجسم ويساعد على التخلص منها ويقلل توتر الذي يحدث عند توقف أي عادة.

7-إجهاد العين:

مع وجود أجهزة الكمبيوتر على كل مكتب الآن، ومع إنفاق الكثير من الساعات في مشاهدة التلفاز أو شاشة الكمبيوتر أو القراءة في الظلام فلابد أن يحدث صداع بسبب إجهاد العين المستمر، ما العمل؟ بالطبع عليك ألا تجلس دائماً أمام الشاشة متسمراً، تحرك في الخارج، أعط استراحة لعينيك، قم بتغطيتها بغطاء أسود، واستخدم شاشات مقلّلة لوهج للكمبيوتر، أو نظارات مضادة للوهج، إذا استمر الألم اذهب إلى طبيب العيون، فربما تحتاج إلى نظارة إن لم تكن تستخدمها، أو تحتاج لتغيير نظاراتك، التدليك ليس مفيداً هنا، لكن في تلك الأوقات التي تريح فيها عينيك، بإمكانك أن تطلب التدليك، لا مانع.

العلاج بالتدليك مساعد لعلاجات الأطباء، ويساعد على تخفيف الألم.

الصداع يتراوح من البسيط الذي يبعث على الضيق إلى الشديد أو المهدد للحياة، حدوث صداع مرة أو مرتين ليس مشكلة، ما يستلزم التوجه إلى الطبيب هو الصداع المزمن أو الصداع الغير محتمل.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير