طاقة نظيفة

مدينة الأشباح تكسر اللعنة.. تشيرنوبل تتحول لأكبر مزرعة طاقة شمسية في العالم

في الواحدة والنصف صباحاً من السادس والعشرين من أبريل في العام 1986، كانت لحظة توقف الزمن في منطقة “تشيرنوبل”، بعد أن انفجر المفاعل النووي، وأعلنت السلطات تشيرنوبل منطقة منكوبة، وأجلت 100 ألف شخص من مساكنهم، لدرجة أن مدينة برابيت الأوكرانية وشيرنوبل سميتا بـ”مدينة الأشباح”، في كارثة عدت من أسوأ كوارث العصر، كان فيها التلوث الإشعاعي في تشيرنوبل قد فاق مثيله في هيروشيما 600 مرة، وقدر الباحثون المدة التي تحتاجها تشيرنوبل لتصبح قابلة للسكن مرة أخرى بـ20 ألف سنة، لكن، يبدو أن الحكومة الأوكرانية قررت كسر اللعنة عندما قررت أن تحول مدينة الأشباح، إلى أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم.

كيف تكسر مدينة الأشباح اللعنة؟

خطط محطة الطاقة الشمسية هي خطط طموحة للغاية، وعلى جدول زمني سريع، وقد بدأت الحكومة الأوكرانية خطوات جدية في الأمر ووتتفاوض الآن مع أربع شركات طاقة كندية بالإضافة إلى شركتي استثمار أمريكيتين، بحسب ما أفاد وزير البيئة في أوكرانيا، السيد أوستاب سيميراك، وقد قررت الحكومة السير على جدول زمني من 6 شهور تصل في نهايتها إلى بناء محطة شمسية قدرتها 1 جيجا واط في الساعة، وسوف يكون الأكبر في العالم إن تم إنهاؤه الآن، لأن كل المحطات في الأماكن الأخرى ما تزال قيد التخطيط.

الميزة في استخدام تشيرنوبل، هو في كونها سابقاً مكان لإنتاج الطاقة، ولهذا، فهي مجهزة بخطوط نقل موجودة بالفعل، ما يجعلها مكاناً مناسباً لإنتاج الطاقة المتجددة، هذه الخطوط عالية الفولت كانت تستخدم من قبل في المحطات الذرية، كما إن الأراضي هناك زهيدة الثمن، ولدى السلطة الكثير من الناس المدربين على العمل في مصانع توليد الكهرباء. المشروع استقطب اهتمام البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية ورغبته في المشاركة، لأنه يستهدف حل مشاكل بيئية واقتصادية.

هل يفوز الاستبشار، أم القلق؟

مع إن المشروع يبدو مبشراً، إلا إن بعض المهتمين أبدوا مشاعر قلق مفهومة بشأنه، أحدها يخص العمال الذين سيعملون في موقع بناء المحطة الشمسية، وما إن كانوا سيرتدون سترات واقية من الإشعاع أم لا، أو ما إن كانت أيام العمل الخاصة بهم سوف تخفض لكي يحدوا من تعرضهم للإشعاع، خاصة وكارثة تشيرنوبل التي قتلت 31 موظفاً وعامل طوارئ، وصلوا بعد فترة من الزمن إلى 64 بسبب آثار الإشعاع، ما تزال تلقي بظلالها على المكان.