الصحة الجيدة

رحم اصطناعي يوفر الأمل لبعض حالات الحمل المعقدة

تعود محاولات إنشاء رحم صناعي إلى ستينات القرن الماضي، ولكن معظمها كان بعيدا عن دفء المشيمة الحقيقية، ويواصل العلماء المحاولة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الولادة قد تسوء في الحمل شديد التعقيد، وتكون لها عواقب تؤثر على حياة الطفل بأكملها، كما أن الولادات المبكرة تحدث في أكثر من 10 في المائة من حالات الحمل ويمكن أن تؤدي إلى زيادة مخاطر إصابة الوليد بأمراض الرئة والشلل الدماغي واضطرابات النمو.

وتقول الإحصاءات أن ما بين 30 إلى 50 في المائة، من الأطفال الخدج المولودون قبل 28 شهرا يموتون، وما يصل إلى نصف الذين يبقون منهم على قيد الحياة يعانون من مشكلة صحية، ولذلك كان لابد من التفكير في بديل مناسب للرحم.

وتأتي أحدث خطوة للأمام من باحثين في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا (CHOP)، الذين نجحوا في إكمال نمو الحملان التي تمت إزالتها من رحم أمهاتها في رحم اصطناعي لمدة شهر.

الرحم الاصطناعي المسمى Biobag، هو في الأساس كيس من البلاستيك الشفاف مليء بسائل منحل بالكهرباء، ويمثل خطوة مهمة إلى الأمام لتكنولوجيا الرحم الاصطناعي، إلا أنه ليس جاهزا للأجنة البشرية بعد، حيث يجب على العلماء العثور على مزيج السائل الصحيح، إلى جانب مشاكل أخرى تتعلق بالضغط داخل الكيس، ولكن هذه المشاكل يمكن التغلب عليها، ويقول الباحثون إنهم يتوقعون إجراء تجارب بشرية خلال ثلاث إلى خمس سنوات.

إلى جانب إنقاذ الخدج، قد تكون الفائدة الكبرى هي تقليل عيوب الولادة التي تغير الحياة عن طريق السماح للأطفال بالاستمرار في النمو في الرحم.

ويثير احتمال الحمل خارج جسم المرأة بعض علماء الأخلاق الذين يثيرون مخاوف، مثل إجبار النساء على استخدام الجهاز لتقصير إجازات الحمل.

يؤكد Marcus Davey، عضو فريق Biobag وعالم الفسيولوجيا التطورية في CHOP، أن الهدف الرئيسي هو تقديم علاج بديل للأطفال المولودين في عمر 23 إلى 25 أسبوعا، فمنذ 25 عاما، يتم وضعهم على جهاز التنفس الصناعي ومنحهم مستوى عالٍ من الأكسجين، ولكن معدلات الوفيات عند هؤلاء الرضع لم تتغير.

شارك
نشر المقال:
محمد