تقنية

كلاب تطير؟ طائرات بدون طيار “تشم” أسلحة الحرب الكيماوية

يوماً بعد يوم تثبت الطائرات دون طيار لنا كفاءتها في المواقف الخطيرة التي نخاف أن نعرض أنفسنا لها، مثل مراقبة أسماك القرش، أو المناجم أو تسرب غاز الميثان، لكن الشئ الجديد، هو ما قام به فريق من مركز “إيدجوود” التابع للجيش الأمريكي، عندما ابتكر طائرات دون طيار تستطيع “شم” المواد الكيماوية والبيولوجية، هذا يعني أنها قد ترصد حدوث حرب بيولوجية أو وجود أسلحة كيماوية بشكل مبكر.

كيف تشم هذه الطائرات الخطر القادم؟

الابتكار أعلن عنه في منافسة S/K التي يعقدها الجيش الأمريكي بشكل سنوي، ويسمح لمنظمات ووكالات مختلفة باختبار التكنولوجيا الكاشفة للمواد الكيماوية والبيولوجية الخاصة بهم، وذلك بإطلاق غيوم من مواد مثيرة محاكية، في بيئات مضبوطة على خيارات معينة.

في المنافسة التي عقدت هذه السنة منذ يوم 15 أغسطس حتى 26، قام الفريق بعرض طائرة دون طيار سموها Deep Purple، والتي صنعوها من أجزاء مخصوصة وأخرى تجارية، بالإضافة إلى جهاز متحرك يمشي على الأرض بشكل ذاتي دون الحاجة لقائد بشري، سموه باسم الجهاز الكاشف. الاختبارات تجري في الوقت الذي يتراوح بين 11 ليلاً و الخامسة فجراً، للاستفادة من كون الرياح والجو أهدأ بالليل، ما حدث هو أنه تم إطلاق مادة محاكية في الجو قريباً من حقل الاختبار، ثم تم إطلاق الطائرات دون طيار، لكي يروا ما إن كانت ستستطيع كشف المادة والتعرف عليها بفضل مستشعراتها أم لا.

المستشعرات الموجودة كانت من نوعين متخصصين في كشف التهديدات البيولوجية الموجودة في الهواء، وقد تم تعبأتهما في حاويات على شكل “الترموس”، ثم تم تثبيتها على الجهاز الكاشف السائر على الأرض، وفي أسفل الطائرة دون طيار، أما عن هيكل الطائرة، فهو لم يصنع من ألياف الكربون، وإنما تمت صناعته من لوحات دارات مطبوعة، يقول الفريق إنها تسمح بإقامة اتصالات بشكل مباشر مع الجنود الموجودين على الأرض أو المراقبين، على مسافات تصل إلى ميلين (3.2 كيلومتر)، هذه البيانات يجمعها الجهاز المتحرك، ثم يرسلها إلى نظام بيانات تشاركي.

المسابقة كشفت المميزات .. والعيوب أيضاً

الفريق قال إن جعل مكونات النظام جميعها تستطيع فهم بعضها البعض، كان تحدٍ كبير وصعب، لكن ما ساعدهم في اجتياز الأمر كان بعض الأكواد الإبداعية، وفي النهاية، قامت الاختبارات بكشف بعض نقاط الضعف في النظام، وهو الشئ الذي يمكن أن يركز عليه الفريق ويعدله قبل منافسة العام المقبل.

قائد الفريق، السيد آلان صامويل، قال إن المستشعرات المثبتة على الطائرة أبلت بلاء حسناً، في كشف المواد المحاكية، لكن المشكلة إن مستشعر المواد البيولوجية، ضخم جداً ولا يمكن أن يثبت على الطائرة، وإنما فقط على الجهاز الكاشف المتحرك على الأرض، يجب تصغيرها كي تناسب الطائرات.

المسابقة  كانت في صالح هذه الطائرات الجديدة، لأنها كشفت أن العمل يسير على ما يرام، وفي الوقت ذاته كشفت نقاط الضعف التي يجب عليهم تطويرها، لهذا سوف يأتوا في السنة القادمة وقد بنوا ما تعلموه هذه السنة.