التصنيفات: بيئة ومناختقنية

سيارة هوندا تشحن في 3 دقائق وتطلق بخار بدل العوادم

حين نكون عالقين في صف طويل لمدة نصف ساعة للحصول على البنزين أو الغاز للسيارة، فإننا ننظر إلى الصف الطويل متمنين لو كانت هذه السيارات تشحن في دقائق، بدل هذا الوقت الضائع، لكنها تنضم إلى الأمنيات المستحيلة، مع أمنية ألا تخرج السيارات كل هذه العوادم وتخنقنا، والتي تفكر فيها وأنت لا تتوقف عن الكحة، لكن “هوندا” قررت أن هذا غير مستحيل، وهذا ما سوف نراه بأعيننا في مارس القادم عام 2016، بعد أشهر قليلة فقط.
فبعد ثلاثة عقود كاملة من البحث والتطوير، أعلنت “هوندا” أخيراً عن سيارتها الهيدروجينية الجديدة، في ظل الاتجاه السائد حالياً من شركات السيارات بالتحول لمصادر الطاقة النظيفة، فقد قامت شركة “تيسلا” أيضاً بإطلاق سيارتها الأخيرة Model X، وهي سيارة كهربائية يمكنها أن تنتقل من سرعة صفر إلى 100 كيلومتر في الساعة في غضون 3.2 ثانية فقط، كما قيل إن المملكة المتحدة تقوم باختبار تكنولوجيا جديدة تسمح للشوارع بشحن السيارات الكهربية بشكل مباشر، وفي الهند، حيث أعلنت شركة “تاتا موتورز” عن سيارة Airpod التي يمكنها أن تعمل بقوة الهواء فقط !
ابتكار شركة هوندا الجديد هو في سيارة FCV Clarity ذات صالون الخمس مقاعد، والتي تعمل على وقود الهيدروجين، وتبث بخار الماء بدلاً من عوادم السيارات السيئة، وتستطيع هذه السيارة الهيدروجينية أن تسافر لـ700 كيلومتراً بمرة الشحن الواحدة، وهذا الأمر يبدو مدهشاً جداً إذا قارنته بمقدرة سيارة تيسلا الأخيرة التي لا تتجاوز 400 كيلومتراً، وسوف يبلغ سعر السيارة تقريباً 63 ألف دولار، وهو الثمن الذي يعد في مقدور المشتري العادي.
في الواقع، هذه ليست السيارة الهيدروجينية الأولى التي تنتجها هوندا، فقد كانت هناك نسخة مبكرة قبل ذلك في
2008، لكن، لم تبع الشركة منها إلا 72 نسخة، وبسعر بلغ 10 أضعاف الموديل الحالي، وقد قال توشيهيرو ميبي مدير التشغيل في هوندا لوكالة رويترز خلال معرض طوكيو للسيارات أنهم يريدون أن تكون هذه السيارة هي التي توقد الشعلة الأولى للـ”مجتمع الهيدروجيني”.
أحد الأشياء المثيرة للاهتمام بشأن النموذج الجديد هو مراقبة الفرق الواسع بينه وبين النموذج الأقدم، فهو لم يشمل السعر الذي كان عشر أضعاف فقط، وإنما القوة التي بلغت 30 بالمئة أكثر، وفوق هذا، فقد كان مكدس خلايا الوقود الهيدروجيني في السابق ضخماً لدرجة أنه لم يكن يترك مساحة كافية للسائق كي يجلس بارتياح، وقد قال نيك جاينس: “لقد كانت خلايا الوقود كبيرة إلى درجة استلزمت وضعها في مكان آخر في السيارة، كما هو الحال في ميراي تويوتا، التي وضع فيها مكدس خلايا الوقود في منتصف السيارة، مقتطعاً من المساحة الداخلية لها”، في المقابل، فإن خلايا الوقود في النموذج الجديد أصغر من السابقة بـ33%، وتأخذ نفس المساحة التي يشغلها محرك السيارة.
الطريقة التي تعمل بها السيارة الهيدروجينية مثيرة للغاية، وتتضمن تحفة هندسية مبتكرة، فخلايا الوقود تقوم بتحويل غاز الهيدروجين إلى كهرباء، ثم تستخدم الكهرباء الناتجة في إمداد المحرك بالطاقة ليحرك السيارة عن طريق بطارية ليثيوم أيونية، وقد قال جاينيس: “فكر في سيارة كهربية يمكنك إعادة شحنها في 3 دقائق، وتطلق بخار الماء بدل العوادم !”.
كل هذا يبدو مريحاً ومناسباً جداً لكن علينا أن نتريث، فلازالت هناك بعض المشاكل، أهمها أنه لا يوجد أحد بعد يستخدم السيارات الهيدروجينية، ولذلك فلا يوجد محطات وقود بعد متوفرة، وسوف يتعين على “هوندا” لهذا السبب أن تجد طريقة لإقناع الناس ببدء استخدام منتجاتها وكذلك تسهيل إعادة شحنها عندما يحتاجون إلى ذلك.
إحدى الأفكار التي كانت هوندا بصددها لحل ذلك هي تطوير محطة هيدروجينية ذكية للاستخدام الشخصي، وهي بالأساس محطة للتزويد بالوقود يستطيع العملاء أن يركبوها في منازلهم، وبالتالي لن يحتاجوا في هذه الحالة إلى البحث عن محطة وقود كما يحدث في العادة، ومع إنها تبدو فكرة جيدة، لكنها ما تزال بعيدة عن الواقع، فقد قال موقع فوربس أنه لا توجد معلومات عن الوقت الذي ستصبح فيه هذه الفكرة متاحة، لكن، إذا تحققت فعلاً فسوف تكون قفزة عظيمة لتسريع اعتماد السيارات التي تعمل بخلايا الوقود.
سوف يكون ترقب الذي تأتي به هوندا في النهاية ممتعاً حقاً، وكذلك مراقبة ردود فعل الجمهور على ابتكارها هذا، وفي كل الأحوال، فقد اتخذت هوندا خطوتها العظيمة بالفعل نحو سيارات معتمدة على الطاقة الخضراء، فأهم شئ هو جعل البيئة آمنة، ولا سبيل لذلك إلا بإيجاد طرق لتقليل تلوث الهواء الذي يقتل أكثر من 3 ملايين شخصاً كل سنة.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير