فضاء

ثلاثة مشاريع من ( داربا – DARPA ) ستحول الفضاء لمكان أكثر أماناً وأقل تكلفة

مع تحول أنظارنا نحو الفضاء الخارجي ليصبح جزءاً منتظماً لا يتجزأ من مستقبل حضارتنا، أصبح بإمكاننا أن نكون على يقين بأن وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية (DARPA) لن تترك هذا الأمر يمر مرور الكرام دون أن تشارك فيه، حيث أن الوكالة المسؤولة عن بعض من أغرب الأفكار التكنولوجية والأعمال في العصر الحديث، تصر على التأكيد على أن مشاريعها الفضائية ما تزال تسير نحو الأمام.

بحسب مدير (DARPA)، (أراتي برابهاكار)، فإن الأسئلة التي يتم طرحها في (DARPA) حول مجال الفضاء، تتمحور حول الأشياء التي يجب فعلها لجعل المجال الفضائي أقوى من النواحي التي تحتاجها الوكالة عسكرياً واستخباراتياً، كما تطرح أسئلة حول ما يمكن عمله لجعل الفضاء مجالاً يمكن العمل فيه في الوقت الحقيقي، وهو الأمر الذي لم يكن بالإمكان تحقيقه على الإطلاق حتى اليوم.

كان كل من (دونالد ترامب) و(مايك بنس) قد عبّرا سابقاً عن رغبتهما في تعزيز القدرات العسكرية الأميركية في الفضاء، لذلك فقد تكون مساعي (DARPA) الحالية خطوة استباقية للتكيف مع هذه الرؤية.

وإليكم هنا ثلاثة مشاريع أساسية كانت الوكالة قد شرحتها مؤخراً، حيث ستشكل هذه المشاريع محور اهتمامها ضمن مخططاتها المتعلقة في الفضاء.

المركبة الفضائية التجريبية (XS-1)

بدأت (DARPA) بالفعل في تنفيذ المرحلة الثانية من هذا البرنامج الذي يهدف أساساً إلى جعل الوصول الفضاء أسرع وأرخص.

بحسب (برابهاكار)، فإن هذه المركبة هي عبارة عن مركبة قابلة لإعادة الاستخدام تم تصميمها لتستطيع حمل ما يتراوح بين 3000 إلى 5000 رطل إلى المدار المنخفض للأرض بتكلفة منخفضة جداً لا تتجاوز بضعة ملايين من الدولارات، والهدف في نهاية البرنامج هو أن تستطيع هذه المركبة الطيران لـ10 مرات خلال 10 أيام – وهو شيء لا يمكن تصوره مع أي من المركبات الفضائية التي نمتلكها اليوم.

يتوجب على (XS-1) أن تحقق أربعة مبادئ أساسية للوصول إلى هدفها، وهي التحليق 10 مرات خلال فترة 10 أيام، التحليق بسرعة عالية بما فيه الكفاية لإعطاء الدفع المناسب للجزء العلوي المستهلك الصغير كي ينطلق نحو المدار لتسليم حمولته، إثبات قدرة المركبة على الاستجابة لإطلاق حمولة يتراوح وزنها بين 900 و 1500 رطل، وأخيراً تحقيق كامل ما تقدم بتكلفة لا تتجاوز 5 ملايين دولار تقريباً لكل رحلة (وهي تكلفة منخفضة نسبياً).

روبوتات الـ (GEO)

v=ynfnrCCun_k

كلمة (GEO) هي اختصار لـ”المدار الأرضي الجغرافي المتزامن”، تلك المنطقة الصديقة للأقمار الصناعية والتي تبعد حوالي 22,000 قدم عن سطح الكوكب، أما البرنامج الروبوتي الذي تشير إليه (DARPA) فيهدف إلى المساعدة في صيانة الأقمار الصناعية التي تم إطلاقها سابقاً بمجرد وصولها إلى هناك، وبسبب وجود الإشعاع الطبيعي في تلك البيئة – وهي مشكلة عانت منها العدد من المشاريع الفضائية – تبدو فكرة إرسال الروبوتات دون البشر واعدة للغاية.

إن القدرة على توفير الخدمة للأقمار الصناعية بشكل آمن ومتعاون في المدار الأرضي الجغرافي المتزامن من شأنه أن يوسع من فرص استثمار القطاعين العام والخاص في الفضاء بشكل كبير، ويمكن أن يتيح الفرصة لظهور تصاميم جديدة كلياً للمركبات والمهمات الفضائية، بما في ذلك تجميع المعدات في المدار وصيانتها، الأمر الذي يمكن أن يقلل بشكل كبير من تكاليف إنشاء المعدات وإرسالها إلى الفضاء، ويزيد من فائدة ومرونة الأقمار الصناعية، وتبعاً لـ(جوردون روسلر) مدير برنامج (RSGS) في (DARPA)، فقد سعت شركات الفضاء التجارية والحكومة للحصول على هذه الإمكانية منذ عقود، ومن خلال الاستثمار معاً، يمكن لهذين القطاعين تحقيق فائدة كبيرة سيكون من الصعب جداً تحقيقها بشكل فردي.

داربا فينيكس

لتسهيل مهمة روبوتات الـ(GEO) وبتكلفة منخفضة، أدخلت (DARPA) برنامج فينيكس الذي قامت بالفعل بإنجاز مرحلته الأولى التي تركز على مجالين أساسين من البحوث، وهما الـ(satlets)، وهي عبارة عن وحدات مستقلة صغيرة منخفضة التكلفة قادرة على جمع إجمالي البيانات؛ ونظام تسليم الحمولة المداري (POD)، والذي من شأنه أن يقوم بإيصال العناصر التقنية المختلفة للأقمار الصناعية التي تحتاج إليها.

بحسب (DARPA) فإن المرحلة التجريبية الأولى كانت واعدة بما يكفي للتعاقد مع ثماني شركات للقيام بالمرحلة الثانية، ولذا فقد نسمع المزيد عن هذه التقنية في المستقبل القريب.