في وقت سابق من هذا العام، استطاعت أسنان حيوان البطلينوس اغتصاب لقب أقوى المواد البيولوجية من حامل اللقب منذ فترة طويلة حرير العنكبوت، ولكن كلنا يعلم أن العناكب لن ترتاح قبل أن تستعيد مكانتها، ففي خطوة غير تقليدية، تم عقد اتفاق بين العناكب والعلماء من البشر لإنتاج أقوى الألياف التي يمكن أن يتم إيجادها على مدى تاريخ البشرية، وهذه الألياف تتألف من الجرافين الموضوع على الحرير الذي تقوم العناكب بتصنيعه.
في ورقة بحث تم نشرها في (ar.Xiv)، وصف الباحثون كيف قاموا برش مجموعة من العناكب بخليط من المياه وأنابيب الكربون النانوية والجرافين، وبعد ذلك كيف قاموا بقياس قوة الحرير التي قامت العناكب بإنتاجه.
التجربة تمت أساساً بشكل معاكس تماماً للقصة الأصلية لسبايدرمان، فبدلاً من أن يتم عض إنسان من قبل عنكبوت مشع ليمتلك قوى عظيمة متطورة، تم رش العناكب من قبل البشر، وحصلت العناكب بدورها على قدرة مذهلة تتمثل بمادة نانوية يمكنها التلاعب بها، وعلى الرغم من أن هذا قد لا يبدو عظيماً جداً، إلّا أن الحرير الذي تنتجه العناكب تبين أنه أصبح أقوى من الكيفلر، وهي علامة تجارية من الألياف الصناعية من البارا أراميد، تتميز بقوتها وخفتها.
لا زال العلماء غير متأكدين من الكيفية التي تمكن العناكب من خلالها من دمج الجرافين والأنابيب النانوية في الحرير الذي تنتجه، لكنهم يعتقدون أن العناكب شربت الماء المليء بالجسيمات المتناهية الصغر، وبعد ذلك تولت أجسامها بقية العملية، أما بالنسبة للتطبيقات المحتملة التي قد تنجم عن تقنية الحرير الفائق القوة، فيمكن أن يتضمن استخدامه الأجهزة الطبية مثل الخيوط الجراحية أو حتى في مجال تجديد الأعصاب وفي الملابس والإلكترونيات.
أخيراً تجدر الإشارة إلى أن تفاصيل الكيفية التي تعمل فيها هذه التقنية، وما إذا كان يمكن أن تعمل لدى النباتات والحيوانات الأخرى لا تزال موضوع بحث سيتم دراسته في المشاريع المستقبلية.