طلاء جديد يحافظ على سيارتك باردة في أشد الأجواء حرارة

عادة ما يقوم البنائون بطلي الأسطح المعدنية للمباني بالأبيض، لأنها تمتص حرارة أقل، وبالتالي يوفرون تكلفة وعملاً إضافياً من المكيفات، لكن يبدو أن هذا الأمر سوف يتغير تماماً بعد هذا الابتكار الجديد: الطلاء الزجاجي.
العلماء قاموا بابتكار طلاء زجاجي يستطيع أن يسبب ارتداد الشمس عن الأسطح المعدنية، مثل سطح البيت أو الهاتف المحمول أو السيارة، وهذه خطوة عظيمة، فالشمس تسبب حدوث سخونية في بعض الأسطح لدرجة أن الناس يعجزون عن استخدامها.
الطلاء الجديد لديه ميزة أخرى رائعة، فبما أنه غير عضوي كلياً، مكون من السيليكا التي تعد العنصر الأساسي في تكوين الزجاج، والسيليكون المطاط، فهو لا يتحلل في ضوء الأشعة فوق البنفسجية، كما أنه يمكن أن يستديم أطول من الطلاءات لأخرى التقليدية.
وقال جايسون بينكوسكي، العالم في جامعة جون هوبكينز للفيزياء التقليدية، أن الأمر أشبه بوضع صخرة على سطح معدنك، لن يستمر لعشر سنين فقط، بل لمئات السنين، وقد قدم عمل فريقه هذا في مؤتمر للجمعية الأمريكية للكيمياء في بوسطن.
الطلاء يبدو شيئاً شائعا ولا ابتكار فيه، لكن الكثير من المنتجات التي لا نعرفها قامت بذلك، فطلاء Air Pure يقوم بإزالة الملوثات الموجودة في بيتك بما فيها الفورمالدهايد، كما أن طلاء Boysen KNOxOUT يستطيع أن يمتص أكسيد النيتروجين المسبب للضباب من الجو، حتى الطلاء الأبيض الأكثر شيوعاً في تغطية أسطح المنازل، يوجد منه نوع تابع لشركة تسمى White Roof Project يخفض استهلاك الطاقة في الصيف بمقدار 10 إلى 40 بالمئة.
بشكل عام، فإن الباحثين يتفقون على فائدة الطلاء الأبيض، بالضبط مثل ارتداء ألوان فاتحة في الصيف كي تبقيك بارداً، فالسطح العاكس يمكن أن تبقى درجة حرارته أخفض بمقدار 50 فهرنهايت من القطران التقليدي، ومع ذلك فقد جاءت دراسة السنة الماضية قالت بأن الأسطح البيضاء موفرة بنسبة أقل في المناطق الشمالية عنها في الجنوبية، وأن الجغرافيا تصنع فرقاً.
وقال بينكوسكي أن الطلاء الأبيض بحد ذاته يقوم بعمل جيد، فهو يعكس 90 بالمئة من طاقة الشمس، لكن ما وجدته الأبحاث أنه إن كان مصنوعاً من السيليكا فهو يختلف في أدائه عما إن كان مصنوعاً من البوليمرات، فالطلاء الأبيض المصنوع من البوليمرات بعد ثلاث سنين من التعرض للأشعة فوق البنفسجية يمتص ضعف الطاقة الشمسية التي كان يمتصها وهو ما يزال جديداً، أما هذا الطلاء الزجاجي فهو يعكس أشعة الشمس على مدى عشرات السنين ويحافظ على الأسطح المعدنية باردة، وهو ما يبطئ التآكل.
هدف الطلاء الزجاجي الجديد لم يكن توفير الطاقة في المنازل منذ البداية، وإنما كي يطيل عمر السفن البحرية، ولذلك قام مكتب أبحاث الصناعات البحرية في الولايات المتحدة بتمويل هذا البحث.
السؤال الآن هو: هل يمكن أن يفيد هذا الطلاء الأسطح غير المعدنية؟ لا نستطيع أن نعرف ما لم نجرب، لكن بينكوسكي يتوقع أن تعمل جيداً على أسطح السيراميك مثل الزجاج والخرسانة والصخور، بل وحتى الألياف الزجاجية والأسطح المطلية سابقاً بالطلاء العادي المصنوع من البوليمرات، كما يقول إن الاختبارات العملية لطلائه سوف تبدأ في غضون السنتين المقبلتين، مضيفاً إن الأمر سوف يستغرق خمس سنين لتسويق المنتج تجارياً، وهو يتوقع أن فكرة دعم البحرية الأمريكية لأبحاثه سوف يعزز فرص تسويقه.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير