التصنيفات: فضاء

كيف تموت التلسكوبات الفضائية؟

سيكون من الجميل أن نفكر بأنه عندما تصبح التلسكوبات قديمة جداً، فإنه يتم إرسالها إلى مزرعة لطيفة خارج المدينة حيث يمكنها قضاء أيامها وهي تحدق في المشاهد الطبيعية، ولكن للأسف، فإن الواقع هو أكثر قسوة بكثير، وأحياناً، قاسٍ للغاية، ولكن هذا لا يعني أن جميع التلسكوبات التي عفا عليها الزمن يتم حرقها في الغلاف الجوي، -على الرغم من أننا إن أردنا أن نكون منصفين، فإن بعضها يتم بالفعل إحراقه في الغلاف الجوي للأرض.

فعلى سبيل المثال، كانت ناسا قد جهزت تلسكوب فيرمي الفضائي لأشعة غاما بنافثات دافعة من شأنها أن تسرّع خروجه من المدار سامحة بحدوث عملية الحرق الفضاء بعد أن ينتهي عمله، ولكن إذا ما نظرنا إلى تلسكوب وايز (WISE) –وهو اختصار لمستكشف الأشعة تحت الحمراء عريض الحقل- الذي كان يساعد الباحثين في قياس الكويكبات والمذنبات من خلال الصور التي يأخذها، والذي رصد خلال مهمته الأولية بين عامي 2010-2011 حوالي 158,000 كوكباً صغيراً، فقد اعتقد العلماء بأنه يستحق أن يأخذ راحته بطريقة جيدة، ولذلك تقرر إرساله في سبات عميق في عام 2011.

ولكن مع ذلك، وفي عام 2013، قرر الباحثون أن الوقت قد حان لإعادة تشغيل التلسكوب مرة أخرى، وقد تم إخراج (WISE) من سباته وإعادة تسميته بـ(NEOWISE)، ولكن بدلاً من صيد الكواكب، تقرر إرسال (NEOWISE) في مهمة تمتد على فترة ثلاث سنوات لكشف وقياس “الأجسام القريبة من الأرض، وفي غضون أيام من عودته إلى العمل، استطاع (NEOWISE) العثور على جسم قريب من الأرض يحتمل أن يكون خطراً.

حتى التلسكوبات التي تعطلت يمكن أن تحصل على حياة جديدة بعد أن تنتهي مهمتها، تماماً مثل (دونالد ترامب) و(والت ديزني) و(هنري فورد)، يمكن للتلسكوبات الفضائية أن تخرج من الفشل المهني إلى الإزدهار مرة أخرى، فمثلاً، اعتبر تلسكوب الفضاء كبلر بأنه قطعة خردة ميؤوس منها بعد أن تعطلت إحدى عجلات الاستقرار لديه، ولم يعد بمقدوره البحث عن الكواكب التي تدور حول النجوم البعيدة، حيث لم يعد بمقدوره توجيه نظره إلى مكان واحد دون أن يهتز.

ولكن لم يردع ذلك العلماء، فبعد كل شيء، هناك الكثير من الدراسات التي يمكن إجراؤها على الفضاء غير الكواكب، ومع سعره الذي وصل إلى 600 مليون دولار، قرروا أنه قد يكون من اللطيف لو استطاعوا استغلال تلسكوب كبلر القديم  أكثر من ذلك بقليل، لذلك في حزيران/ يونيو من عام 2014، تم توكيل كبلر بمهمة أخرى أطلق عليها اسم (K2)، حيث استطاع المهندسون الوصول إلى وسيلة لاستخدام أشعة الشمس للمساعدة على استقرار المركبة الفضائية والبحث باستخدامها في مجالات جديدة.

أخيراً، تجدر الإشارة إلى أن السبب الأكبر في موت التلسكوبات هو نقص التمويل، لذلك دعونا نتأمل أن يقرر الكونجرس الأمريكي إنفاق المزيد من الأموال على مشاريع تساهم في الوصول إلى المزيد من الاكتشافات.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير