بدل رميه في القمامة: قشر البرتقال ينقذ محيطات العالم

ربما تكون أسرتك أحد الأسر التي قررت أن تخفض شراءها للسمك على الطاولة الأسبوعية رغم الحب الشديد له، وسوف تستغرب عندما تعرف أن هذا أمر عالمي، وأن تلوث المياه بالزئبق هو قضية مؤسفة تحدث في معظم الممرات المائية في العالم بسبب التعدين، وبسبب ذلك فإن معظم الأسماك في المياه العميقة تنقل هذه السموم إلى الإنسان، مصيبة إياه بمشاكل صحية وانخفاض معدل الذكاء عند الأطفال، وبرغم من خطورة المشكلة وتزايدها المطرد، إلا إن العلماء لم يجدوا وسيلة فعالة حتى الآن للقبض على المعادن الثقيلة في الماء على نطاق واسع، لكن باحثين أستراليين أعلنوا عن ابتكارهم مادة تستطيع امتصاص المعادن الثقيلة الملوثة، وقد صنعوها من نفايات المصانع معقشر البرتقال !

البوليمر المبتكر الهلامي والشبيه بمادة الجيلي، أطلق عليه اسم “متعدد كبريتيد كبريت الليمونين”، وهو قادر على امتصاص الزئبق من المياه، وبسبب ذلك يتغير لونه كنتيجة لهذه العملية،وأفضل شئ أن المادة الجديدة رخيصة بشكل لا يصدق، وأنها تعتمد على منتجات يتم إلقاؤها في القمامة يومياً.

وقال الباحث الرئيسي في هذه الدراسة جاستين تشوكر من جامعة فليندرز في جنوب أستراليا، أن تلوث الزئبق يصيب العديد من المناطق في العالم، مؤثراً على المياه التي نشربها وعلى الطعام أيضاً، وذلك يخلق حاجة ماسّة وعاجلة لطريقة رخيصة تستطيع القبض على هذا السم قبل أن يجد طريقه إلى أبداننا، وحتى الآن لم تكن هذه الطريقة موجودة، لكن مادة “عديد الكبريتيد كبريت الليمونين”هي المادة المنشودة.

تم صنع هذا البوليمر من الكبريت، الذي ينتج منه 70 مليون طناً كل سنة كنفايات عن العمليات الصناعية التي تستخدم النفط، ومن الليمونين، وهو مكون يوجد بشكل أساسي في قشور البرتقال، والذي ينتج منه سنوياً 70 ألف طناً سنوياً.

عندما يحدث تلامس بين هذه المادة الجديدة ذات اللون الأحمر القاتم مع كميات صغيرة مع الزئبق، تتحول المادة بشكل فوري إلى اللون الأسفر بمجرد أن تمتص هذا السم الضار، مما يعني أنها يمكن أن تعمل أيضاً كمستشعر بيئي.

وقد قال تشوكر أن هذا البوليمر لن يكون جيداً فقط في حل مشكلة تلوث الزئبق، لكنه سوف يكون قادراً على أداء ميزة إضافية للبيئة، وذلك بوضع نفاياتها في استخدام نافع ويحولها إلى شكل أكثر قابلية للتخزين.

الشئ الطريف أن تنظيف مياه المحيطات من الزئبق لم يكن موجوداً في المخطط الأصلي لمشروع الباحث تشوكر، وإنما كان هدفه إنتاج نوع جديد من البلاستيك من المواد الصناعية المعاد تدويرها، وقد اختار الفريق الكبريت والليمونين بسبب رخصها وتوفرها السهل في متناول الأيدي، وقد قال تشوكر عن الكبريت: وجدنا منه جبالاً –حرفياً- غير مستخدمة ملقاة في كل أنحاء الأرض.

عندما بدأ الفريق يختبر المادة الجديدة المعاد تدويرها اكتشف أنها تستطيع الاتحاد مع الزئبق، ما يعني أنها قادرة على امتصاصه من المواد الأخرى واختزانه بشكل كيميائي، كما أن الفريق أجرى دراسات سمية على هذه المادة الجديدة، ليتأكدوا من عدم سميتها بذاتها، وقد أظهرت النتائج أنها آمنة الاستخدام التجاري وتوسيع الإنتاج.

الخطة التي يعزم عليها الفريق الآن هي في إيجاد طريقة لمد خطوط أنابيب المياه الصناعية بها، وإضافتها أيضاً إلى كتل مبنية كي تعمل كـ”إسفنجة” في المصارف المائية الملوثة، أو في المحيط بشكل عام، كما يؤمنون أيضاً بإمكانية استخدامها لتنقية التربة.

وتستطيع أن ترى طريقة عملها في هذا الفيديو:

v=ZK3ZMv5Hol0
شارك
نشر المقال:
فريق التحرير