ملف: الصحة النفسية

ما هو العلاج النفسي؟ أساطيره وحقائقه؟ هل تسبب عقاقيره الإدمان؟

تعتمد الصحة النفسية على شق فسيولوجي وشق معرفي وشق عاطفي وشق سلوكي، وبالتالي يستهدف العلاج النفسي هذه الأجزاء الأربعة بطرق شتى سيتم تناولها في هذا المقال.

6 حقائق بدلا من الأساطير المنتشرة عن العلاج النفسي

المرض النفسي قابل للعلاج

الحقيقة هي أن بإمكان غالبية من يعانون من مرض نفسي -حتى إن كان مزمنا- أن يتعافوا منه نهائيا بعد تلقي العلاج المناسب -طبقا لدراسة أقيمت في المملكة المتحدة عام 2017-.
ولكن من المهم أن نعلم أن علاج المرض النفسي هو أقرب لعملية تعاف وليس “فعلا من الأفعال” التي يستطيع المريض النفسي القيام بها فجأة، مثل أن ” يتوقف عن الحزن وينظر للجانب المشرق” أو “أن يهدأ ويتوقف عن القلق” أو “أن يعود لرشده ويتوقف عن التوهم” ، فما لن تولي مسؤوليته لمريض كسر بقدمه، لا تولي مسؤوليته لمريض نفسي.
فغالبية الأمراض النفسية -مثل الأمراض الجسدية- قابلة للعلاج، والوقاية منها مستقبلا بعد علاجها ممكنة، عبر التعلم عنها والحصول على الدعم والاهتمام بالمناعة النفسية.

العلاج النفسي ليس مقاسا واحدا للكل

من الممكن لمن يعانون من نفس المرض النفسي أن يستقبلوا علاجا مختلفا بل وحتى أنواعا مختلفة من العلاج، فما يناسب شخص لا يناسب الآخر بالضرورة، لأن مقومات الصحة النفسية متداخلة وفردية، تختلف كثيرا من شخص لآخر.

الأدوية لا تسلبك روحك/شخصيتك

العقاقير النفسية توصف لتقلل أو تتخلص من الأعراض التي تقف حائلا بينك وبين ممارستك لحياتك وتعبيرك عن حقيقتك.
وكما أن لكل دواء أعراضه الجانبية، كذلك الأدوية النفسية ومع ذلك، يختلف تأثيرها من شخص لآخر وقد تحتاج لتجربة أكثر من دواء حتى تصل لأكثرهم فعالية وملاءمة لك وتختار الذي يفوق أثره العلاجي أعراضه الجانبية بالنسبة لك.

لا يحتاج المريض النفسي بالضرورة أن يودع بمستشفى أو مصحة نفسية

مثل من يعاني مرضا جسديا، يحتاج المريض النفسي الإيداع بمستشفى فقط إذا كانت أعراضه شديدة أو كانت تمثل خطرا على حياته أو حياة من حوله.

غالبية الأدوية النفسية لا تسبب الإدمان

فيما عدا بعض المنومات والمهدئات والمنشطات، جميع الأدوية النفسية لا تسبب الإدمان.
ولكن لأنها تعمل على كيمياء المخ فمن الضروري استشارة طبيبك ليساعدك على إيقافها بالتدريج حتى لا تحدث نوبات من الأعراض الجانبية أو أي انتكاسات لتعافيك.

تناولك الأدوية للعلاج النفسي لفترة من الزمن لا يعني أنك ستحتاجها طوال حياتك أو لن تستطيع العيش بدونها

فطبقا لدراسة أجريت في الولايات المتحدة عام 2017 على عدد من المرضى النفسيين المزمنين الذين اختاروا إيقاف تناولهم للأدوية، أكثر من النصف توقف عن تناولها نهائيا بمساعدة طبيبه ولم ينتكس، و%82 منهم شعروا بالرضا عن صحتهم النفسية رغم قرارهم.

طرق العلاج النفسي

لا يستخدم الطبيب النفسي نوعا واحدا من العلاج بالضرورة ولا يشترط أن يستخدم الأدوية أيضا، بل قد يجمع أكثر من نوع على حسب حالة المريض واختياره.
كما أنه وجد أن إدماج المريض في عملية علاجه واختيار طرق العلاج وفهم أهدافه وآلياته، يحدث فرقا في جودة وسرعة تعافيه.

العلاج النفسي

يكون عبر كلام المريض مع الطبيب أو المعالج النفسي و الخوض في مشاعر وأفكار وسلوكيات المريض، وله أنواع عدة، أشهرها:

العلاج المعرفي السلوكي:
يبحث عن أنماط للمشاعر والأفكار المؤدية لسلوكيات معينة تضر بالصحة النفسية.

العلاج التحليلي والديناميكي:
يبحث عن مسببات المعاناة النفسية الحالية في العقل اللاواعي عبر الخوض في تفاصيل وأحداث من الماضي والمشاعر المكبوتة وربط تأثيرها على صحة الإنسان النفسية الحالية.

العلاج النفسي عبر الفن: (مثل الموسيقى أو الرسم أو النحت أو التلوين)
يكون عبر استخدام الحواس وانعكاسات الفن للوصول لماهية ما يشعر به الإنسان والتعبير عنها ليتمكن من الخوض في أمور أعمق لتحسين صحته النفسية .

العلاج الجدلي السلوكي:
يعمل على تزويد المريض بمهارات للتعامل مع الأوضاع المؤلمة وتقليل النزاعات في العلاقات عبر 4 محاور رئيسية :
اليقظة الذهنية، تحمل الضغط والتعامل معه، إدارة المشاعر الغامرة أو بالغة الشدة واحتوائها وإعادة توجيهها، التواصل الفعال في العلاقات.

العلاج النفسي للعائلات أو الأزواج
الذي يهدف إلى التعامل مع الخلافات بين المريض وأفراد عائلته.

العلاج النفسي الشمولي
هو الذي يستخدم أكثر من عنصر من أنواع العلاج المختلفة.

 

استخدام الأدوية في العلاج النفسي

 

الأدوية لا تستخدم وحدها كعلاج، إنما بصحبة أنواع أخرى من العلاج النفسي.
فهي تسيطر على أعراض المرض النفسي التي ينتج عنها قصور في عملية التعافي واستجابة المريض للعلاج النفسي، وخاصة تلك الناتجة عن خلل في التوازن في المواد الكيميائية والناقلات العصبية في الجهاز العصبي.

ومن أنواعها:
مضادات الذهان: التي تعمل على منع الأوهام والأفكار الغير منطقية.
مضادات الاكتئاب: التي تقلل من حدة الحزن والشعور بالقلق والأفكار الانتحارية (ولكن ذلك لا يعني أنها تجعل الإنسان سعيدا).
مثبتات المزاج: التي تمنع التغيرات المزاجية الحادة وقد تستخدم أيضا لعلاج الاكتئاب المستعصي.
المهدئات والمنومات: تقلل الشعور بالقلق والتوتر كما تعالج الأرق، لكنها تستخدم مؤقتا حتى لا تسبب الإدمان والاعتمادية.
المحفزات والمنشطات: تحسن من القدرة على التركيز وتزيد طول فترة الانتباه عند المريض.

ومن المهم أن نعلم أن تلك الأدوية قد تأخذ وقتا مختلفا من مريض لآخر لتحدث فارقا، كما أن جرعات بدايتها وإيقافها يجب أن تتابع مع الطبيب حيث أنها تختلف من حالة لأخرى وكثيرا ما يتم تنسيق الجرعات تدريجيا حتى الوصول للمستوى المطلوب.

 

العلاج النفسي عبر مجموعات الدعم

 

التي تتكون من أناس يعانون من نفس المرض أو مروا بتجارب مشابهة يتشاركون أفكارهم ومشاعرهم وطرق مواجهتهم للمصاعب، للوصول لهدف واحد وهو التعافي.

 

ليس هناك قالبا واحدا للعلاج النفسي، كما أن المريض النفسي هو المحدد الأساسي لما يريده من علاجه وكيفيته.
فهذا العلاج في النهاية يهدف أن يمكن المريض النفسي من ممارسة حياته بأكثر شكل فعال ومتسق مع مراده، وليس علامة ضعف أو قصور بل هو سعي لتعافيه من مرض نفسي ليتمكن من مواصلة حياته، تماما مثل السعي للتعافي من أمراضنا الجسدية، ولا يقل عنه أهمية.

هذا المقال ضمن ملف عن العلاج النفسي

المقال الثاني 

هل أنا بحاجة لـ علاج نفسي ؟ لماذا لا أقدم على الخطوة؟

المقال الأول

المناعة النفسية، هل لها لقاح محدد يقينا من أخطارها؟

المصادر:

https://newsroom.ucla.edu/stories/new-study-examines-effects-of-stopping-psychiatric-medication?fbclid=IwAR3oH7SdIZHzGZaCs_Ih9OCLH4k3qNf2NLlSzxsA5M8JQq696BB8QGffWvA

https://www.england.nhs.uk/2018/02/mental-illness-recovery/?fbclid=IwAR0MkslRONTZf8LZHmHkWKyNw3VsiwYeO2DiA0Kmm4X3-QnW_usF80mVOE4

https://www.nami.org/FAQ/General-Information-FAQ/Can-people-recover-from-mental-illness-Is-there-a?fbclid=IwAR0UZWSZYiSGP_MlDvCS63UTRMzZ5URlLK7OrNZp8SAjGVn0kX0H6mW35rc

https://www.sane.org/information-stories/the-sane-blog/mythbusters/busting-myths-about-psychiatric-medication?fbclid=IwAR0xOxRA-DDQNF5SW5XZ9p7NPAiZULND0lnbqGzjAQqOL85H3HCjfmCjCwU

https://www.mhanational.org/mental-health-treatments?fbclid=IwAR3raY3-HrGsQ5lFP5WRnNME3CKueHRxne2GD1mOjjlAT6Sjvj8vJLenms4

https://www.promisesbehavioralhealth.com/addiction-recovery-blog/mental-illness-2/?fbclid=IwAR3xG53aipFkbIu8a3o3ky6sVGs1MwWCzw4WON5n2O16HVp5W42rGvpKpHc

https://www.beyondblue.org.au/the-facts/depression/treatments-for-depression/psychological-treatments-for-depression?fbclid=IwAR1d2Vs60Q_IxhJ0UdxxDYP4YM2BY3_oNpsbr5YWOsKsR1qPCdMIQvDSfpo

https://www.nhsinform.scot/tests-and-treatments/counselling-and-therapies/psychotherapy?fbclid=IwAR3raY3-HrGsQ5lFP5WRnNME3CKueHRxne2GD1mOjjlAT6Sjvj8vJLenms4

https://www.apa.org/topics/therapy/psychotherapy-approaches?fbclid=IwAR2LLk-XDuhF0kwQMmi4na0vN_Guth7HCknzhVbS0Pojzw0Uo5YLjBib0Cw

https://www.psychologytoday.com/us/types-of-therapy?fbclid=IwAR1xOxTAARR_PPbyRkFRKLy70MG4nFUGO8ySuxbP26oG5v1Q-ngibIcg4Aw

شارك
نشر المقال:
NadeenYasser