وداعا لمشاكل الكهرباء: تسلا ترفع الستار عن بطارية شمسية ثورية

حين يرد ذكر “تسلا” فإن الناس تفكر على الفور بالسيارات الكهربائية التي لطالما اشتهرت بها الشركة، لكن الشركة فاجأت جمهورها أول هذا الشهر عندما أزاحت الستار عن منتج ثوري أدهش الناس وأصبح مركز حديثهم، متوقعين أن يغير المعادلات تماماً، البطارية الشمسية الجديدة الثورية.

فكما نعرف، الشمس لا تشرق بالليل، والرياح لا تهب طوال السنة، هذه هي مشكلة الطاقة المتجددة التي بقيت تحول دائماً دون تغلبها على الطاقة الحفرية، ولهذا بقيت مشاكل الطاقة قائمة، ولم تشغل الطاقة المتجددة أكثر من 22% من الاستخدام، لكن كان على هذا أن ينتهي كما رأى “إيلون ماسك” ملياردير الطاقة المتجددة والرئيس التنفيذي لشركة تسلا، حين أعلن عن “باوروول”، البطارية الشمسية التي توضع على الحائط، وتعمل بالليل، ذات قدرة 10 كيلوواط من الطاقة الكهربية في الساعة، لتسلمها بمعدل 2 كيلوواط، كل هذا بتكلفة لا تتعدى 3500 دولار، وهذا ليس سعراً كبيراً إطلاقاً إذا قارناه بتكلفة الكهرباء، إذا أخذنا بالاعتبار تكاليف التركيب والمحولات، مكلفة 500 دولار أمريكي لكل كيلوواط، إنها تقلل الثمن إلى النصف حسب تقديرات بنك دويتشه، هذا يترجم إلى طاقة يكلف تسليمها إلى منزلك بتكلفة 6 سنتات فقط لكل كيلوواط، هذا يعنى أنها تتفوق على الكهرباء النابعة من طاقة وقود حفري بجدارة !

لم يتوقف ماسك عن إعلان المفاجآت، فقد قال أن الشركة تبني حالياً مصنعاً ضخماً متخصصاً سمي “جيجافاكتوري” في تصنيع هذه البطاريات في صحراء نيفادا في كاليفورنيا، وهو لن يعتمد على تكنولوجيا جديدة كلياً، وإنما سيوسع تقنية بطارية أيون

ليثيوم جربت ونجحت قبل في سيارات الشركة الكهربائية.

لكن الأمر لن يمر بهذه البساطة، ففكرة استغنائنا عن كهرباء الوقود الأحفوري، واعتمادنا على أنفسنا في مسألة الكهرباء، سوف تصيب كل شركات الوقود الأحفوري بداية من المناجم حتى شركات الكهرباء بالقلق على مصالحها، وربما سيجعلها هذا تشن حرباً على الفكرة الجديدة الرخيصة والمتجددة، فجميع الناس تعبت من مشاكل الكهرباء وتكلفتها التي تثقلهم كل شهر، بينما في هذا النظام، أصبح بإمكانهم أن يعتمدوا على أنفسهم.

الشئ المبشر أيضاً أنها لن تكون قاصرة على المنازل، بل إن هناك نسخة منها صالحة لاستخدام المصانع، فبينما تبلغ قدرة بطارية “باوروول” المنزلية 10 كيلوواط في الساعة، فإن النسخة الخاصة باستخدام المصانع تسمى “باورباك” وتصل إلى 100 كيلوواط في الساعة، ويمكن أن توزع على شبكات كهربية صغيرة.

الشئ الذي كان دهشة إضافية للجمهور كان عندما قال ماسك أن شبكة كهرباء الولايات المتحدة كلها يمكن أن تستبدل باستخدام 160 مليون بطارية من هذه البطاريات، بينما يمكن لملياري بطارية أن تخزن للعالم بأكمله طاقة كهرباء تقدر بـ20 تريليون كيلوواط في كل ساعة.

الثورة التي ستحدثها هذه البطارية لن تتوقف هنا، فهناك 2 مليار سيارة تسير في طرقات العالم، مثقلة بمشاكل الوقود والعوادم، ومئة مليون مركبة تصنع كل سنة، سوف تتغير تماماً باستخدام هذه البطارية التي ستكون بقدراتها وسعرها شيئاً لا يمكن هزيمته.

لكن تسلا لن تكون بلا منافس، فالصين تستعد بالفعل لتكون القوة العظمى في العالم في مجال الطاقة المتجددة، وهي صاحبة أكبر قاعدة في العالم مثبتة لتوليد الطاقة الكهربية عبر الرياح، كما يتوقع أن تصبح هذه السنة صاحبة أكبر قاعدة للتوليد من الطاقة الشمسية، والأكبر في أنظمة تصنيع توربينات الرياح والخلايا الضوئية الشمسية، وهناك شركات صينية مثل BYD التي تنتج أيضاً وحدات لتخزين الطاقة بالاعتماد على بطاريات الليثيوم الأيونية للاستخدام التجاري والمنزلي، لكنها ليست رخيصة مثل بطارية تسلا الجديدة، لكن، امنحهم الوقت وسوف تبدأ المنافسة في الانتشار والسعر، وربما حتى تتفوق عليها.

انتشار هذه المنافسة بين الشركات والدول، هو ما يجعل إعلان تسلا هذا بداية ثورة حقيقية سوف تستمر في إدهاشنا فيما بعد، الشئ الأكيد هو أن علينا أن نحمل مناديل الوداع قريباً لمشاكل الكهرباء الممضة، ثورة الطاقة طرقت أبواب من لم يكن محتملاً أن تصل إليهم من قبل.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير