تقنية

لا تضحكي أيتها الروبوتات بعد .. دراسة تكشف تعادل البشر مع الآلة في الجراحة

منذ بضعة أشهر تمكن روبوت جراح من هزيمة منافسه الإنسان في خياطة أمعاء خنزير، ومع إن مشرفين آدميين قد قدموا المساعدة للروبوت، إلا إن هذا الانجاز الفارق فتح الحوار حول سرقة الروبوتات للجراحات من بين أيدينا، عليك أن تذكر في هذا السياق أن بدايات السيارات دون سائق كانت في مجرد الركن الآلي الذاتي، ثم تطورت إلى تكنولوجيا تخبرك إن كنت تسير في الطريق الخطأ، وقريباً ستجد نفسك داخل سيارة تقود نفسها، وهو ما توقع الجميع أنه سوف يحدث في الجراحات، فبعد أن كانت الآلات هي التي تساعد الإنسان، فيوماً ما، قد تتولى هي زمام الدفة، لكن دراسة جديدة مهمة، نهضت فجأة لتقول: لا، ليس الآن !

لا تضحكي أيتها الروبوتات .. لم ننتهِ بعد

فريق من الباحثين قام بإجراء دراسة هامة جديدة كشف فيها أنه على العكس من الاعتقاد الشائع بأن الجراحات التي تساعد فيها الروبوتات أفضل للمريض، فإن الحقيقة إن الدراسات تشير للتعادل بينهما، عندما درسوا تعافي المرضى في شهور ما بعد الجراحة التي أداها بشر وحدهم أو بمساعدة الروبوتات.

استئصال البروستاتا بمساعدة الروبوتات يسمح للجراح بالتحكم عن بعد بذراع روبوتية بوحدة تحكم، وقد استخدمت هذه الطريقة منذ 16 سنة ماضية، ويوصي الأطباء حالياً بها قائلين إن نتائجها أفضل للمريض، أما الطريقة التقليدية فهي الجراحة المفتوحة، وفيها تتم إزالة بروستاتا المريض عن طريق شق في أسفل البطن، ولم يكن هناك حتى يومنا هذا دلائل يستعين بها الداعون إلى الطريقة التقليدية مقابل طريقة الروبوتات، التي أخذت تزداد شعبيتها بين الناس في العالم باستمرار، بدعوى أن الروبوتات قد ربحت المعركة، هذا لم يكن صحيحاً.

الفريق أجرى اختباراته على 300 رجل أسترالي قام بعضهم بإجراء جراحات بشرية والآخرين قاموا بجراحة ساعدت فيها الروبوتات، فأجروا كشفاً بعد ثلاثة شهور بعد العملية، شملت دراسة النجاح في السيطرة على السرطان، والوظيفة الجنسية، والوقت الذي اضطر المريض لإمضائه بعيداً عن العمل، ولم يجدوا فرقاً جوهرياً بين كلا المجموعتين.

وقد قال البروفيسور روبيرت جاردينر من جامعة كوينزلاند، والمشارك في هذا البحث في بيان صحفي، أنه، بخلاف الاعتقاد الإكلينيكي الشائع، فقد كشف البحث الذي قاموا به عدم وجود فوارق إحصائية جوهرية بين جراحة البشر والروبوتات، مضيفاً أن هذا يدحض النصائح التي يقولها الأطباء للمرضى بإجراء العملية الآلية، بل إن بعضهم زعم أن الجراحة الروبوتية تؤدي إلى نتائج أفضل فيما يخص السيطرة على السرطان وتحسين نوعية الحياة، لكن الدراسة التي استمرت لاثني عشر أسبوعاً أثبتت عدم صحة ذلك.

هل ينطرد الآليون من الملعب ؟

هذه الدراسة لا تعني أننا سنطرد الجراحين الآليين مثل الآلي “دافنشي” قريباً، لكنها تسلط الضوء على أهمية جلب دلائل عالية المصداقية لدعم التكنولوجيا الجديدة، بالذات إذا كانت غالية التكلفة وتم اعتمادها بسرعة من قبل الأطباء، وسوف يستمر جاردينر وفريقه في دراستهم، ليختبروا جودة نوعية حياة المرضى لمدة تصل إلى سنوات بعد هذه العملية، وقد قال البروفيسور إنه كان دائماً ما ينصح المرضى باختيار جراح متمرس ذي خبرة، وليس اختيار طريقة جراحية معينة. نحن نرى أن هذه الدراسة فرملة للمتشائمين بشأن قدرة الآلات، وكذلك للمفرطين في التفاؤل.