الصحة الجيدة

عن خطر الهواتف الذكية – هل تمكّنت الهواتف الذكية من تدمير جيل بأكمله؟

عن خطر الهواتف الذكية نتحدث حيث يقضي المراهقون والشباب اليوم معظم أوقاتهم على الهواتف الذكية ولا يسعون لربط علاقات صداقة مع الآخرين، وعلى عكس الجيل القديم الذي كان يمضي ليالٍ كاملة في تجاذب أطراف الحديث مع العائلة، أصبح الجيل الجديد يتواصل فقط على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل تطبيق “سناب شات” الذي يتيح للمستخدمين إمكانية إرسال الصور والفيديوهات، وَوفقا لدراسات استقصائية وطنية، فإن هؤلاء الشباب هم في أزمة متزايدة.

فيما يلي بعض من أكثر الإحصاءات إثارة للقلق: بين عامي 2009 و 2017، ارتفع عدد طلاب المدارس الثانوية الذين فكروا في الانتحار بنسبة 25٪، وارتفع عدد المراهقين الذين أصيبوا  بالاكتئاب بنسبة 37٪ بين عامي 2005 و 2014، وأصبح معظم المراهقين على استعداد للاعتراف بأن لديهم مشاكل ويبحثون عن مساعدة، كما أن معدل الوفيات بين المراهقين ارتفع أيضا.
ويبدو أن المسؤول الأول عن هذه المشاكل هو الهاتف.

“هل دمرت الهواتف الذكية جيلا؟”، سؤال طرحته مجلة الأتلنتك الأمريكية في مقال استفزازي، نشرته في عام 2017.

هذا المقال، كتبه جان توينج، أستاذ علم النفس في جامعة ولاية سان دييغو، وتحدث فيه عن تأثير الهواتف الذكية المدمر على الجيل الجديد، وقال توينج إن المراهقين باتوا يحبون هواتفهم الذكية أكثر مما يحبون الأشخاص من حولهم، فضلًا عن اقترابهم من أزمة صحية عقلية باتت تهدد حياتهم بشكل فعلي، ناهيك عن حالات الانتحار والإحباط، وغيرها من الأعراض الناتجة عن استخدام الأجهزة الذكية.

خطر الهواتف الذكية لا تقتصر على اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب أو القلق المستويات. هناك خوف من إدمان الألعاب أوالتكنولوجيا بصفة عامة، ومن فقدان قدرتنا على التركيز والتذكر، بسبب انتشار التكنولوجيا الرقمية، تلخيص هذه المخاوف بسهولة في خوف عالمي: التكنولوجيا تختلط مع أدمغتنا.

ورغم أن الدراسات حول العلاقة بين استخدام التكنولوجيات الرقمية والصحة النفسية – للشباب والكبار كانت قاطعة، إلا أن انتوني واغنر، مدير قسم علم النفس في جامعة ستانفورد، يتساءل عما إذا كانت هناك علاقة سببية بين الإثنين، أو أن سلوكنا الاستهلاكي للتكنولوجيا يغير وظائفنا العصبية أو العمليات العصبية الحيوية لدينا؟ الجواب هو أننا لا نملك أي فكرة، ولا توجد بيانات.

العديد من الباحثين الذين تطرقوا لهذا الموضوع، حتى أولئك الذين يعتقدون أن هناك مبالغة، في الروابط بين استخدام  التكنولوجيا، والمشاكل الصحية الرقمية والعقلية، يسلمون أن هذا هو قضية مهمة تستحق أن تدرس ويجب جمع الأدلة القاطعة حولها.

وإذا كانت التكنولوجيا تلعب دورا ثانويا في زيادة القلق والاكتئاب والانتحار بين المراهقين، فنحن بحاجة إلى الـاكد من ذلك، وإذا كان استخدام الأجهزة الرقمية يعيد بطريقة أو بأخرى تشكيل النفس البشرية، ويؤثر في كيفية تطور الدماغ، وإدارة الإجهاد، والتذكر، وتوخي الحذر واتخاذ القرارات – يجب أن نتأكد من ذلك أيضا.

إن مسألة ما تفعله التكنولوجيا للصحة العقلية للأطفال والمراهقين مهمة، وتستحق المتابعة، لذا تساءل الباحثون في هذا المجال حول الطريقة للوصول إلى إجابة حاسمة، وقالوا أنهم يحتاجون إلى طرح أسئلة محددة، وجمع بيانات أفضل ولا يمكنهم القيام بذلك دون مساعدة من شركات التكنولوجيا مثل أبل وجوجل.

من أين يأتي الرابط بين استخدام وسائل الإعلام  من قبل المراهقين والاكتئاب؟

“إن وصول الهواتف الذكية قد غيرت بشكل جذري جميع جوانب حياة المراهقين” كتب Twenge في مجلة أتلانتيك، ومن الصعب أن ننكر أن هناك تغييرا في كيفية تفاعل المراهقين (أو لا) مع الآخرين. هل يمكن أن ترتبط هذه التغييرات بالزيادة المثيرة للقلق في مشاكل الصحة العقلية بين المراهقين؟

شارك
نشر المقال:
محمد