سمنتة الآبار النفطية هي عبارة عن عملية ضخ السائل الإسمنتي (ماء + اسمنت ) من داخل مواسير التغليف ثم إزاحته إلى الفراغ الحلقي أي أننا نقوم باستبدال سائل الحفر الموجود في الفراغ الحلقي بسائل إسمنتي والذي يتصلب بعد فترة زمنية معينة مشكلاً حول مواسير التغليف ما يسمى بالحجر الإسمنتي .
ويمكن تلخيص أهمية عملية سمنتة الآبار النفطية بالنسبة للبئر الغازي بالنقاط التالية:
حيث تعزل العمليات الإسمنتية الطبقات الجيولوجية عن بعضها البعض وهي الوظيفة الأهم لعمليات سمنتة الآبار النفطية حيث تمنع اختلاط الموائع المتواجدة فيها وعدم انتقالها من المناطق ذات الضغط المرتفع إلى المناطق ذات الضغط المنخفض وتحقق عازليه جيدة للطبقات المنتجة عن بقية الطبقات الأخرى الأمر الذي يسهل استثمارها على مراحل .
من التأثير التآكلي بفعل المياه الطبقية المالحة أو سائل الحفر الذي دخل الطبقة أو بقي خلف مواسير التغليف أو بفعل الموائع الطبقية الحامضية (SO4— CO2,CO, NO3–, ) .
حيث تبعد عمليات الاسمنت تأثير سائل الحفر أو فاقد الرشح عن الطبقات التي تتأثر ثبوتيتها بالماء (غضار, ملح ) وبذلك تثبت عمليات الاسمنت هذه الطبقات وتمنعها من الانهيار وبالتالي تحمي مواسير التغليف من الضغط الخارجي الناتج عن التهدم والآثار السلبية التي قد تتبع ذلك .
من خلال تشكيل رابطة مقاومة بين السطح الخارجي للمواسير والجدران الصخرية للبئر .
يعتبر الاسمنت المستخدم في سمنتة الآبار النفطية المادة الرئيسية في عملية سمنتة الآبار النفطية وهو عبارة عن مسحوق ناعم جداً تتراوح أبعاده بين (150 – 10) ميكرون. وهو مكون من مزج عدة مواد مطحونة ذات تركيب معدني معين, ويتصف بخاصية التصلب(التحول إلى حجر) عند مزجه مع الماء. وينتج الاسمنت من حرق خليط من الجير (الطباشير والحجر الجيري ) والغضار إلى درجة حرارة تحميص المكونات الداخلة في تركيبه أي حوالي (1450 CO) بعد ذلك تتم عملية طحنه إلى أبعاده المحددة . وهنالك تصنيفات متعددة للاسمنت ولكن بشكل عام يؤخذ تصنيف المعهد الأمريكي بالاعتبار في أغلب الأحيان .
حيث يصنف المعهد الأمريكي للنفط الاسمنت إلى الأنواع التالية والتي حددت فيه خواصه الفيزيائية والكيميائية وفقاً لعمق البئر وهذه الأنواع هي:
(A,B,C,D,E,F,G,H) .
وهو النوع المستخدم في سمنتة الآبار الغازية فإنه يتشكل من حجر كلسي و غضار و أحياناً أكاسيد الحديد والألمنيوم والتي تخلط مع بعضها البعض وتسخن إلى درجة الحرارة المطلوبة ضمن فرن دوار. ويتشكل من المكونات التالية :
وهي عبارة عن المادة الرئيسية التي تؤمن للاسمنت قوته وصلابته ,حيث يتهدرج هذا المركب ببطئ ليعطي الاسمنت الصلابة المطلوبة .ويرمز له بالرمز (C3S) وتكون نسبته في الاسمنت حوالي (5 -25)%.
حيث يسرع هذا المركب هدرجة الاسمنت كما يتحكم بزمن التخثر (زمن الشك الابتدائي) ويرمز له بالرمز (C3A) وتكون نسبته في الاسمنت حوالي 10%.
ويؤمن هذا المركب حرارة هدرجة قليلة ويرمز له بالرمز (C4AF) ) وتكون نسبته في الاسمنت حوالي 10%.وبالتالي فإن التأثير الذي نحصل عليه لهذه المواد يجعلنا قادرين على تطوير الاسمنت من أجل تطبيقات متعددة تلبي احتياجات الصناعة النفطية .
ندرس فيما يلي أهم خواص السوائل الإسمنتية :
يمكن زيادة الوزن النوعي بتخفيض النسبة W/C أو بإضافة مواد مثقلة كالبارايت و أكاسيد الرصاص والهيماتيت ويمكن إنقاصه بزيادة النسبة W/C أو بإضافة بنتونايت ( البيلون )
تحدد خاصية السيولة مقدرة السائل الإسمنتي على الحركة خلال فترة زمنية محددة وتعين بواسطة قمع مخروطي سعته 120 Cm3مفتوح عند قاعدتيه وسطحه الداخلي ناعم وغير قابل للصدأ .يوضع القمع فوق لوح زجاجي مثبت فوق ورقة تحوي دوائر مركزية تفصل بين كل دائرة و أخرى مسافة 5mm قطر الدائرة الداخلية 100 mm)) والخارجية 250mm .يملأ القمع بالسائل الإسمنتي حتى حافة قاعدته العلوية ثم يرفع القمع بهدوء وتكون السيولة الوسط الحسابي لقطري الدائرة المتشكلة الأعظمي و الأصغري. تعتمد قيمة السيولة على نسبة الماء إلى الاسمنت ودرجة نعومة المسحوق ونوعية مواد المعالجة .
يجب أن تكون لزوجة السائل الإسمنتي ضمن الحدود المعقولة والتي تمكننا من ضخه في البئر بسهولة ثم إزاحته إلى الفراغ الحلقي وذلك لان هذه اللزوجة تعتبر العنصر الرئيسي الذي يحدد نهاية إمكانية ضخ السائل الإسمنتي وبالتالي نهاية عملية السمنتة وهي تتعلق بنسبة الماء إلى الاسمنت والإضافات الأخرى والضغط ودرجة الحرارة .
لكي يقوم الحجر الإسمنتي بوظائفه في سمنتة الآبار النفطية يجب أن يتمتع بجملة من الخواص الهامة نستعرضها فيما يلي :
وهي السمة الثانية الهامة من خواص الحجر الإسمنتي وتحدد درجة عازلية الاسمنت للطبقات وبالتالي تقييم فعالية عملية سمنتة الآبار النفطية حيث يجب أن تكون نفوذية الحجر الإسمنتي صغيرة جداً أو معدومة وتقدر بواحدة mD وهي تعتمد على عدة عوامل :
إن تفاعل الاسمنت مع الماء يقلل من الحجم المطلق للاسمنت أو أن الماء باتحاده مع معادن الخبث الحراري يؤدي إلى نقص الحجم الظاهري (ظاهرة الانكماش ) وفي ظروف البئر ونتيجة ترشيح جزء من الماء في الطبقات المسامية يقلل حجم الطور السائل ويؤدي إلى انكماش الحجر الإسمنتي مما يؤدي إلى ظهور قنوات بين مواسير التغليف والحجر الإسمنتي والصخور .
إن ضمان العزل الجيد للمناطق المنتجة يتطلب استخدام سوائل إسمنتية تعطي حجراً لا ينكمش ويمكن للحجر الإسمنتي أن يولد تمدداً أو انكماشاً تحت تأثير عوامل مختلفة .
يعتمد قيام الحجر الإسمنتي بوظائفه العامة إلى حد كبير على مدى التصاقه مع مواسير التغليف و مع جدران البئر الصخرية ويجب العمل باستمرار للحصول على درجة التصاق عظمى .
تؤدي قوة الاحتكاك التي تتولد عند ضغط المعدن بالحجر الإسمنتي دوراً هاماً في زيادة درجة الالتصاق كما يمكن زيادة الالتصاق بزيادة اضطراب السائل الأسمنتي في الفراغ الحلقي .
هنالك مجموعة من الإضافات تمزج مع الخلطة الإسمنتية في سمنتة الآبار النفطية وذلك للأسباب التالية:
وفيما يلي نستعرض الإضافات المستخدمة في سمنتة الآبار النفطية :
من أهم هذه المواد البنتونايت ويستخدم بتركيز يصل إلى 25% من وزن الاسمنت وكلما ازدادت نسبة البنتونايت ازدادت لزوجة السائل الإسمنتي لذلك يلزم إضافة مواد مخفضة للزوجة عندما يكون تركيز البنتونايت اكبر من (6 %) .بالإضافة إلى دور البنتونايت في تخفيض الوزن النوعي للسائل الإسمنتي نتيجة امتصاصه كمية كبيرة من الماء وزيادة حجمه وبالتالي تناقص كلفة الاسمنت فانه يؤدي أيضا إلى تشكل حجر إسمنتي أكثر مرونة وغير قابل للتشقق عند التثقيب.
لكن إضافة البنتونايت في عملية سمنتة الآبار النفطية له مساوئ كثيرة أهمها
أفضلها البارايت حيث أن وزنه النوعي 4.33 gf/cm3 وكذلك أكاسيد الحديد مثل (Fe2Ti2O3) وهو أول أكسيد الحديد التيتاني ووزنه النوعي يتراوح بين gf/cm3(4.67-4.65) وهو خامل كيميائياً .
ويجب أن تتمتع المواد المضافة في سمنتة الآبار النفطية لزيادة الوزن النوعي ببعض الخواص ومنها :
وهي من أهم الإضافات المستعملة لسمنتة الآبار الغازية حيث انه عند سمنتة المجالات الحاوية على غازات طبقية فانه من الضروري إنقاص زمن بدء التصلب وذلك للتقليل من كمية الغازات التي تدخل في كتلة السائل الإسمنتي وتأثيرها السلبي على الحجر الإسمنتي الذي سيتشكل لاحقاً كما أن بعض العمليات الإسمنتية الخاصة تتطلب الإسراع في تصلب السائل الإسمنتي (السيطرة على مشكلة تسرب سائل الحفر في الطبقات , عزل المجال النفطي عن الماء ) لذا يعالج السائل الإسمنتي بمواد مسرعة للتصلب .
وتستعمل لهذا الغرض مركبات عديدة مثل كلور الكالسيوم (Cacl2) والملح الصخري (Nacl) وسيلكات الصوديوم (Na2SiO2) وأكسيد الصوديوم (Na2O)
عند سمنتة الآبار النفطية العميقة أو سمنتة الآبار النفطية ذات درجات الحرارة العالية فإنه يجب إبطاء عملية التصلب كي يتوفر الزمن الكافي لإيصال السائل الأسمنتي إلى الارتفاع المقرر له في الفراغ الحلقي . وتستخدم مركبات عديدة للتقليل من سرعة التصلب مثل :
إن زيادة قيمة فاقد الرشح للخلطة الإسمنتية في سمنتة الآبار النفطية تنقص حجمها وتزيد لزوجتها مما يتطلب ضغطاً عالياً لتحريكها خلف مواسير التغليف وهذا يؤدي إلى انهيار الطبقات الضعيفة وينتج عنه تهريب للسائل الإسمنتي .
كما أن زمن الشك يتناقص مع زيادة فاقد الرشح لذا تضاف مواد منظمة لفاقد الرشح بغية الحصول على خلطة إسمنتية متجانسة والمحافظة على أجزائها الصلبة بنسبة ثابتة إلى الماء وهذه المواد منها ما هو سائل (D-73 ) ومنها ما هو صلب (بودرة ) (D-60) و (CA-FL1) ومركب الاميدون (النشاء) C6H10O5H2Oومركب كربوكسي ميتيل السللوز الصودي NaCMC.عند إضافة (D-73) إلى الخلطة الإسمنتية يعطي لزوجة عالية للخلطة لذلك يجب إضافة مرقق (D-80) للحصول على تدفق اضطرابي
يتميز احتكاك السائل الإسمنتي مع السطوح التي تحتك معه بقيمته المرتفعة والتي تزداد بزيادة اللزوجة مما يتطلب معدات ضخ باستطاعات كبيرة لإيصالها إلى الفراغ الحلقي لذا يعالج السائل الإسمنتي بمواد تقلل من الاحتكاك بين ذرات الخلطة ومع جدران المواسير وجدران البئر مما يسهل عملية نقله ويزيد سيولة الخلطة ومن هذه المواد ما هو سائل مثل (D-80) ومنها ما هو صلب (D-65) و (G F R) ومركبات كبريتات الليغنن .
نتيجة لعمليات الخلط و إضافة بعض المواد الكيميائية تتشكل فقاعات هوائية (رغوة) في الخلطة الإسمنتية . مما يؤدي إلى عدم إعطاء الوزن النوعي الحقيقي للخلطة مع ازدياد احتمال دخول كميات كبيرة من الغازات الطبقية وما ينتج عن ذلك من تشكل حجر إسمنتي مسامي ونفوذي ذو مقاومة ميكانيكية ضعيفة لذا تضاف مواد مانعة للرغوة ومن هذه المواد ما هو سائل (D-74) و(C A -AFL) ومنها ما هو صلب (CA-AFP) .
تتأثر خواص كل من السائل الأسمنتي والحجر الذي يتشكل عن تجمده بشكل ملحوظ بالشروط الطبقية حيث ينقل السائل ,وفيما يلي ندرس تأثير هذه الشروط:
يتميز تأثير الضغط على عملية سمنتة الآبار النفطية بمحدوديته على عملية سمنتة الآبار النفطية إجمالا فهو يقلل من زمن تكاثف السائل الأسمنتي والزمن الذي يبدأ عنده هذا السائل بالتصلب (زمن بدء الشك).
إن زمن التصلب يتناقص مع تزايد قيمة الضغط حتى P=350 Kgf/cm2
حيث يلاحظ انعدام تأثير الضغط .أما تأثير الضغط على الحجر الإسمنتي فيكون بزيادة المقاومة الميكانيكية الأولية وذلك من خلال زيادة سرعة التجمد .
كما أن نفوذية الحجر الإسمنتي تقل بارتفاع قيمة الضغط المؤثر عليه وذلك بفعل ارتصاص حبيبات الاسمنت مع بعضها البعض .
تتميز درجة الحرارة بتأثيرها على عملية سمنتة الآبار النفطية الهام على عملية سمنتة الآبار النفطية وهو تأثير سلبي في كل الحالات تقريباً.
إن لزوجة السائل الإسمنتي تصل إلى القيمة الحدية (وصول لزوجته إلى القيمة الحدية 100 بواز ) بعد ثلاث ساعات من تحضيره عند تعريضه لدرجة حرارة مقدارها45 CO) ) بينما تصل إلى القيمة الحدية بعد نصف ساعة فقط عند وجوده في وسط درجة حرارته (CO 95) أي أن الزمن الذي يمكن خلاله دفع السائل الإسمنتي للحركة يتناقص بشدة مع ارتفاع درجة الحرارة .
لذلك يجب معالجة السائل الإسمنتي بمبطئات التصلب تحدد كميتها ونوعيتها وفقاً لنوع الخليط ودرجة الحرارة في البئر .كذلك فان ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى تناقص زمن بدء التصلب (بدء الشك) للسائل الإسمنتي هذا الزمن لسائل إسمنتي بنسبة ماء إلى مسحوق الاسمنت مقدارها 6.0, فدرجة الحرارة تقلل من زمن عملية السمنتة وقد لا تسمح بإزاحة كامل السائل الإسمنتي إلى الفراغ الحلقي إلا إذا عولج بالمبطئات .
إن لدرجة الحرارة تأثير على الحجر الإسمنتي في عملية سمنتة الآبار النفطية ويلاحظ ذلك من خلال إنقاصها للمقاومة الميكانيكية له خاصة عند تجاوز القيمة 80 CO .
إذ قد تبلغ هذه المقاومة قيماً مرتفعة في الأيام الأولى بعد عملية سمنتة الآبار النفطية إلا إنها تتناقص تدريجياً مع الزمن وقد تصل إلى وضع تصبح فيه قيمتها قليلة لدرجة أن الحجر الإسمنتي لا يعود مؤهلاً لعزل الطبقات عن بعضها .
يمكن أن تتسبب المياه الطبقية في تسريع تصلب السائل الإسمنتي بسبب ما تحتويه من أملاح مختلفة ,ولكن التأثير الأهم لها هو على الحجر الإسمنتي المتشكل إذ تعمل على تخريبه (من خلال التآكل الكيميائي) عند احتواءها على الشوارد الحامضية بتراكيز مرتفعة (Cl–,HCO2–,SO4—) حيث تتفاعل هذه الشوارد مع المعادن المشكلة للحجر الإسمنتي الذي يفقد مقاومته كلياً بعد زمن قصير من تشكله في الفراغ الحلقي مقابل الطبقات الحاملة للمياه الطبقية وتعتبر شوارد الكبريتات (SO4—) أكثرها فتكاً بالاسمنت (وتسمى في هذه الحالة بالمياه الكبريتية) ومن اجل المحافظة على مقاومة كافية للحجر الإسمنتي مقابل المياه الكبريتية تستعمل مساحيق الاسمنت المناسبة و المعالجة بالمركبات الضرورية .