أدى ظهور المصاعد لأول مرة قبل نحو 150 عاماً إلى تغيير وجه المدن إلى الأبد، حيث أنها تحررت من طغيان السلالم، وأصبح المهندسون يشيدون أبنية مرتفعة بالقدر الذي يحلو لهم، وقد استمر هذا الاختراع في فتح النوافذ الواسعة أمام المهندسين حتى جاء وقت اصطدموا به بحاجز آخر، وهو وزن الكابلات الحديدية، ولكن على ما يبدو فإن هذا الحاجز سيتم اختراقه عما قريب، حيث أن التصميم جديد للمصعد الذي أطلقته شركة ألمانية تدعى (ThyssenKrupp) مؤخراً قد يحل هذه المشكلة عن طريق استبدال الكابلات بمسارات تستخدم الرفع المغناطيسي، أو ما يدعى بالـ(maglev)، ففي هذا النظام الذي لا يستخدم الكبلات، يمكن لغرف المصاعد –التي سيتم فحصها في ألمانيا العام المقبل – أن تتحرك إلى الأعلى وفي اتجاهات جديدة أيضاً، حيث أنه يمكنها أن تتحرك أفقياً وحتى بشكل منحرف.
ومن المتوقع أن يساعد هذا النظام الذي يدعى (Multi)، في تشييد مبانٍ بأحجام وكفاءات غير مسبوقة، مثل برج اديسون المفاهيمي، وتبعاً لـ(باتريك باس)، وهو الرئيس التنفيذي لشركة (ThyssenKrupp) في أمريكا الشمالية، فإن ناطحات السحاب الشاهقة والمنتجة للطاقة يمكن أن تساعد في استيعاب طفرة التحضر.
تصميم المبنى:
سيصل ارتفاع برج اديسون، الذي هو حلم مطور ألماني يدعا (فرانك يندروخ)، إلى ما يقرب من 4300 قدم –أي حوالي أربعة أخماس الميل– والهدف من هذا البرج هو خلق مساحة واحدة يمكن فيها لأي شخص أن يجد كل ما يرغبه ضمنها، من مساكن ومكاتب، وأسواق، ومرافق ترفيهية، ومن المفترض أن يتم بناء البرج بحلول عام 2030.
مصاعد المبنى
عند الوصول إلى ارتفاع حوالي 2000 قدم، لا يعود بإمكان الكابلات في المصعد العادي دعم كلاً من وزن غرفة المصعد أو وزن حملها، لذلك لا بد للركاب أن يقوموا بالتوجه إلى مقصورة أخرى، بينما في حالة (Multi)، فإن المقطورة يمكن أن تصل إلى ارتفاع 4200 قدم، وبشكل مباشر من الطابق الأرضي إلى سطح المبنى.
السحب المغناطيسي
سيمكّن (maglev) نظام (Multi) من العوم نحو وجهته، حيث أن المغناطيس الذي سيكون مثبت على المقصورة سيدفعها بعكس المغناطيس المعارض له والمثبت على طول المسار، مما سيؤدي إلى تعويم غرفة المصعد، كما سيكون هناك مجموعة منفصلة من اللفائف المغناطيسية على طول المسار لشد وجذب الغرفة بالاتجاه الصحيح.
نطاق الحركة:
يعتبر نظام (Multi) أكثر براعة بكثير من نظام البكرة، فمن أجل تغيير التوجه، سيقوم قسم السكك الحديدية الذي يحمل غرفة المصعد بالدوران، مغيراً بذلك اتجاه المجال المغناطيسي المتحرك.
نقل الخارج إلى الداخل:
كل هذه المساحة الإضافية ستسمح بإنشاء تصاميم داخلية إبداعية، مثل نقل الحدائق العامة الخارجية لتصبح داخل المبنى.
طاقة ايجابية:
مع شكله النجمي الفريد من نوعه، فإن قلب برج اديسون سيتصرف على نحو مماثل لبرج تيار شمسي صاعد، وذلك باستخدام تدفق الهواء الساخن لتدوير التوربينات الداخلية، وذلك إلى جانب وحدات الطاقة الشمسية، التي سوف تنتج الطاقة للمبنى.
مساحة أقل تشغلها المصاعد:
عادة ما يكون حوالي 20% من مساحة أي مبنى شاهق مستهلكاً من أجل المصعد، ولكن شركة (ThyssenKrupp) تشير إلى أن التصميم الجديد يمكن أن يقلل من المساحة التي يستهلكها المصاعد في المباني المستقبلية بنسبة تصل إلى 50%.
مساحة مترامية الأطراف:
سيغطي المبنى ما يقرب من ميل مربع واحد.