التصنيفات: تقنية

كيف ستكون المنازل الذكية في المستقبل؟

ظهرت فكرة الأشياء الذكية (SmartThings) للحياة جرّاء حادثة مؤسفة تمثلت بحدوث فيضان، فقبل حوالي أربع سنوات، كان مؤسس شركة  (Samsung SmartThings) ورئيسها التنفيذي (أليكس هواكينسون) غير متواجد في منزله الجبلي خلال فصل الشتاء، وخلال ذلك الوقت، انقطعت الكهرباء أثناء عاصفة، وتجمدت الأنابيب، لتعود وتغمر المنزل بالمياه عندما تدفقت بعد ارتفاع دراجات الحرارة.

بحلول الوقت الذي حل فيه الربيع، كانت غرفة المعيشة والطابق الأول من المنزل عبارة عن حوض للسباحة، وبينما كان (هواكينسون) وزوجته في خضم إصلاح الأضرار، لاحظ (هواكينسون) أن زوجته تقوم بتحميل كتاب رقمي على القارئ الإلكتروني، وهنا أدرك أنه إذا كان يمكن تحميل كتاب من أي مكان من العالم تقريباً، فإنه يجب أن يكون هناك وسيلة تمكنه من التحقق من منزله من أي مكان من العالم كذلك، فلو كان يمتلك مثل هذه الوسيلة، لكان بالإمكان تفادي الضرر الذي لحق بالمنزل بسهولة.

بعد فترة وجيزة من ترواد هذه الفكرة لعقل (هواكينسون)، ولد ما يدعى بـ(SmartThings)، وهي منصة تسمح للمئات من الأجهزة الذكية (بدءاً من الإضاءة، لأقفال الأبواب، والكاميرات، وأنظمة الترفيه وكل شيء آخر) أن تكون متصلة من خلال موزع واحد، يمكن السيطرة عليه بسهولة باستخدام تطبيق ذكي واحد.

في السنوات التي تلت ذلك، استطاعت شركة (Samsung SmartThings) الوصول لابتكارات لا حصر لها للعيش في المنازل الذكية، من إنتاج أجهزة لها فوائد توفير الإطمئنان وأمان المنزل إلى وسال الراحة والترفيه، ومازال المستقبل يحمل العديد من الطرق المثيرة لمساعدة الأشخاص على الاستفادة من هذه المزايا القائمة، وتخصيص وتوسيع المنازل الذكية على أساس الحاجة الشخصية والتفضيلات المختلفة.

هناك العديد من الجوانب التوسعية والتخصصية التي يمكن إدخالها لجعل الأشياء في المنزل أكثر ذكاء بشكل يتناسب مع معظم المستخدمين، وعلى الرغم من أننا قد نعتقد بأن المنازل الذكية هي شيء ننتظر الوصول إليه في المستقبل، إلّا أن هناك الكثير من التكنولوجيات الذكية التي توجد حالياً في منازلنا، فالآن، يمكننا إعداد أضواء السلالم لتعمل بقدرة 10%، لنتمكن وأطفالنا من الرؤية بسهولة إذا ما احتجنا للذهاب لمكان ما أثناء الليل، كما يكمننا ضبط غلاية القهوة لتعمل آلياً في الوقت الذي نستيقظ فيه، ويمكننا كذلك تعيين نظام الأمان لدينا كي يرسل إخطارات فيديو إلى هواتفنا إذا ما تم الكشف عن أي حركة عند مدخل المنزل، ومن جانب آخر فقد وصل تقدم التكنولوجيا الحديثة إلى نقطة يمكننا معها الآن سيطرة على أجهزة التلفاز، والأضواء وحتى الحرارة من هاتفنا الذكي، وهذا مجرد غيض من فيض.

مازالت الابتكارات المستقبلية في مجال المنازل الذكية تتقدم من خلال المطورين من جميع المجالات، بالإضافة إلى مدخلات المستهلكين، فمجتمع المطورين يعمل كاملاً لخلق التكامل بين الأجهزة الشخصية والمجالات مثل الأمن، والترفيه، واستخدام الطاقة وعدد كبير من الأشياء الأخرى، في حين يزود المستهلكون هذا المجال بالإدخالات (والتي غالباً ما تكون عن طريق وسائل الاعلام الاجتماعية) حول الميزات التي يريدون رؤيتها في نظام المنازل الذكية، لذلك يبدو مستقبل المنازل الذكية مشرقاً جداً ومثيراً، فهناك إمكانات لا نهاية لها للاستخدامات والابتكارات الجديدة.

وهنا إليكم بعض من التقنيات المنزلية المستقبلية التي يجب أن يعرف الجميع عنها:

الروبوتات الآلية

على الرغم من أننا ما زلنا بعيدين عن الحصول على روبوتات ذات أشكال بشرية كاملة المواصفات يمكن أن تعمل بحرية، فإن الروبوتات الآلية موجودة بالفعل، وتستخدم في الكثير من المنازل اليوم، فقد تم تصميم أجهزة مثل (iRobot) و(Neato) لتتنقل بطريقة مستقلة حول المنزل وتنظف الأرضيات، ولكن لا تنزعج، فقد قام علماء ألمانيون بالكشف مؤخراً عن نموذج لروبوت يقوم بأعمال أكبر من مجرد تنظيف الأرضيات، فالجهاز الذي يمتلك يداً واحدة وثلاثة أصابع يمكنه رفع الأشياء، وترتيبها، وتشغيل مختلف أنواع الآلات وحتى تقديم المشروبات للضيوف، كما أن نظام الاستشعار المتكامل يمنع الروبوت من الإمساك بقوة بذراع إنسان، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن التحكم فيه عن طريق شاشة لمس موجودة عليه، على الرغم من أنه يستجيب أيضاً للأوامر الصوتية، وسيستجيب أيضاً إلى بعض الإيماءات المبرمجة.

الأجهزة الذكية

مع ازديات تجهيزات الذكاء  سنبدأ جميعاً بإدراك فوائد امتلاك الأجهزة الذكية، فمثلاً تخيل ثلاجة تجهز لك كوب ماء لطيف عند دخولك إلى المطبخ من خلال أمر مباشرة من هاتفك المحمول، وحالياً يمكنك ببساطة أن تشتري بالفعل ثلاجات وغسالات ومجففات وغيرها من الأجهزة المزودة بشاشة تعمل باللمس ومجموعة من أجهزة الاستشعار، وهناك عدد قليل منهم قادرة على إنشاء اتصال بينها وبين الإنترنت مما يسمح لك بتثبيت واستخدام تطبيقات مباشرة من جهازك المحمول للتحكم بها.

المثير حول فكرة الأجهزة الذكية هو أنها سوف تصبح تدريجياً أكثر ملاءمة لك من خلال تعلمها لاختياراتك وجعل حياة أسهل، وذلك على الرغم من أن هذا يطرح بعض الأسئلة حول المعلومات التي قد تحصل عليها بعض الشركات من خلال ذلك، كالوقت الذي تتناول فيه طعامك كل يوم وأشياء من هذا القبيل.

التحكم في الإضاءة

تشغيل المصباح أو الضوء من خلال محوّل مثبت على الجدار أصبح أمراً قديماً الآن، فقد أصبح بالإمكان التحكم بالأضواء من خلال الأجهزة الخليوية، ولوحات الشاشات التي تعمل باللمس أو النظام الآلي، فـ(NEST) مثلاً، وهو منظم ذكي للحرارة، يمكن أن تتم برمجته لتشغيل الأضواء في منزلك وتبريد الهواء في الداخل بمجرد العودة من عطلتك، فتخيل أن تكون قادراً على برمجة نظامك بحيث يقوم بتشغيل الأضواء في أوقات مختلفة من النهار أو الليل.

الجدير بالذكر أنه بالرغم من أن أنظمة التحكم المتقدمة بالإضاءة قد أصبحت أكثر شيوعاً، إلّا أن الكثيرين يأملون بأن تصبح هذه التكنولوجيا قريباً ميزة قياسية في المنازل الجديدة.

التحكم بالطاقة أو تكنولوجيا كفاءة الطاقة

يمكن للسيارة أن تخبرك عندما تصبح بحاجة لتغيير الزيت، فلماذا لا يؤمن لك منزلك معلومات من هذا القبيل؟ أشياء مثل وحدة لتكييف الهواء يمكنها أن ترسل لك تنبيهات عندما يحتاج فلتر الهواء إلى التغيير، أو ما هو أفضل، نظام للطاقة يمكن أن يخبرك بأنك تتعدى ميزانيتك المخصصة للكهرباء لهذا الشهر، في الحقيقة، فقد قامت شركة تدعى (Powerhouse Dynamics) وهي شركة يقع مقرها في ولاية ماين، بكشف النقاب عن برنامج لإدارة الطاقة في المنزل بالكامل، يدعى (Total Home Energy Management)، حيث أنه يتابع استهلاك الطاقة في المنزل، والتكاليف والانبعاثات الكربونية المرتبطة بذلك في الدقيقة، من أجل السماح لمالكي المنازل بتحسين إدارة استخدامها، كما أن بإمكانه أيضاً تحليل الأجهزة والمعدات المستخدمة في المنزل وإخبار أصحابها عندما يحتاجون لاستبدالها بمنتجات أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، وعلاوة على ذلك، فإن هذا البرنامج يجري تعديله باستمرار لإضافة وظائف جديدة كي يصبح النظام أكثر فائدة.

المراحيض الذكية

قد يبدو من السخيف بعض الشيء أن يصبح المكان الذي تقوم فيه بقضاء الحاجة “أكثر ذكاء”، ولكن ذلك يحدث بالفعل، فهناك مراحيض في اليابان ستقوم بإجراء تحليل للبول بعد قضاء الأشخاص لحاجتهم فيها، ثم تقوم بإبلاغهم ما إذا كانوا يعانون من مرض السكري أو حتى معرضين لخطر الإصابة به، لذلك يبدو بأن واحدة من الاستخدامات الرئيسية للمراحيض الذكية، ستكون الحفاظ على صحتنا، وهذا يجعل الأمر أكثر منطقية عندما تفكر به، حيث يمكنك أن تعرف الكثير عن جسمك عن طريق تحليل البراز والبول، لذلك قد تكون المراحيض قريباً قادرة على أن تخبر النساء بأنهن حوامل عن طريق تحليل البول، أو أن شخصاً ما يعاني من سرطان القولون عن طريق تحليل البراز.

بالطبع، فإن الميزات الذكية الأخرى مثل نظام تلطيف الرائحة الآلي وأنظمة التنظيف، أو تسخين المقاعد ستكون أيضاً مفيدة جداً، وخصوصاً الأخيرة، لأنه لا يوجد أحد يرغب بالجلوس على مقعد مرحاض بارد.

على الرغم من أنه قد يكون مبالغ به قليلاً، ولكن مقعد المرحاض (نومي كولر) يعتبر واحد من أكثر مقاعد المراحيض تقدماً و”ذكاءً” في الأسواق، فهو يتضمن مدفّئاً للأقدام، ونظام تسخين للمقعد ومزيل للروائح ومجفف هواء ونظام شطف، وبالطبع لوحة لمس مضيئة تدعم تشغيل موسيقى الـ(MP3)، وبهذا يمكنك الاستماع إلى الموسيقى أثناء قضاء حاجتك.

أجهزة مركزية للترفيه

ستشمل المنازل في المستقبل على نظام ترفيه أكثر مركزية مصمم لتوفير الراحة والمتعة، على سبيل المثال، فقد حان الوقت للتخلص من الوسائل الموصولة بالكابلات والانتقال إلى تركيب شبكة إيثرنت مغلقة في المنازل الجديدة، وهذا سيحدث قريباً، ليس علينا سوى الانتظار، وبالإضافة إلى ذلك، سوف تصبح أجهزة التحكم عن بعد عن طريق الهاتف الذكي والأجهزة اللوحية أكثر شيوعاً مع ظهور التكنولوجيات الجديدة.

الشبكات المغلقة والخاصة

فقط توقف لحظة للنظر إلى عدد الأجهزة التي تم تصميمها للاستخدام  باتصال إنترنت نشط، وهذه القائمة من شأنها أن تتوسع لتشمل مجموعة من الأجهزة والأدوات، وأنظمة المراقبة المنزلية، وأكثر من ذلك بكثير.

ستشمل المنازل في المستقبل إمكانية الوصول إلى شبكة مغلقة وخاصة لربط جميع الأجهزة التي فيها معاً والسماح لها بالاتصال فيما بينها، وهذه الشبكة ستكون موصولة مباشرة مع نظام أمن شخصي للمنزل يمكن استخدامه مع الشبكة الخاصة، مثل هذه البرامج ستمتلك نظام تعرف على الوجه وتسمح لأصحاب المنازل بالدخول بدون مفتاح إلى المنزل أو الشبكة، كما سيسمح نظام مراقبة الدائرة التلفزيونية (CCTV) لأصحاب المنزل بالدخول عن بعد والتحقق من حالة منزلهم أثناء وجودهم خارجه.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير