6 أسئلة تساعدك على معرفة إذا ما كنت مصاباً باضطراب قلق المرض

إذا كان كل صداع أو وخز في إصبع قدمك يجعلك تصاب بحالة من الذعر، فقد تكون قد تساءلت بالفعل عن الكيفية التي يمكنك من خلالها معرفة ما إذا كنت مصاباً بالمراق (توهم المرض)، فجميعنا تدفعنا الرغبة للبحث في جوجل عن أعراضنا الجسدية الغريبة، والقيام بذلك في بعض الأحيان يكون أمراً طبيعياً تماماً، ولكن يمكن أن يصبح هذا جزءاً من مشكلة دفينة إذا كانت صحتك هي كل ما تفكر فيه يومياً وإذا كان القلق يستولي عليك جراء ذلك.

المراق، الذي يعرف اليوم بما يسمى اضطراب قلق المرض، هو القلق الزائد من أنك مريض أو قد تصاب بمرض خطير، ووفقاً لعيادة مايو كلينيك، فإن هذا الإضطراب لا يشمل القلق العرضي الذي يصيبنا عندما يكون هناك مشكلة حقيقية، بل هو القلق الذي يستهلك الشخص ويجعله يراقب علامات جسمه الحيوية بشكل مستمر، وغالباً ما يجعله يذهب إلى الطبيب ليسأله عن حالته.

وفقاً لعيادة مايو كلينيك، يجب أن تستمر اضطرابات قلق المرض لمدة ستة أشهر على الأقل قبل أن يتم اعتبارها مشكلة حقيقية، ويمكن أن تتسبب بها مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك الأحداث الحياتية المجهدة، والتهديد بالإصابة بمرض خطير (الذي يتبين بأنه ليس خطيراً في النهاية)، المرض في مرحلة الطفولة، معاناة أحد الوالدين من مرض معين، وإفراط في استخدام المواقع الصحية على الإنترنت.

القلق المستمر على الصحة يمكن أن يضع ضغوطاً على صحتك النفسية، فبعد كل شيء، من منا يرغب بأن يكون خائفاً من حدوث الأسوأ طوال الوقت؟ ولكن الأمر لا يقف عند هذا الحد، فهو يمكن أن يؤثر أيضاً على من الأشخاص الآخرين المحيطين بك، حيث يمكن أن تتأذى علاقاتك الاجتماعية بسبب وصول الأشخاص إلى مرحلة يضيقون ذرعاً فيها من قلقك الدائم، ويمكن أن يتسبب هذا بحدوث مشاكل في العمل أيضاً، خاصة إذا كنت تقوم دائماً بطلب الإجازات للذهاب إلى الطبيب، وعلاوة على ذلك، فإن هذا قد يخلق مشاكل مالية، لأننا نعلم جميعاً بأن معاينات الأطباء، وإجراء الفحوصات لا تأتي دون مقابل مادي.

قبل أن تقنع نفسك بأنه يجب عليك إضافة “توهم المرض” إلى قائمة الأمراض التي تعاني منها، لنتوقف للحظة لقراءة القائمة أدناه لبعض العلامات الحقيقية التي يمكن أن تشير بأنه قد يكون هناك مشكلة تستحق النظر فيها.

  1. هل تبحث في جوجل عن جميع الأعراض التي تشعر بها؟

أحياناً، يكون البحث عن بضعة أعراض جسدية غريبة أمر لا بأس به، ولكن الإسراع إلى الكمبيوتر كل خمس ثواني للتحقق مما إذا كنت تعاني من شيء ما ليس بالأمر الصحي، فوفقاً للدكتور (روبرت ل. ليهي)، وهو أخصائي في علم النفس، فالأشخاص الذين يعانون من توهم المرض غالباً ما يتجاوزون حدودهم ويتحولون من الحذر إلى الإصابة بالهوس الحقيقي، لذلك فكر في آخر مرة قمت فيها بالبحث بتمعن حول أعراض كنت تعاني منها على الإنترنت، فإذا كنت قد شعرت بالضياع من الانتقال بين الصفحات التي تتحدث عن مرض السرطان، لينتهي بك المطاف للاقتناع بأنك مصاب بأكثر أمراض المناطق المدارية خطورة، فهذا ليس بالدليل الجيد، وعلى الرغم من أنه من المهم أن تبقى مطلعاً على حالتك عندما يتعلق الأمر بصحتك، إلّا أنه لا داعي لتذكير نفسك بالقلق الذي لا طائل منه في كل ثانية، وأفضل شيء يمكنك القيام به، هو محاولة وضع أسئلتك على ورقة لتقوم بسؤال طبيبك عنها في موعد مقابلتك التالية معه.

  1. هل أنت مقتنع بأن الأمراض البسيطة هي في الحقيقة أمراض رهيبة؟

عادة ما يكون الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات قلق المرض شديدو المراقبة لأجسادهم، وهذا يمكن أن يكون أمراً سيئاً، فمن الطبيعي أن يشعر المرء ببعض الأوجاع والآلام خلال اليوم، ولكن الأشخاص الذين يعانون من توهم المرض سيفترضون الأسوأ على الفور، حيث يشير الدكتور (ليهي)، بأنه بدلاً من النظر إلى وظائف الجسم على أنها أشياء متغيرة ويمكن أن تؤدي إلى بعض الإزعاجات العرضية (من الأوجاع والآلام والصداع، والغثيان، والدوخة)، فإن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب توهم المرض يعتقدون بأنه إذا كان أي عضو من أعضاء جسمهم يعمل بأداء أقل من الأداء المثالي أو في حال شعروا بشعور غريب فهو في الواقع علامة على أنهم يعانون من مرض خطير، وينسون تماماً بأن الأجسام البشرية ووظائفها ليست مثالية، لذلك، فعلى الرغم من أن الإحساس ببعض الصداع قد لا يكون علامة على شيء خاص، فإنهم يقفزون إلى استنتاج الأسوأ لأنهم دائماً يفترضون بأنهم سيموتون قريباً.

  1. هل تقلق دائماً من إصابتك بالمرض حتى وإن كنت تشعر بأنك على ما يرام؟

إذا كنت تشعر بأنك بحالة جيدة، فإن الرهبة من أن شيئاً ما قد يصيبك في أي لحظة يمكن أن يكون مقززاً تماماً كإصابتك بالشيء الحقيقي، فإذا أصيب أحد الأصدقاء بمرض ما، فإن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب قلق المرض سيصبحون مقتنعين تماماً بأنهم قد أصيبوا به أيضاً، حتى وإن لم يكونوا قد رؤوا ذلك الصديق منذ أكثر من أسبوع، وفي الواقع، ووفقاً لعيادة مايوكلينك، فمن الممكن أن يؤدي هذا النوع من القلق إلى منع صاحبه من المضي بيومه بشكل طبيعي.

  1. هل يستمر قلقك حتى بعد أن يخرك الطبيب بأنك لا تعاني من شيء؟

وفقا للمركز الطبي لجامعة ميريلاند، فإن اضطراب توهم المرض يشتمل على الخوف المستمر من المرض، وذلك على الرغم من تطمينات مقدمي الرعاية الصحية للمصاب، حيث أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات قلق المرض يطلبون وجود شخص يقوم دائماً بطمأنتهم بأنهم يتمتعون بصحة جيدة، لذلك فقد يقومون بنقل مخاوفهم مباشرة من موعدهم مع الطببيب إلى موعدهم لتناول الغداء مع الأصدقاء، وهكذا تصبح صحتهم هي الشيء الوحيد الذي يتحدثون عنه.

  1. هل تزور أكثر من طبيب للحصول على رأي ثانٍ؟

على اعتبار أن الأشخاص الذين يعانون من وهم المرض لا يقتنعون أبداً بأنهم بصحة جيدة، فإنهم قد يذهبون لاستشارة طبيب ثانٍ وثالث، أو حتى رابع، ويمكن أن يكونوا مقتنعين أن هناك شيئاً قد غاب عن الطبيب، أو أنه لا بد من إجراء اختبار أو فحص آخر لإثبات أنهم ليسوا مريضين، حتى أن بعض الأشخاص ينتقلون من طبيب إلى آخر حتى يجدوا واحداً يوافقهم الرأي بأنهم يعانون من حالة مرضية خطيرة، وهذه الزيارات المتعددة للأطباء يمكن أن تبدأ بالتداخل مع عمل الشخص، وأسرته، وحياته الاجتماعية، وفي كثير من الأحيان يبدأ الآخرون بالانسحاب من حياة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات قلق المرض، لأنهم يتعبون من سماع حديثهم الدائم عن صحتهم، كما ويمكن أن يتسبب هذا بمشاكل مالية، نظراً لتكاليف الفحوصات وإجازة العمل.

  1. هل تصبح مقتنعاً تماماً بأن مرضك سيتطور؟

وفقاً لعيادة كليفلاند،  تكون مخاوف الشخص الذي يعاني من اضطراب قلق المرض عموماً غير متناسبة مع ما يجري في الواقع، حتى وإن كان مريضاً بالفعل، فقد يعتقد المريض بأنه يعاني من شيء يمكن أن يهدد حياته، في الوقت الذي لا يكون فيه الأمر كذلك، أو يشعر بالحاجة لمراقبة نفسه باستمرار بحثاً عن علامات على تقدم المرض، فهذه الرغبة في “مراقبة النفس” طول الوقت هي وسيلة للشعور وكأنه يحمي نفسه، ولكن إذا كان لديك تاريخ طويل من التوقعات الخاطئة، والذهاب من طبيب إلى آخر لالتماس الطمأنينة، والقلق البائس، فأنت في الحقيقة لا تحمي نفسك، كما يقول الدكتور (ليهي)، بل تؤذيها عوضاً عن ذلك.

أخيراً، فإن قائمة أعراض توهم المرض يمكن أن تشتمل على العديد من الأمور الأخرى، ولكنها جميعاً تتمحور حول نقاط رئيسية، وهي الانشغال الدائم بالصحة، القلق الزائد من أنك مريض أو قد تصبح كذلك، والرغبة في التحقق من نفسك باستمرار بحثاً عن أي إشارة للمرض، لذلك، فإذا كان أي مما تقدم ينطبق عليك، فتأكد من أن تطلب من طبيبك إيجاد طريقة للتخفيف من قلقك.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير