التصنيفات: الصحة الجيدة

أربع طرق تجعل عقلك يعمل بطريقة أفضل

إن نمط الحياة الساعي لمواكبة أمور العمل إضافةً لإدارة شؤون الحياة اليومية، تكون كمية النوم فيه عادة قليلة، ودائماً ما يشعر الشخص بأنه لا يمتلك ما يكفي من الوقت، وهذا النمط من الحياة محبط جداً، وحتى في بعض الأحيان ضار بالدماغ، فتبعاً للدكتورة (ماريا كونيكوفا) الحاصلة على درجة الدكتوراة في علم النفس وإحدى أشهر كتاب صحيفة الـ New Yorker، أن نمط الحياة المتّبع من قبل بعض الأشخاص لتطوير عقولهم ليتمكنوا من العمل بأفضل مستوى، لمجاراة حياتهم المليئة بالأعمال، هو في الحقيقة ليس النمط الذي يجب اتباعه، حيث أن نمط العمل المفرط في الإنتاج قد يجعل من الأشخاص أقل إنتاجاً بكثير.

واعتماداً على كتابات (كونيكوفا)، فهناك أربع طرق يمكن من خلالها تغيير هذا النمط الخاطئ من الحياة إضافةً إلى تطوير الدماغ وطريقة عمله.

1-     أخذ قسط أكبر من النوم: على الرغم من أنه لا يزال أمام العلم الكثير لمعرفته حول كيفية تأثير نقص النوم على البشر، إلّا أن الأبحاث بدأت تظهر أن نتائج قلة النوم قد تكون خطيرة جداً، وخاصة بعد ظهور الدراسات الجديدة التي تشير إلى أن إحدى أهم الوظائف التي يقوم بها النوم هي تخليص الدماغ من النفايات الكيميائية الحيوية التي تكون قد تكونت نتيجةً لنشاط الدماغ الواعي، وهذا يعني أن عدم النوم بما فيه الكفاية، يمكن أن يؤدي إلى تراكم بروتينات ضارة مثل أميلويد بيتا، والتي يمكن بدورها أن تؤدي لجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض العصبية مثل مرض الزهايمر.

إن التغيير من عادات النوم السيئة ليس بالأمر السهل، فهو يتطلب تغييراً كبيراً في نمط الحياة الذي يتبعه الشخص، فلا يمكن لشخص يعاني من نقص كبير في النوم خلال أيام الأسبوع، أن يعود ليعوّض هذا النقص بأخذ قسط كافي من النوم خلال عطلة نهاية الأسبوع، فعلاج نقص النوم يتطلب الحصول على قسط كاف من النوم على فترات طويلة، علماً أن الاحصاءات تشير إلى أن البالغين يحتاجون للنوم لمدة تتراوح بين سبع إلى تسع ساعات في اليوم الواحد.

2-     الحد من إدمان الإنترنت: بحسب (كونيكوفا)، فإن الاستخدام الشديد للإنترنت يضر بالبشر، حيث أن المشكلة تبدأ عندما يقوم أحد الأشخاص بالقيام بجميع المهام المتاحة على الانترنت في وقت واحد، فالتغيير السريع لعملية التركيز ما بين قراءة المقالات ووضع تعليقات على الفيسبوك أو القيام بالرد على إحدى التغريدات في تويتر، يؤدي إلى تشتيت الإنتباه في عدة اتجاهات، في حين تتطلب كل مهمة تركيزاً بحد ذاتها، مما يجعل الشخص أقل قدرةً على التعامل مع ما يقوم بقراءته أو ما يقوم بعمله، كما أنه يجعله متعباً وغير قادراً على أداء أي من المهمات التي يتوجب عليه القيام بها بشكل فعال.

الطريقة الأفضل لاستخدام الانترنت، تكون بوضع قاعدة لاستخدام الانترنت، كتحديد المدة التي يحتاجها الشخص لتفقّد بريده الإلكتروني بنصف ساعة مثلاً، تليها نصف ساعة من استخدام التويتر وهلم جراً، وتطبيق هذه القواعد يتم إما عن طريق ضبط النفس، أو باستخدام أداة للمساعدة في ذلك، حيث تقوم (كونيكوفا) نفسها باستخدام تطبيق يمنعها من استخدام الإنترنت لفترة معينة من الزمن ليجبرها على العمل والتركيز.

3-     الحد من الأعمال المتعددة المهام: المشكلة الحالية التي تعاني منها مجتمعاتنا تتمثل “بتعدد المهام”، فالمجتمع يشجع على قدرة الشخص على القيام بمهام متعددة، ويعتبر هذه القدرة أمراً جيداً جداً، على الرغم من أن العكس هو الصحيح، فتبعاً لـ (كونيكوفا)، فإن الأشخاص الذين يعملون في المكاتب المفتوحة والواسعة يكونون أكثر تشتتاً وتوتراً وأقل إنتاجية، وذلك لأن مساحة هذه المكاتب مصممة للقيام بمهام متعددة وهذا ما يحد من القدرة على التركيز.

جدير بالذكر أن القدرة على التركيز ترتبط إرتباطاً وثيقاً بالسعادة، فقد أظهرت دراسة مؤخراً أنه عندما يكون الشخص أكثر قدرة على التركيز على عمله، فإن ذلك يزيد من شعوره بالسعادة، حتى وإن كان ما يفعله مملاً بشكل لا يصدق، والعكس بالعكس، فإذا ما كان الشخص يقوم بعمل مسلٍ جداً، فإن عدم تركيزه على ما يعمله يجعل العمل أقل متعةً.

للحد من القيام بالأعمال المتعددة، يجب أولاً أن يلاحظ الشخص مقدار تكراره لعادة القيام بالأعمال المتكررة، وبعدها يجب استعمال طريقة لضبط النفس بحيث يقتصر الشخص على القيام بمهمة واحدة فقط في كل مرة.

4-     التدرب على التفكّر: أي التدرب على إمكانية وضع الذات في حالة من السكون والهدوء التي تمكّن الشخص على التركيز على أدق التفاصيل التي لا ينتبه إليها عادة الأشخاص الآخرين، وذلك بأخذ 10 إلى 15 دقيقة كل يوم كوقت لعدم القيام بأي شيء، كالجلوس على المقعد وإغلاق العينين لمدة 10 دقائق، والتركيز على التنفس فقط، على سبيل المثال التركيز على الشهيق والزفير الذي نقوم به.

أظهرت الدراسات أن مثل هذه التمارين يمكنها تحسين الإنتباه والتركيز، وبالتمرين المتواصل يمكن أن يصل الشخص ليصبح قادراً على التركيز بسهولة أكبر ولفترة أطول من الزمن.

قد يعتبر إجراء هذه التغييرات أمراً صعب التنفيذ، إلّا أن طريقة التفكير هي المشكلة بحد ذاتها، وما لا يدركه معظم الأشخاص أن نمط حياتنا قد يجعلنا أقل إبداعاً وأقل سعادةً، كما أن نمط الحياة الذي يتبعه أغلب الأشخاص، لا يدفعهم لإظهار أفضل ما لديهم من قدرات سواء على الصعيد الذهني أو على الصعيد البدني.

المصدر

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير
الوسوم: الدماغالعقل