علم الأحياء

وفقًا لدراسة جديدة مثيرة للجدل … يمكن للآباء توريث حمض الميتوكوندريا النووي لأبنائهم!!

 

لطالما ساد الاعتقاد بأن الناس يرثون حمض الميتوكوندريا النووي DNA – وهي مادة وراثية موجودة في الميتوكوندريا الخلوية – على وجه الحصر من أمهاتهم، ولكن دراسة مثيرة جديدة كشفت أنه في حالات نادرة، يستطيع الآباء أيضًا نقل الحمض النووي للميتوكوندريا.

ووجدت الدراسة أن 17 شخصا من ثلاث عائلات مختلفة يرثون حمض الميتوكوندريا النووي DNA من أمهم وأبيهم، وتم تأكيد النتائج الجذرية للباحثين في المركز الطبي لمستشفى الأطفال في سينسيناتي من قبل مختبرين إضافيين باستخدام طرق اختبار مختلفة.

وإذا كانت النتائج صحيحة، فإن ذلك يُحدث تغيرات جوهرية في كل اعتقاداتنا حول الميتوكوندريا، وِفقاً للدكتور في علم الوراثة السريرية في مستشفى نيكلوس الأطفال في ميامي ” Sajel Lala، الذي لم يشارك في الدراسة، والذي أكد على ضرورة تكرار النتائج من قبل مجموعات بحثية إضافية ونشرها في مقالات علمية إضافية. لكن النتائج يمكن أن يكون لها “انعكاسات رئيسية على الاستشارات [الوراثية] وعلى مجال علم الوراثة بشكل عام”.

وقد نشرت الدراسة أمس 26 نوفمبر في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences.

الحمض النووي الميتوكوندري من الأب؟
على الرغم من أن معظم الحمض النووي لدينا يكمن في نواة خلايانا، فإن هناك كمية صغيرة موجودة في الميتوكوندريا، وهي عضيات تنتج الطاقة للخلايا، وفي معظم الثدييات، يتم توارث الحمض النووي للميتوكوندريا من الأم، في حين أن تدمير الحمض النووي DNA الخاصّ بالميتوكندريا في الحيوان المنوي تبدأ بعد وقت قصير من تلقيحه للبويضة.

وقد وجد العلماء في بعض الأحيان استثناءات لهذه القاعدة في بعض الحيوانات – على سبيل المثال، أظهرت بعض الدراسات أن ذكور الفئران والأغنام يمكن أن تنقل الحمض النووي للميتوكوندريا في حالات نادرة.

لكن مسألة ما إذا كان الرجال يستطيعون أيضًا نقل الحمض النووي الميتوكوندري إلى أبنائهم أمر مثير للجدل، ففي عام 2002، نشر الأطباء الدنماركيون حالة في مجلة نيو إنجلند الطبية، لرجل بدا أنه يرث 90٪ من الحمض النووي الميتوكوندري من والده. ولكن لم يتم الإبلاغ عن أي حالة أخرى خلال السنوات الـ 16 التالية، مما دفع العديد من الباحثين إلى الاعتقاد بأن نتائج عام 2002 كانت نتيجة أخطاء فنية.

لكن كل هذا تغير عندما قرر باحثو سينسيناتي للأطفال التحقيق في نتائج الاختبارات الجينية غير العادية لفتى يبلغ من العمر أربع سنوات، حيث كان يشتبه في أن الصبي مصاب بمرض الميتوكوندريا – أو مرض ناجم عن طفرات في الحمض النووي للميتوكوندريا، وعندما فحص الباحثون متقدرات الطفل، لم يجدوا طفرة واضحة مسببة للأمراض، ولكنهم لاحظوا وجود شيء غريب جدًا: فعلى ما يبدو كان لدى الصبي مجموعتين من الحمض النووي.

وكشفت تحقيقات لاحقة أن والدة الصبي ورثت الحمض النووي للميتوكوندريا من والدها وأمها (جد الصبي وجدته) وأرسلت هذه المجموعة المختلطة من الحمض النووي الميتوكوندري إلى ابنها.

وعندما نظر الباحثون إلى الحمض النووي لأفراد آخرين من العائلة، وجدوا أن 10 أشخاص في العائلة – ثلاثة أجيال – قد ورثوا الحمض النووي “”biparental”، أي من الأب والأم.

وقادهم هذا إلى استكشاف نتائج اختبار وراثي أخرى غير عادية من عائلتين غير ذات صلة، حيث وجدوا دليلاً على وجود الحمض النووي للميتوكوندريا من الوالدين لدى سبعة آخرين.

بحث مستقبلي
وقال الباحثون إن النتائج تثير أيضا مسألة “عدد الحالات الأخرى للأفراد ذوي الميراث الثنائي لمتقدرات الميتوكوندريا التي اعتبرت أخطاء فنية”، وإذا تم إثبات النتائج، فإن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث لتحديد كيفية قيام الآباء بنقل الحمض النووي للميتوكوندريا ومدى تكرار ذلك.

وخلص الباحثون إلى أن فهم كيفية حدوث ذلك “سيوسّع فهمنا الأساسي لعملية انتقال الميتوكوندريا الموروثة” ويمكن أن يؤدي إلى طرق جديدة لمنع انتقال أمراض الميتوكوندريا.

شارك
نشر المقال:
محمد