بيئة ومناخ

“رئة الأرض” تحترق منذ 3 أسابيع وغضب من عدم وجود تغطية إعلامية

سجلت غابات الأمازون المطيرة رقما قياسيا من الحرائق الهائلة هذا العام، حيث تم إحصاء 72.843 حريق، في الغابات الشاسعة التي يقع الجزء الأكبر منها في البرازيل، بزيادة 83٪ وفقًا لـ Inpde (المعهد الوطني لأبحاث الفضاء) مقارنةً بالبيانات من عام 2018.

الحرائق كانت شديدة لدرجة أن السماء حول ساو باولو، أكبر مدينة في البرازيل، قد تم حجبها وأن ولاية أمازوناس اضطرت لإعلان حالة الطوارئ.

ما أهمية الأمازون للعالم؟

الأمازون هي أكبر غابة مطيرة في العالم، وهي موطن لثلاثة ملايين نوع من الحيوانات والنباتات، إلى جانب مليون شخص، مما يجعلها مصدرا طبيعيا حيويا يساعد في إبطاء معدل الاحتباس الحراري.

غالبا ما يكون سبب حرائق الغابات طبيعيا، ولكن هذا ليس هو الحال في منطقة الأمازون، حيث يتم إشعال النار من قبل الناس لتطهير الأرض للزراعة، على الرغم من أن هذا غير قانوني في البرازيل.

ورغم أن الأزمة الحالية رهيبة، إلا أن الناس في جميع أنحاء العالم غاضبون من منافذ الإعلام التي فشلت في إلقاء الضوء على هذه المسألة وتزويدهم بمعلومات محدثة.

وللأسف لم نسمع عنه بشكل كبير في نشرات الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي إلا منذ ساعات وأيام قليلة، كما أن العالم لم يتحرك ليدافع عن “رئة الأرض”.

وللتعبير عن أسفهم وغضبهم، أنشأ مستخدمي تويتر هاشتاق#PrayforAmazonia للصلاة للأمازون، وأكدو أنها أهم من كنيسة نوتردام.

وتعد الحرائق التي اندلعت في 2019 هي الأعلى منذ بدء عملية تسجيل الحرائق في غابات الأمازون عام 2013.

ورصدت الأقمار الصناعية نحو 9500 حريق في غابات الأمازون الموجودة في البرازيل منذ الخميس الماضي.

ومن الشائع أن تبدأ حرائق غابات الأمازون في موسم الجفاف (من تموز/يوليو حتى تشرين الأول/أكتوبر، وتبلغ ذروتها في أيلول/سبتمبر) من كل عام، لكن INPE أشار إلى أن الحرائق اندلعت هذا العام بسبب “ الأعمال غير القانونية لإزالة الأشجار لتربية الماشية”.
كما أن تربية الماشية هي السبب الرئيسي لإزالة الغابات في البلدان التي تقطعها غابات الأمازون وتمثل 80% من دوافع إزالة الغابات.
وأمازون البرازيل هو موطن لنحو 200 مليون رأس من الماشية، وأكبر مصدر لها عالميا، حيث أنها تنتج ربع الإنتاج العالمي.
ويشعل المزارعون النيران في الغابات لإزالة مساحات واسعة منها بغرض إفساح المجال أمام تربية الماشية والزراعة، وكثيراً ما تخرج هذه الحرائق عن نطاق السيطرة.
معدلات إزالة غابات الأمازون هذا العام بلغت مستوى غير مسبوق، إذ يُزال في الدقيقة الواحدة نحو مساحة ثلاثة ملاعب كرة قدم، وهذا ما هدد بوصولها إلى مرحلة تحول لا يمكن التعافي منها أو استرداد المفقود، وفق إحصاءات رسمية صادرة نهاية تموز/يوليو الماضي.

 

شارك
نشر المقال:
محمد