منظمة الصحة العالمية تعلن حالة الطوارئ: كل ما تحتاج لمعرفته عن فيروس “زيكا”

نحن نعرف أنك أصبحت تسمع اسم الفيروس “زيكا” هذه الآونة أكثر من عشر مرات في اليوم، ما عليك أن تعرفه قبل أن تتجاهل المعرفة عن الأمر، أن منظمة الصحة العالمية، لم يسبق أن أعلنت حالة طوارئ صحية عامة، إلا في ثلاث حالات فقط، منذ أن وضعت هذه الفكرة في 2007، أول مرة كانت في 2009، أثناء وباء إنفلونزا الخنازير H1N1 في 2009، المرة الثانية كانت في 2014، وقت وبائي شلل الأطفال والإيبولا، وهذه هي المرة الثالثة بسبب هذا الفيروس، في هذا العام، 2016.

أربعة مليون شخص في أمريكا، سوف يكونون مهددين بخطر الفيروس “زيكا” الذي تعتقد منظمة الصحة العالمية أنه مسئول عن عيوب خلقية بالغة الخطورة.

وقد أعلنت مارجريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي في جنيف بسويسرا: “إنني أعلن أن حالات صغر الرأس الخلقي والتشوهات العصبية تمثل حالة طوارئ عامة”.

إذا أصبت بفيروس “زيكا”، فإنك 80 بالمئة من الحالات لا يعانون من أي أعراض جانبية، وهذا أفضل السيناريوهات، أما أسوأها، فهو اضطرارك لمعاناة طفح جلدي مثير للحكة، وحمى، مع التهاب الملتحمة، لكن، هناك ما هو أسوأ، إذا كنت امرأة حامل.

إذا أصيبت امرأة حامل بفيروس زيكا، فإنها معرضة لخطر كبير بأن يولد طفلها بعيب صغر الرأس الخلقي وهو مرض نادر لكنه مدمر، يجعل الأطفال يولدون بجمجمة صغيرة جداً، وتلف شديد في الدماغ.

ومع أننا لم نستطع تأكيد وجود رابطة بيولوجية بين الفيروس وصغر الرأس الخلقي، إلا إن لجنة منظمة الصحة العالمية المكونة من ثمانية عشرة شخصاً، اعتبرت أنهم الرابطة فيها “شبهة قوية”، وبالنظر إلى شدة خطورة الحالات التي تم الإبلاغ عنها، كان لابد أن تعلن حالة طوارئ عامة.

فوق هذا، قالت منظمة الصحة أن لديها مخاوف جدية بشأن نقص اللقاحات أو العلاجات الخاصة بهذا الفيروس، وعدم وجود اختبارات تشخيصية سريعة وعالية الموثوقية، والشئ الذي يعزز القلق، أن الآثار الجانبية الخفيفة قد لا تشعر الأشخاص بأنهم مريضون أصلاً، هذا غير عدم تكون مناعة لدى الأشخاص الذين أصيبوا به من قبل، كما أضاف تقرير لصحيفة الواشنطن بوست، عن اشتباه وجود علاقة بين الفيروس وبين متلازمة غيلان باربه في البالغين، وهي حالة نادرة تسبب الشلل.

هذا التقرير يجيب عن أهم ثلاثة أسئلة يمكن أن تقلقك بشأن هذا الفيروس الجديد الغامض:

1-إلى أي مدى انتشر؟

أعلنت حالة الطوارئ لأول مرة في البرازيل في مطلع يناير، حيث تم الإبلاغ عن 2,782 في 2015، بالمقارنة بـ147 حالة فقط في 2014، و167 حالة في 2013.

وقد قدر مسئولو الصحة في الحكومة أن 1.5 مليون شخص من السكان المحليين قد أصيبوا بالفيروس منذ مايو 2015، وقد أعلنوا منذ أيام قليلة أن انتشاره ربما أسوأ من هذه الإحصائيات.

وحتى الآن، قامت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بتحذير النساء الحوامل من السفر إلى 25 دولة وإقليماً في الأمريكيتين، وهي الأماكن التي أبلغ فيها عن الفيروس، ومنها، البرازيل، المكسيك، كوستا ريكا، وجزر فيرجن الأمريكية، وقد قال المعهد الوطني للصحة في كولومبيا، أن أكثر من 2,100 امرأة كولومبية حاملاً، قد أصيبت بفيروس زيكا، الذي ينتقل عن طريق البعوض، كما يوجد 57 دولة وإقليماً آخر لديها خطوط رحلات طيران مباشرة للدول المصابة، ما يجعل السياح العائدين يحملون الإصابة معهم، مسجلين حالات في المملكة المتحدة وألمانيا والدنمارك.

2-ما هي تحذيرات الحوامل؟

مديرة قسم مراقبة الأمراض المعدية في وزارة الصحة البرازيلية، قامت بتوجيه نصيحة إلى النساء في أسوأ المناطق المتضررة بهذا الفيروس، لتأجيل الحمل على قدر الإمكان في الوقت الحالي، لكن، هناك أماكن أخرى كانت التحذيرات فيها أكثر جدية. ففي الأسبوع الماضي، حث مسئولو الصحة في السلفادور كل النساء في سن الإنجاب بأن يأخذوا خطوات في منع الحمل حالياً، لتجنب حدوث حمل هذه السنة والسنة القادمة.

في كولومبيا التي تعد ثاني أعلى معدل للعدوى بعد البرازيل، وحيث تضاعفت حالات النساء الحوامل المصابات الأسبوع الماضي، تنصح الحكومة النساء بتأخير الحمل من ست إلى ثماني أشهر، وتجري المملكة المتحدة مسحاً بالموجات فوق الصوتية على المواطنات الحوامل العائدات من الأماكن المصابة، للتأكد من نمو الأجنة بشكل سليم.

3-ماذا عن جيل الأطفال المصابين؟

بغض النظر عما سيحدث مستقبلاً، فالحقيقة أنه الآن في البرازيل، يوجد حوالي 4000 مولود مصاب بصغر الرأس الخلقي منذ أكتوبر الماضي، حيث حدثت زيادة في الإصابات قدرت بعشرين ضعفاً، منذ أن تم التعرف على الفيروس، من المبكر التنبؤ بتأثير الفيروس على هؤلاء الأطفال حين يكبرون، ما نعرفه عن صغر الرأس الخلقي من حالات سابقة، أن أعمارهم سوف تكون قصيرة، كما أن اعتمادهم على عائلاتهم سوف يكون كبيراً.

وقال جيف وودز، عالم الجينات الإكلينيكية في جامعة كامبريدج، أن هؤلاء الأطفال من الممكن ألا يستطيعوا التعرف على آبائهم، أو استقبال الشعور بالألم، كما إنهم سوف يحتاجون إلى المراقبة المستمرة، لأنهم لن يكونوا قادرين على تحديد حاجتهم إلى الطعام أو الشراب، الفيروس مثير للخوف البالغ لنا، نحن الذين لم نتأثر به، فما بالك بالعائلات التي أعطاها الضربة الأولى بالفعل؟

مزيد من الأبحاث لا تزال تجري لكشف الغموض عن هذا الفيروس، لإيجاد ما نتصدى به له.