الصحة الجيدة

معتقدات خاطئة عن المضادات الحيوية!

معتقدات خاطئة عن المضادات الحيوية.

كان لاكتشاف المضادات الحيوية دور كبير في تغيير طريقة ممارسة الطب في القرن العشرين، الآن يتم استخدامها لعلاج كل أنواع العدوى البكتيرية البسيطة مثل التهاب مجرى البول إلى الخطيرة مثل السل، ولكن التعامل مع البكتيريا ليس بالأمر الهين.. ففي الوقت الذي يصف فيه الطبيب المضادات الحيوية لعلاج أمراض عديدة، تبدأ البكتيريا في التحوّر والمقاومة وتغيير جيناتها، بالتالي كلما زاد استخدام المضادات الحيوية زادت مقاومة البكتيريا. 

لماذا تعد مقاومة البكتيريا خطيرة؟

تبدأ الخطورة مع عدم قدرة المضادات الحيوية علاج أمراض خطيرة مثل الالتهاب الرئوي والالتهاب السحائي، وذلك بسبب التحوّر الدائم، يحتاج المرضى إلى استخدام أنواع أكثر قوة منها.. وبالطبع أغلى ثمنًا، وآثارها الجانبية أكثر. 

وتستمر الخطورة بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة، أو أصحاب المناعة الضعيفة مثل: مرضى الغسيل الكلوى، والعلاج الكيماوي، وبعد الجراحات، كل هؤلاء يحتاجون للمضادات الحيوية في أوقات كثيرة، ومقاومة البكتيريا بالنسبة لهم لا تقل خطورة عن مرضهم الأصلي. 

كيف تقاوم البكتيريا المضادات الحيوية؟

تتغير البكتيريا بشكل ما يسمح لها بوقف تأثير الدواء عليها، عن طريق تغيير في الشكل الخارجي فتحمي نفسها من تأثير الدواء، أو عن طريق إخراج مواد معينة وإنزيمات تعادل عمل المضاد الحيوي، وتعمل بعض الأنواع على نقل خصائص المقاومة لأنواع بكتيريا أخرى لمساعدة بعضهم البعض على النجاة! 

معتقدات خاطئة  تسبب إساءة الاستخدام.

إساءة الاستخدام تبدأ من الفهم الخاطئ لدور المضادات الحيوية في العلاج، قد يصف الطبيب المضاد الحيوي لعلاج مرض لا يعالج به، وتتحسن حالة المريض ويظن أن المرض كان يحتاج لهذا الدواء، لكن المريض لم يستفد منه بل على العكس استفادت البكتيريا وزادت قدرتها على المقاومة، يموت كل عام ملايين من البشر بسبب هذا الأمر ، وهذه بعض المعتقدات الخاطئة:

1- لا تحدث مقاومة المضادات الحيوية لو تناولتها بشكل صحيح!

هذا بالطبع اعتقاد خاطئ، البكتيريا تعمل بشكل مستمر على حماية نفسها من المضادات الحيوية، بالتالي تطور طرق النجاة عن طريق تغيير الجينات مع الوقت، وحين تحدث الظروف المناسبة تتكاثر وإما أن تسبب عدوى مقاومة للعلاج، أو تستوطن الجلد والجسم لتنتقل لإنسان آخر، بالتالي رغم تناولك المضادات الحيوية بشكل صحيح، تستمر البكتريا في مقاومتها، ورغم هذه الحقيقة الواضحة فطريقة الاستخدام الصحيحة تؤثر في سرعة ومدى حدوث المقاومة. 

2- تعالج المضادات الحيوية نزلات البرد، والعدوى الفيروسية!

يعد هذا أشهر المعتقدات الخاطئة التي تسبب إساءة استخدام الدواء، المضادات الحيوية تقتل البكتيريا أو تمنعها من التكاثر والاستمرار في العدوى، استخدامها في حالات الإنفلونزا ونزلات البرد يساعد البكتيريا على التحور والمقاومة، لكن يجب التنويه على أنه في بعض الحالات تحدث عدوى بكتيرية مع الالتهاب الفيروسي حينها يجب مراجعة الطبيب لو حدث ارتفاع في درجة الحرارة، أو استمرار لأعراض نزلة البرد أكثر من 10 أيام، أو حدث تحسن في الأعراض ثم تدهورت الحالة مرة أخرى. 

أمراض لا تحتاج إلى مضادات حيوية.

  • نزلة البرد.
  • الإنفلونزا.
  • التهاب الشعب الهوائية.
  • أغلب أسباب وأنواع السعال.
  • بعض العدوى في الأذن.
  • بعض أنواع عدوى الجيوب الأنفية.
  • برد المعدة (النزلة المعوية الفيروسية).

3- التوقف عن استكمال جرعة العلاج عند الشعور بتحسن!

تتحسن أعراض الالتهاب البكتيري قبل موت كل البكتيريا المسببة للعدوى، هذا يدفع الكثير من الناس إلى التوقف عن تناول بقية جرعة المضادات الحيوية، ما يؤدي إلى نجاة البكتيريا وتسببها في إعادة العدوى مرة أخرى وعدم الشفاء التام. 

4- الطبيب الجيد هو الذي يصف المضادات الحيوية!

يعتقد أغلب الناس أنها العلاج السحري لكل الأمراض، مما يدفع الأطباء إلى وصفها بغرض التخلص من ضغط المجتمع، هذا بالطبع أخطر ما في الأمر، لإن تشخيص الحاجة للمضادات الحيوية في العلاج يحتاج إلى أعراض محددة يحددها الطبيب، إدراك أن الطبيب والمريض كلاهما مشاركان في حماية أنفسهم والآخرين من مقاومة مضادات الميكروبات أمر مهم. 

5- مقاومة مضادات الميكروبات يحدث فقط مع جرعات مكثفة من استخدامها!

كلما زاد استخدامها بالطبع يؤدي إلى زيادة فرصة حدوث المقاومة، ولكن هذا لا يعني أنها تحدث فقط مع الاستخدام المكثف، قد تحدث المقاومة من استخدام واحد. 

الآثار المترتبة على مقاومة مضادات الميكروبات.

  • المزيد من الأمراض الخطيرة.
  • زيادة وقت التعافي.
  • الحجز بالمستشفى لفترة أطول.
  • زيارات متكررة للأطباء.
  • زيادة تكلفة العلاج.

كيف أحمي نفسي والآخرين من مقاومة مضادات الميكروبات؟

  • تناول المضادات الحيوية باستشارة الطبيب وعند الحاجة فقط.
  • تجنب الضغط على الطبيب لوصف المضادات الحيوية.
  • عدم مشاركتها مع الآخرين، أو تخزينها لوقت لاحق.
  • الالتزام بمدة العلاج التي يحددها الطبيب والالتزام بالجرعة المناسبة.
  • عدم تناول مضادات حيوية وصفت لمريض آخر.
  • مراجعة الطبيب لو حدثت أي حساسية أو أعراض جانبية من الدواء.
  • التأكد من تناول التطعيمات الموصى بها.

 

المصادر 

1- https://www.webmd.com/cold-and-flu/antibiotic-resistance

2-https://www.cdc.gov/antibiotic-use/community/about/antibiotic-resistance-faqs.html

3-https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/consumer-health/in-depth/antibiotics/art-20045720

4- https://uhs.umich.edu/antibiotics

5-https://www.weforum.org/agenda/2015/11/7-myths-about-antibiotics/