تقنية

نريد بيتاً .. الأسماك هم الزبائن الجدد للطابعات ثلاثية الأبعاد !

كل واحد يبحث عما يريده فيها من الإبرة إلى الصاروخ، لا تتوقف الطابعات ثلاثية الأبعاد عن مفاجأتنا، الأطباء يستخدمونها لاستحداث تراكيب دقيقة أو نماذج يقومون بإجراء العمليات الجراحية عليها، عارضات الأزياء وصناع الملابس يبتكرون فساتين وأثواب بشكل بالغ الدقة والسرعة والجمال، الطهاة يستخدمونها لصنع أطعمة، والصيادلة في طبع الأدوية، لكن الزبائن الجدد الذين يريدون دورهم أثاروا دهشتنا فعلاً: الأسماك !

الطابعات ثلاثية الأبعاد توجه نظرها للخطر المختبئ في المحيط

الشعاب المرجانية التي تفتنك في كل مرة تشاهد فيلماً وثائقياً، تتعرض حالياً لأسوأ كارثة “تبييض” في تاريخها، فزيادة سخونة المياه تقوم بطهيها، لتسرق منها اللون، والحياة، وهو الشئ الذي جعل علماء البيئة يفتشون بجد عن أي حل ينقذ الأمر قبل أن يفوت الأوان، آخر حل قرروا اللجوء إليه هو الطابعات ثلاثية الأبعاد.

من الذي يسرق اللون الفاتن من الشعب المرجانية؟

المستعمرات المرجانية مكونة في العادة من زوائد إسفنجية هشة تلتصق بالصخور، ثم تقوم بإفراز كربونات الكالسيوم في قاعدتها، وتتصلب هذه الإفرازات مكونة المرجان الصلب، والذي يكون في النهاية الشكل المميز للشعب المرجانية، هنا تعيش الطحالب داخل الزوائد، معطية الغذاء واللون الذي تتميز به الشعب المرجانية، لكن، عندما تتعرض الشعب المرجانية لظروف موترة، تلفظ الطحالب الموجودة بداخلها، فتفقد اللون ويحدث “التبييض”، وإذا لم يتم عكس هذا التبييض، فإن الشعاب المرجانية سوف تموت، وهذا ما يحدث عندما تسخن المياه بشكل غير طبيعي خاصة في ظل الاحتباس الحراري الذي يهدد العالم حالياً.

الشئ الأسوأ هو إن انبعاثات الكربون تجعل المحيط أكثر حمضية، ما يعسّر على الزوائد الصغيرة أن تمتص الكالسيوم اللازم لصنع الشعاب المرجانية الجميلة الصلبة.

كيف قررت الطابعات ثلاثية الأبعاد أن تدخل اللعبة؟

منذ سنوات، والبشر يشكلون الشعاب المرجانية الصناعية عن طريق إغراق السفن أو إسقاط الكتل الخرسانية في المياه الضحلة، كي يقوموا بمحاكاة العمل الذي تقوم به الصخور الصلبة مع الشعب المرجانية والطحالب، لتستطيع أن تجد كل هذه الكائنات، بيتاً، الشعب المرجانية الطفلة تنجذب بشدة للشعاب الصحيحة البيضاء أو الوردية، وهي تفضل الشقوق والأخاديد والحفر، لتكون في أمان من أن تداس أو تؤكل بواسطة الحيوانات المفترسة، وهو ما تقوم به الطابعات ثلاثية الأبعاد بشكل أفضل، تبني هيكل بيت أكثر مثالية للشعاب المرجانية الطفلة، ملون وملئ بالشقوق والأخاديد والغرف المطلوبة، كي تنمو بسلام.

فرق تحمل الطابعات وتنطلق

فرق العلماء الفنانين انطلقت في البحرين وموناكو، لطبع هياكل من الحجر الرملي ملونة بألوان الباستيل، بنفس شكل وملمس الشعاب المرجانية، هذا لأن الحجر الرملي له أس هيدروجيني محايد، تجعل الصخور الصناعية مركز جذب أشد للشعاب المرجانية الطفلة، وهناك نموذج آخر قادم سوف يستخدم طلاء من البورسلين، يشبه التركيب الكيميائي للمرجان أكثر.

الأسماك ليست وحدها .. الشعاب تنقذ ربع أحياء البحر !

مع إن الشعاب المرجانية تشغل أقل من 1% من أرضية البحر، إلا إنها تدعم ما يقرب من ربع جميع أشكال الحياة في المحيطات، ليس فقط الأسماك والطحالب والعوالق الحيوانية المجهرية، ولكن، أنواع أخرى لا تعد ولا تحصى بداية من السرطانات إلى الإنسان، فهي قبلة الصيادين والسائحين وتحمي الشطآن من التآكل، نصف مليار شخص في العالم يعتمدون على الشعاب المرجانية للطعام أو المال، طابعات الشعاب المرجانية لن تنقذ حياة الكائنات البحرية فحسب؛ بل سينقذ جمالها الخلاب أعيننا، من القبح.