علاج نفسي طبيب نفسي
غالبا ما يقدم تلك الخدمة في الوطن العربي إما طبيب نفسي أو معالج نفسي.
والطبيب النفسي هو من تخرج من كلية الطب فدرس جميع التخصصات ثم امتهن الطب النفسي بعد أن قدم فيه دراسات عليا، وبالتالي غالبا ما يكون نهجه هو التعامل مع المريض ككل، بشقه النفسي والفكري وكذلك الفسيولوجي والجسدي، مع أخذ احتمالات المرض في الاعتبار أكثر، بالإضافة إلى صلاحيته التي تتيح له وصف العقاقير والأدوية.
بينما المعالج أو الاستشاري النفسي هو من درس علم النفس وتخصص فيه وامتهنه بعد أن أخذ دبلومة علم النفس الإكلينيكي، وغالبا ما يكون نهجه أكثر تركيزا على الشق الفكري والنفسي والعملي لشكوى المريض.
والعلاج النفسي عموما له مدارس وطرق مختلفة، سنتطرق لها في مقال لاحق.
قد يرجع ذلك لأسباب عدة مثل:
وبين أن الجنون ليس مصطلحا طبيا أصلا، وأن الوعي بمفاهيم الأمراض والاضطرابات النفسية ليس شائعا بما يكفي في مجتمعاتنا العربية، هذا الخوف مبرر مجتمعيا ولكن أسبابه واقعيا ليست حقيقية، فسعيك للعلاج النفسي حقيقة ما هو إلا خطوة شجاعة تساعدك على الحصول على جودة حياة أفضل وتمكنك من تخطي مصاعبها بشكل صحي.
هل تعلم أن طبقا لمؤتمر الصحة العالمية الذي عقد في جينيفا (في الرابع من أكتوبر في عام 2019) تقدرت نسبة من يعانون من أمراض نفسية أو عصبية في العالم ب1 من كل 4 أشخاص؟
وأن ثلثي أولئك الناس لا يسعون للحصول على علاج نفسي؟
الاضطرابات النفسية أكثر شيوعا مما نتصور.
الأساطير الـ10 الأكثر شيوعاً في علم النفس
“كلنا نعاني”
” لا أحد يشعر بالرضا”
“أنا أبالغ، الوضع ليس بهذا السوء”
“أنا كئيب بطبعي”
لا تحكم على مشاعرك، إن كنت تعاني، فهذا سبب كاف لطلب المساعدة.
كما أن المقارنة وتعميم المعاناة هي أمر غير دقيق وغير واقعي، حيث أن القدرات النفسية لكل شخص تعتمد على عوامل عدة يستحيل أن تتماثل حتى في التوائم.
قد تمنع عن نفسك حلا وطريقا أسلم وأسهل لخوض الحياة بحكمك على مشاعرك عن عدم علم وخبرة طبية.
معاناتك الدائمة قد تكون نتيجة مرض عضوي أو نفسي غير مشخص، علاجه متاح ولا يمنعك عنه شيء إلا تلك الأحكام.
“ما أدراني أن ما أقوله للطبيب النفسي لن ينتشر ليكون قصة متداولة بين الناس؟”
إن من حقك قانونيا كما أنه من أخلاقيات مهنة الطبيب التي يقسم عليها ويعاهد أن يلتزم بها قبل أن يحصل على رخصة مزاولة مهنته، ألا يفشي أي شيء يخصك إلا في ظروف محدودة وطارئة وخاصة جدا، كاستشارة طبيب آخر فيما يخص علاجك.
وهذا الحق ممتد حتى بعد وفاة المريض أو توقفه عن تلقي العلاج لأي سبب.
قد تسمع من أحد معارفك، أو تكون أنت شخصيا سعيت للحصول على المساعدة النفسية ولكنها لم تجد نفعا.
عليك أن تعرف أن العلاج النفسي عملية طويلة المدى وليست حبة سريعة المفعول، فهو عملية تفاعلية تتأثر بعوامل عدة، منها جودة التواصل التي لن تتحقق من أول زيارة.
إضافة إلى ذلك، إن لم تكن تشعر بالأمان للتحدث بشفافية مع طبيبك أو صدر عنه ما يزعجك، احرص على أن تعبر له عن ذلك.
ومع ذلك، إن استمر إحساسك بعدم القدرة على التواصل عليك أن تقصد طبيبا آخر، لتبحث عن مدرسة علاجية تناسب احتياجك وشخصية تسهل عليك تواصلك بها وبنفسك، فأول طبيب تقصده ليس بالضرورة الطبيب المناسب لك.
سنطرح تاليا بعض الأمثلة على أسباب لطلب المساعدة النفسية، ولكن واقعيا تستطيع طلب المساعدة لمجرد شعورك بالمعاناة النفسية، أيا كان سببها ومهما رأيته بسيطا، حيث أنها تعتمد على مناعتك وقدراتك النفسية أولا وهذا هو الأهم.
وتذكر دائما أن الوقاية خير من العلاج، فأنت لن تخسر شيئا لو قصدت العلاج النفسي ثم تبينت أنك لا تحتاجه، ولكنك ستهدر كثيرا من الطاقة والوقت في استسلامك للمعاناة النفسية إن لم تقصد المساعدة وتبينت لاحقا أنك كنت بحاجة لها.
عليك بطلب المساعدة النفسية من مختص خصوصا إذا كنت تعاني من الأشياء التالية باستمرار أو وجدتها تغلب على وضعك أو تعارضت مع قيامك بأدوارك اليومية:
-تغيرات النوم
-تغيرات الشهية
-عدم القدرة على القيام بالمهام اليومية
-تغيرات مزاجية حادة متكررة على فترات قصيرة
-فقدان الاهتمام أو المتعة بما كنت تهتم وتتمتع به سابقا
-نوبات الغضب أو العصبية أو القلق
-الأفكار والمخاوف الغير منطقية
-الأفكار الانتحارية
-إدمان المخدرات أو الكحوليات
-بعد المرور بحدث أليم تشعر بعدم قدرتك على تخطيه مثل حادثة أو وفاة عزيز عليك
غالبا ما سيسألك الطبيب عن:
-إذا كنت تعاني من اضطرابات نفسية مسبقة
-الأدوية التي تتناولها (لأن بعضها قد يسبب أعراضا نفسية)
-معانتك من أي أمراض عضوية (حيث أن بعضها – مثل كسل الغدة الدرقية- قد يسبب أعراضا نفسية أيضا)
-وجود أي تاريخ لأمراض نفسية في عائلتك
-شعورك مؤخرا وما لذي تعاني منه
ويجب أن تعلم أنه ليس هناك إجابات صحيحة أو مثالية على أسئلة طبيبك، فعليك أن تقول ما يخطر ببالك ومهمة الطبيب أن يدير الحوار ويحصل منك على ما يحتاجه لمساعدتك.
بعد أول لقاء، ربما تطرأ عليك تساؤلات جديدة أو تعليقات على ما دار بينكما، بإمكانك أن تدونها وتراجع طبيبك بها في المرة القادمة.
المصادر:
https://www.vice.com/en_us/article/mb4wyp/difference-between-psychologist-psychiatrist?fbclid=IwAR20IyCjHTaJEwebCg9VIwkCnINT9hd7Q8PftizjJBWHXkXzeWSR9dDm2k0
https://www.healthline.com/health/mental-health/what-to-expect-psychiatry-appointment?fbclid=IwAR148sG1bhZfFeQr6uXl16DKFP6DVv0-7e7Eh8Lk0Ba3Dwq4zwr2e7maGWY
https://www.healthline.com/health/mental-health/psychologist-help?fbclid=IwAR3P3yOMEWyYI3Hfws0zMSOXpspjKvi6lhDvEPAlGUBsgyTA4agBo-euPHE
https://www.psychiatry.org/patients-families/warning-signs-of-mental-illness?fbclid=IwAR0nTifvJ7rPS0wYc3hiqXztmcMKQHWaIJ2gf-DbGCIxf6BATwWUBjisebU
https://www.who.int/whr/2001/media_centre/press_release/en/?fbclid=IwAR1n9N8FA8xPPKHvidAbLXfMd22H5uDIWkUMI6BBTCzhn7dzLKHF8g9kCYE
https://www.encyclopedia.com/law/encyclopedias-almanacs-transcripts-and-maps/doctor-patient-confidentiality?fbclid=IwAR1Gqzcs1qQMsc3vMn2Xhzd-g356Y8CSfvbBknFz6HVsc7craydslFGU4Ko