الصناعة والإبتكار

واقي ذكري جديد، سيغير مفهونا عن الواقيات الذكرية بالكامل

وقف أمام الحاضرين المنتبهين وغمس يده في الواقي الذكري، ثم بدأ يفرد أصابعه على اتساعها، الحاضرون تجهزوا لسماع صوت التمزق بمجرد أن بدأت أظافره تنشب فيه بقوة أكثر، لكن شيئاً لم يحدث، قبل أن يستوعبوا الأمر سحب مؤسس الشركة السويدية LELO قلماً من على الطاولة، وغرسه فيه كي يحاول ثقبه بقوة أكبر، لكنه لم يتأثر أيضاً، عندها أدرك الحاضرون بالتأكيد، أنهم أمام واقي ذكري مختلف تماماً.

الواقيات الذكرية ما تزال تقف في مكانها منذ سبعين عاماً، الأمراض المنقولة جنسياً تزدهر يوماً بعد يوم، أعداد الحمل غير المخطط له تغلب سابقاتها، الصيدليات والإعلانات وأدراج الرجال تمتلئ بالواقيات، لكن العدد الضخم الذي وصل إلى 5 مليارات واقي ذكري يباع في أنحاء العالم لم يكن كافياً لتغطية حقيقة أن الواقي الذكري هو القديم نفسه، مهما كانت النكهات والابتكارات الجديدة فيه، هنا قرر فريق من العلماء أن يجدوا حداً للأمر، ويعيدوا اختراع الواقي الذكري !

هندسة الجسور والكباري .. لماذا لا نُهندس الواقيات إذن؟

هيكل البناء شئ أساسي، بداية من الجسور والأسقف، ونهاية بشبكة كرة القدم وأجنحة الطائرة، أي شئ يحتاج إلى توافر الرقة والخفة مع القوة يحتاج إلى هندسة معينة، فلماذا كانت الواقي الذكري دائماً خارج محاولات الهندسة؟ الفريق قرر أن يطرح السؤال الذي لم يطرحه أحد من قبل.

ما هو سر الواقي الذكري الجديد؟

بعد سبع سنين من البحث والاختبار، استطاع المهندسون في شركة LELO أن ينجحوا فيما فشل الآخرون فيه، بعد أن اكتشفوا شيئاً واحداً: المشكلة لم تكن في مادة المطاط نفسها، بل كانت في الهيكل التركيبي لها، ومع إن الواقي يبدو لك من بعيد كأنه تقليدي جداً، إلا إنك عدما تقترب منه سوف تتفاجأ، وتفهم عندها بوضوح سر اسمه HEX.

المهندسون العاملون عليه صنعوه بشكل سداسي hexagonal، وهو الهيكل الذي أخذ منه الواقي الذكري المبتكر اسمه، يشبه بيت النحل، أو هيكل مادة “الجرافين” الخارقة في الرقة والقوة بسبب التركيب السداسي، الفريق أيضاً أشار إلى دور التركيب في منع انزلاق الواقي، مشبهاً إياه بإطارات سيارات سباق “الفورميولا وان” في الأجواء الرطبة، والتي يوجد لها سطح له ملمس معين تختلف عن الإطارات الملساء العادية، ما يمنع الانزلاق، كما إنه أيضاً يستطيع أن يتلاءم مع الشكل والحجم الخاص بكل شخص.

الشبكة السداسية المحيطة لا تتعدى في سمكها 0.055 ميليمتراً، أما المطاط داخلها فلا يتعدى في سمكه 0.045 الميليمتراً، صحيح أنها ليست الأرق على الإطلاق، إلا إنها أكثر رقة من معظم الأنواع التجارية المنتشرة.

المتحدث الرسمي للحملة .. مريض إيدز

الشركة اختارت الممثل الشهير “تشارلي شين” ليكون المتحدث الرسمي باسم HEX، وهو الممثل الذي أعلن في نوفمبر الماضي أنه مصاب بالإيدز، مسببة حالة من الجدل والاعتراض، خاصة من المنظمات النسوية التي اعترضت لكونه أساء استغلال إحدى زوجاته السابقات، لكن الشركة دافعت عن خيارها بفيديو ظهر فيه شين وهو يقول إن الكثير من الناس بما فيهم هو لم يعتقدوا أن الإيدز سوف يؤثر على حياتهم، بما فيهم هو، ولهذا عليهم أن يستخدموا “هذا”، مشيراً إلى الواقي الذكري هيكس.

الحملة على موقع التمويل الجماهيري .. تكسر الرقم بمئات الأضعاف

المشروع استطاع إقناع الجمهور بتمويله لدرجة أنه وصل إلى جمع 2259 بالمئة من هدفه الأصلي على موقع التمويل الجماهيري indiegogo، وبالتأكيد سعر واقٍ يتميز بكل هذه المميزات لن يكون رخيصاً، مرحلة الحجز على الموقع تكلف ما يتراوح بين ما يقرب من عشرة دولارات لعبوة فيها ثلاثة واقيات، وعشرين دولاراً لعبوة الاثني عشر واقياً، هذا لأن تصنيعه يكلف أكثر من التقليدي بمرتين ونصف، وسوف يتوافر لاحقاً في المتاجر، تاركاً لنا الأسئلة، فهل سيزيح هذا الواقي القديمة ويجعلها من التاريخ؟ وهل يلهم شركات الواقيات المشهورة مثل “ديوركس” و”تروجان” بالحذو خلفه والتفكير في إعادة هيكلة صناعة الواقيات الذكرية؟