علم النفس الاجتماعي

لماذا يكذب الناس….وهل الكذب مهارة أم تكتيك اجتماعي فعال؟

يدرس روبرت فيلدمان، أستاذ علم النفس في جامعة ماساتشوستس أمهيرست، “الخداع اللفظي“، وقال أن أكبر سبب لعدم نزاهة الناس هو اعتقادهم أن “الكذب تكتيك اجتماعي فعال للغاية”.

ويضيف قائلا: “لا يتوقع الناس أن يكذب عليهم الآخرون، ويظنون عادة أنهم يسمعون منهم الحقيقة، مما يمنح الفرصة للأشخاص الذين يكذبون أن ينجحوا في كذبهم”.

وللكذب دوافع عديدة، منها: الرغبة في الحصول على متعة ما، والخوف من فقدان بعض المكتسبات، ورغبة الإنسان في الوصول إلى القمة والتفوق على منافسيه، كما يمكن أن يتسبب عدم قبول المجتمع للفرد في اعتياده الكذب، كما يوضح مرسي.

ويشرح فيلدمان سبعة أسباب تجعل الناس يزيفون الحقيقة – من قول الأكاذيب البيضاء إلى أكبر الكذبات.

الكذب لإرضاء الناس
يقول فيلدمان إن الإطراء هو أحد أكثر أشكال الخداع شيوعا، وهو أمر لا يبدو مفاجئا، وعادة ما يشكك الناس في الإطراء لأنهم يعرفون أنه ليس صادقا دائما.

فقد يمنحك شخص ما إطراء كاذب لمصادقتك، وتجنب الإحراج، وإقناعك بأن تقدم له خدمة، ويجعلك تثق فيه.

الكذب لتجنب الإحراج
ليس هناك مشكلة في إخبار أصدقائي المقربين أنك تفضل البقاء في المنزل في ملابس النوم  بدلاً من الخروج إلى حانة في ليلة الجمعة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالأشخاص الذين لست مرتاحا معهم، ولتجنب الإحراج قد تضطر للكذب وإخبارهم على سبيل المثال بأنك مشغول، ويقول فيلدمان إن الكذب لتجنب الإحراج يعود إلى الرغبة في أن يحبه الآخرون وعدم تخييب أمل أي شخص.

الكذب للتأثير على الآخرين
يقول فيلدمان: “الناس يكذبون لجعل الآخرين يفعلون ما يريدون منهم أن يفعلوه”، فقد يكذب البائع لبيع بضاعته، وهو تكتيك فعال غالبا.

الكذب لتجنب نتيجة سلبية
يقول Feldman: عادة ما يكذب الأطفال خوفا من العقاب، ولكننا مع تقدمنا ​​في العمر، نتعلم كيف نكذب بشكل أفضل”، مما يعني أن الناس يستمرون في الكذب لحماية أنفسهم، أولحماية الآخرين.

وقد لاحظ الباحثون أن الأطفال المتخوفين من العقاب هم الأكثر كذبا، كما كان المحفز لقول الحقيقة عند الأصغر سنًّا هو الحصول على رضا الكبار، أما عند الأطفال الأكبر فالهدف من وراء قول الحقيقة هو “فعل الصواب”.

الكذب لتحقيق نتيجة إيجابية
يقول فيلدمان قد يكذب الناس للحصول على النتيجة التي يريدونها لأنفسهم أو للآخرين، فالكذب في الخبرة في السيرة الذاتية أو في مقابلة العمل هي الطريقة الكلاسيكية التي يكذب بها الناس للحصول على ما يريدون.

وينطبق الشيء نفسه على الشخص الذي يحاول مساعدة صديقه في التوظيف في شركته، فقد يبالغ في تجربة صديقه ونجاحه وشخصيته لمدير التوظيف، لزيادة فرصته في الحصول على المنصب.

الكذب لجعل لإثارة للإعجاب
يقول فيلدمان: “يريد الناس أن يعجبوا الآخرون، وأن يعجبوا بهم، وفي بعض الحالات، قد يرغب الشخص في تخويف الآخرين”.

المدير، على سبيل المثال، قد يبالغ في نجاحاته السابقة لمنع الزملاء من تحدي قراراته.

الكذب للحفاظ على كذبة سابقة

يقول فيلدمان إن الكذبة تبدأ ككرة صغيرة من الثلج تكبر مع تدحرجها أكثر وأكثر، فإذا كذبت بشأن شيء صغير في البداية، عليك أحيانا أن تكذب بطرق أكبر وأكبر حتى لا يفتضح أمر كذبتك الأولى”.

هذا شيء نراه في البرامج التلفزيونية والأفلام والكتب وحتى في الحياة الواقعية، ولأن الكذب حبله قصير كما يقال، فإن الصدق هو أفضل سياسة.

جدير بالذكر أن الزيادة في حالات الغش والكذب تختلف من شخص إلى آخر، فبعض الأشخاص أكثر ميلًا للكذب من غيرهم، ولكن العوامل التي تتحكم في هذا الاختلاف غير واضحة حتى الآن، وتحتاج للمزيد من الدراسات.