مدرسة في كينيا تستخدم فضلات الطلبة كوقود لطبخ الوجبات المدرسية

في مدرسة كينية فقيرة، كان هناك طالب صغير يقف مستغرقاً في التفكير داخل الحمام، مصوباً نظره إلى “مرحاض الحفرة”، الذي يشيع استخدامه في ريف كينيا، الرائحة شنيعة بالطبع، والفضلات تتراكم حتى تطفح على المجاري القريبة، لتتجمع الحشرات والأمراض، ويتسلل إلى مياه الشرب والغسل، الطالب رفع رأسه فجأة، وصفق بيديه كأنه وجد فكرة ما.

طالب مدرسة ماسينو الكينية تساءل في نفسه: لماذا لا يجرب تحويل الصرف الصحي لمدرسته إلى غاز حيوي يمكن أن تستخدمه المدرسة كطاقة لطهو الوجبات في مطبخ المدرسة؟

الطالب البالغ من العمر 17 عاماً قال للمراسل الصحفي أن الشئ الذي ألهمه هذه الفكرة، هو زيادة الحاجة لمصدر طاقة نظيف متجدد وقابل للاستدامة، مضيفاً أنه “يوجد في القارة الأفريقية كثير من الموارد التي تتنكر في شكل نفايات”، لهذا كون فريقاً مع زملائه، ثم قام ببداية البحث حول “مراجل الهضم الحيوي”، وهي غرف تحت أرضية، تقوم بجمع الفضلات البشرية أو الحيوانية، ثم تستخدم الكائنات الدقيقة لتحويل الفضلات إلى وقود قابل للتجدد، وقرر الفريق أن يفكر في وسائل لجعل فكرته أكثر مرونة وكفاءة.

بعد أن فازت فكرة الطالب وفريقه بمسابقة كينيا الوطنية للابتكار  Innovate Kenya، قام الفريق ببناء نموذجين أوليين، تحقق منهما النموذج الثاني في المدرسة الآن، وهو يقوم بتجميع فضلات الطلبة وروث الماشية، ليرسل الغاز الحيوي مباشرة إلى مواقد المدرسة، لطبخ الوجبات المدرسية للطلاب، وقد مثل هذا بديلاً رائعاً عن حرق الحطب والأخشاب، الذي يملأ جدران مبنى المدرسة ورئات الطلبة بالهباب الأسود، كما يستهلك موارد الخشب الثمينة، والتي كان يمكن أن توظف في مقاعد وأثاث جميل.

الطالب قرر أن يبني نفس النظام في بيته الريفي، بعد أن نجحت الفكرة في مدرسته، قائلاً إن هذه الخطة يمكن أن يعاد تشكيلها حسب المكان المستهدف، وبهذا يتوقع أن الخطة سوف تمتد لتشمل البيوت بعد أن أثبتت نجاحها في المدرسة.

الفريق يعمل الآن على تكرار نفس التصميم لكن بعد تطويره بحيث يستطيع فصل الفضلات السائلة، لأن البول يجعل هذه العملية أقل كفاءة، وهم يأملون في نهاية المطاف أن يقدموا للمدرسة خطة لنظام يستطيع معالجة فضلات كل الطلاب البالغ عددهم 1200 طالب، وهو الشئ الذي سيكلف حوالي 85 ألف دولار، لكن، يمكن للمدرسة تعويض نصف هذه التكلفة، عبر توفير الوقود الذي سيتم الاستغناء عنه لصالح الطريقة الجديدة. الطالب قال إنه يأمل هو وزملاؤه بعد إنهائهم للمرحلة الثانوية، أن يطلقوا هذا المشروع، لتعميم النظام على المباني في جميع أرجاء البلاد.

المشروع الذي صمم بأقل الإمكانات وفي أفقر المناطق، يفتح الباب لأفكار نماذج أخرى، في الأماكن الفقيرة والمحرومة، مثل بيوت ومدارس الأرياف والسجون.