تقنية

لأبعد وأفقر القرى .. أرخص اختبار يكشف الملاريا والسرطان في المنزل

الرحلة إلى الطبيب أو المستشفى في بعض البلاد والقرى قد تكون صعبة لدرجة أن المريض يفضل الآلام عليها، ما يجعلهم يتساقطون أمام المرض مثل الذباب دون حماية ولا تشخيص، هذا هو الشئ الذي يجعل بعض العلماء يكافحون بكل ما لديهم من طاقة من أجل ابتكار اختبارات منزلية رخيصة جداً دون الحاجة للذهاب إلى الطبيب، وهو ما نجح فيه فريق علماء أمريكي مؤخراً، عندما ابتكروا اختباراً يشخص الملاريا والسرطان، في المنزل !

كيف نكشف عن أمراض صعبة .. بهذه السهولة؟

الفكرة في هذا الاختبار هو أنه سيكون سهلاً مثل شرائط اختبارات الحمل المنزلية، فقط ضع نقطة من الدم على ورقة في البيت، ثم أرسلها برسالة إلى مختبر متخصص، إذا جاءت النتائج إيجابية، يتوجب عليك أخذ ميعاد مع الطبيب، أما إن كانت سلبية فهذا يعني أنه لا يوجد شئ تقلق بشأنه. الشرائط في البداية كانت وسيلة لمكافحة الملاريا، لكن العالم الكيميائي إبراهام بادو تاويا، الذي ابتكر الفكرة فكر بتعميم فكرته على أي مرض ينتج أجساماً مضادة، مثل سرطان المبيض وسرطان الأمعاء الغليظة.

إبراهام بادو كان قد صنع الشرائط من أوراق بيضاء، يتم ضمها معاً بشريط لاصق، ثم يتم تمريرها من خلال طابعة نافثة للحبر، لتغطي الشرائح بحبر شمعي يحافظ على وجود قنوات وسطه لحفظ عينات الدم، ولا يزيد حجم كل شريط عن حجم طابع البريد.

حيل لحماية الشرائط الصغيرة

مع ن هذه الشرائط بحجم طوابع البريد، إلا إن وجود مجسات أيونية اصطناعية حاملة للشحنة الموجبة، تسمح بقراءتها على مطياف الكتلة، كما إنها تبقي عينة الدم محمية ضد الضوء والحرارة والرطوبة، إلى أن تصل الشريحة بسلام إلى المعمل.

المجسات صممت خصيصاً للتأشير على وجود أجسام مضادة معينة، كدلالة على علامات مرض معين، كما إن العينات التي تحملها الشرائح تبقى صالحة لمدة لا تقل عن 30 يوماً، ويأمل الفريق حالياً على جعل اختباراتهم أكثر حساسية، وبهذا يستطيعون استخدام البول أو اللعاب بدلاً من عينة الدم.

متى تصل هذه الشرائح العظيمة إلى بيتي؟

فريق العالم الكيميائي استهدف بالأساس توفير خدمة طبية لا تكلف شيئاً لأولئك الموجودين في المناطق الريفية أو النائية، بما في ذلك، تلك الموجودة في الدول المتقدمة، بالإضافة إلى مساعدة أي شخص يعاني من تكاليف الخدمة الصحية، حيث إن هذا الاختبار، لن يكلف مستخدمه أكثر من 50 سنتاً فقط للشريحة الواحدة، وهو الثمن الذي سيخفض أكثر بمجرد إنتاجها بشكل تجاري موسع، وقد نجحت هذه الشرائح بالفعل في الإمساك بالعلامات الكاشفة عن سرطان المبيض والملاريا، وهو المرض الذي قتل ما لا يقل عن 438 ألف شخص في العام الفائت فحسب.

إذا كنت تتساءل الآن عن المدة الزمنية التي تتطلبها هذه الشرائح لتكون في متناول يدك في المنزل، فعليك أن تعرف أولاً أنها تحتاج لكي ترخص لشركة تشخيص طبية تتبناها أولاً، ثم تجرى الاختبارات الإكلينيكية في غضون ثلاث سنوات، الوقت ما يزال مبكراً بعض الشئ، لكن التعطش لها كبير وعاجل، في ظل الوضع السوداوي السائد في المناطق المعزولة عن الخدمات الطبية، وتسقط صريعة تحت رحمة المرض.