الصحة الجيدة

كأن شيئاً لم يحدث لأسنانك .. حشو جديد ينمو مثل الأطفال

تشعر بأن الكابوس بدأ بمجرد الإحساس بألم في الأسنان، لأن هذا يعني أن عليك أن تحجز ميعاداً قريباً عند الطبيب، كما يعني أن عليك أن تتحمل الكثير من الحفر، ودفع المال كذلك، هذا كافٍ لفهم السبب الذي جعل هذا الاختراع يفوز بجائزة مسابقة للابتكارات، عندما أعلن فريق علماء عن تمكنه من ابتكار حشو يجعل الأسنان تنمو ثانية، مثل الأطفال، وكأن شيئاً لم يكن !

ابتكار يستحق الفوز في المسابقة

الفريق المكون من علماء من جامعة نوتنغهام وهارفارد، قاموا بعرض ابتكارهم في مسابقة التكنولوجيا الناشئة Emerging Technologies Competition لعام 2016، وأدهشوا المحكمين والحضور، ولهذا فازوا بجدارة بالجائزة الثانية في قسم المواد، بعد أن قاموا بعرض مادة لحشو الأسنان مطعّمة بالخلايا الجذعية، لأنها تقوم بتشجيع نمو المواد المكونة للأسنان مثل اللب الداخلي والعاج، ويتم حشوها بنفس الطريقة التقليدية لحشو التجاويف في الأسنان، إلا إن أهم اختلاف هو أن الحفر يكون في أقل صوره الممكنة.

لماذا يهزم كل أنواع الحشو الحالية بالضربة القاضية؟

أنواع الحشو الحالية ليست متوافقة مع اللب الموجود داخل السن، كما إنها تتطلب حفراً واسع النطاق لإزالة الأجزاء التالفة من الأسنان بدل إصلاحها، وبمجرد إزالة الجزء التالف، يتم تغطيتها بالحشو لمنع المزيد من النخر والضرر، لهذا فإن الأمر أشبه بأن توقف الخسارة فحسب، دون أن تملك قدرة التعويض.

لكن هذا الحشو مختلف تماماً، فقد صمم ليكون على اتصال مباشر بلب الأسنان الذي يتعرض للانكشاف عندما يحدث النخر، وبمجرد أن يتم وضعه في مكانه الصحيح ويحدث تماس، تقوم المادة الحيوية بعمل تحفيز للخلايا الجذعية، لتقوم بإعادة تجديد أنسجة اللب والعاج التالفة، وبهذه الطريقة فإن السن المدمر ينمو من جديد مثل الأطفال، بدل أن نزيله.

متى سيصل هذا الحشو إلى أسناني؟

الفريق يأمل الآن بالحصول على شراكات مع المصانع لنقل هذا الابتكار من المختبرات إلى عيادات أطباء الأسنان في كل مكان في العالم، وقد صرح الباحث كايل فايننج من معهد ويس في جامعة هارفارد لمجلة “النيوزويك”، أن هذه المادة الحيوية الواعدة تشعر الفريق بالحماسة الكبيرة لإدخال الطب التجديدي في ترميم الأسنان، والحقيقة أن حماستنا ربما تكون أكبر، بمجرد التفكير في أن خسارتنا للأسنان لن تكون نهائية ومحبطة بالقدر الذي هي عليه الآن، لأنها سوف تنمو من جديد مثل نبات قطعت زهرة منه، لكنه يصر على الحياة ثانية.