بيئة ومناخ

هل ستنتهي الحضارة الإنسانية بحلول عام 2050؟

حذر العلماء من أنتهاء الحضارة الإنسانية بحلول عام 2050، بسبب تغير المناخ، الذي سوف يتسبب في انهيار بيئي يليه انتشار أوبئة الأمراض والحرب النووية وموجات الحر القاتلة.

وأوضح البحث الذي نشره المركز الوطني لاستعادة المناخ في أستراليا أن «سيناريو عام 2050 يوضح تأثير تغير المناخ المتسارع وعواقبه السلبية الكبيرة على البشرية». وتحذر الدراسة من أنه إذا ارتفع متوسط درجات الحرارة العالمية بمقدار درجتين مئويتين بحلول عام 2050، فسنواجه كارثة كبرى في جميع أنحاء العالم.

ويتوقع التقرير سلسلة الكوارث الطبيعية مثل انتشار الأوبئة والهجرة القسرية والحرب النووية المحتملة مع قتال الناس على الموارد وحدوث أعداد هائلة من الوفيات مع ارتفاع درجات الحرارة في العالم.

ومن المتوقع أن ترتفع مستويات سطح البحر بمقدار 0.5 متر، مما يؤدي إلى اتجاه لا رجعة فيه نحو ارتفاع يصل إلى 25 متراً، بحسب التقرير.

ويزعم البحث أن 35 في المائة من مساحة الأرض العالمية و55 في المائة من سكان الأرض «سيخضعون لدرجات حرارة قاتلة خلال أكثر من 20 يوماً بالسنة».

ويوضح الباحثون أن حجم الدمار يتجاوز قدرتنا على التأقلم، مع وجود احتمال كبير بأن تنتهي الحضارة الإنسانية في ذلك الوقت، وأضافوا أن هذا السيناريو يقدم لمحة عن عالم الفوضى والطريق لنهاية الحضارة الإنسانية والمجتمع الحديث كما عرفناه.

وبحسب الدراسة، من المتوقع أن تجف الأنهار الحيوية للحياة على سطح الأرض، وقد تصبح 30 في المائة من مساحة اليابسة في العالم أرضاً قاحلة.

وتتوقع الدراسة تصحراً حاداً في جميع أنحاء جنوب أفريقيا وجنوب البحر المتوسط وغرب آسيا والشرق الأوسط وأستراليا الداخلية وفي جنوب غربي الولايات المتحدة، وقد تنهار النظم الإيكولوجية مثل أنظمة الشعاب المرجانية وغابات الأمازون المطيرة والقطب الشمالي، وهذا من شأنه أن يدفع هجرة أكثر من مليار شخص إلى خارج مناطق مثل غرب إفريقيا وأمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط إلى بلدان أكثر اعتدالا، وسيرتفع تواتر أحداث الطقس القاسية مثل موجات الحرارة والفيضانات والعواصف.

ويحذر التقرير من أنه حتى إذا التزمت الدول بالالتزامات المنصوص عليها في ، والتي تهدف إلى الحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل من 3 درجات مئوية بحلول عام 2100، فإن هذا لا يأخذ بعين الاعتبار مع زيادة معدلات ثانى أكسيد الكربون فى الجو، فإن مثل هذا المستقبل قد لا يزال يشهد متوسط زيادات في درجات الحرارة العالمية تبلغ حوالي 5 درجات مئوية بحلول نهاية القرن.

وقد يؤدي تغير المناخ أيضاً إلى تهجير أكثر من مليار شخص من المنطقة المدارية، ويمكن أن تصبح الزراعة مستحيلة في المناطق شبه الاستوائية الجافة. ومن المتوقع أن يصبح إنتاج الغذاء «غير كافٍ لإطعام سكان العالم»، مما يتسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

ومن الجدير ذكره أن هذا السيناريو المروع هو مجرد «نموذج» لما قد يحدث بحسب خبراء وأخصائيين، مما يعني أن حدوث هذه النتائج غير مؤكد.