التصنيفات: طاقة نظيفة

تعرف على أول محطة للطاقة النووية في تركيا

بدأت تركيا في شهر نيسان الماضي ببناء أول محطة للطاقة النووية، وهو مشروع بقيمة 20 مليار دولار يهدف لزيادة الاكتفاء الذاتي من الطاقة، وتقع المحطة في منطقة أكويو جنوب ولاية مرسين، ويتم بناؤها من قبل وكالة الطاقة النووية الروسية “روساتوم”.

تبعاً لما قاله وزير الطاقة التركي (تانر يلدز) في حفل حضره رئيس روساتوم (سيرغي كيريينكو) وغيره من كبار المسؤولين، فإن التنمية لا يمكن أن تحدث في أي دولة بدون الطاقة النووية.

تعتبر هذه المحطة الأولى بين ثلاث محطات للطاقة النووية تخطط تركيا حالياً لبناءها، وذلك بهدف الحد من اعتمادها على استيراد الطاقة من الدول المصدرة الأخرى مثل روسيا وإيران، المحطة الثانية من المقرر أن يتم بناؤها من قبل ائتلاف تجاري (فرنسي- ياباني) في مدينة سينوب المطلة على شمال البحر الأسود، أما المحطة الثالثة فيتم حالياً وضع اللمسات الأخيرة لتحديد موقعها.

بحسب (يلدز)، لو كانت الدولة التركية قد بنت هذه المحطة قبل 10 أعوام، لكانت قد استطاعت توفير 14 مليار دولار من مصاريف شراء الغاز الطبيعي، ولو كانت محطة أكويو تعمل الآن، لكانت استطاعت تغطية احتياجات إسطنبول من الكهرباء، والتي يبلغ تعداد سكانها حوالي 15 مليون نسمة، كما كانت ستستطيع تغطية 28% من إجمالي الطلب على الطاقة في تركيا.

وضع كل من (يلدز) و(كيريينكو) حجر الأساس لبناء محطة توليد الطاقة، والتي من المتوقع أن يكتمل بناؤها بحلول عام 2020، وهي مؤلفة من أربع وحدات لتوليد الطاقة، سعة كل منها تبلغ 1200 ميغاواط ساعي.

إجراءات الأمان

تبعاً للسلطات التركية فإن منشأة أكويو ستكون مقاومة للزلازل التي يمكن أن تصل قوتها إلى تسع درجات على مقياس ريختر.

أشار (يلدز) إلى أن 11% من إنتاج الكهرباء في العالم يأتي من محطات الطاقة النووية، حيث تؤمن روسيا وأمريكا 19% من متطلباتهما من الطاقة من خلال محطات الطاقة النووية، وتبلغ هذه النسبة 16% في ألمانيا و 78% في فرنسا، كما أشار إلى وجود 100 محطة نووية في الولايات المتحدة لوحدها، فضلاً عن التحضير لبناء 5 محطات جديدة أيضاً، أما روسيا فتمتلك 34 محطة وهناك تسع محطات جديدة في طور البناء، في حين تمتلك الصين 24 محطة و 24 أخرى لا تزال قيد البناء، وفرنسا تمتلك 58 محطة، أنا بالنسبة لألمانيا، فعلى الرغم من إغلاق ثماني محطات فيها من أصل 17 محطة، إلّا أنها لا تزال تمتلك تسع محطات قيد العمل.

أكد (يلدز) أن الحوادث التي وقعت في فوكوشيما وتشيرنوبيل كانت نقطة تحول بالنسبة لتكنولوجيا المحطات النووية في العالم، حيث أشار بأن جميع الدول تعلمت دروسها من حادثة فوكوشيما، وبالمثل، فقد تعلم القائمون على محطة أكويو النووية درسهم أيضاً، لذلك أصبحت مسألة الإهتمام بأنظمة الأمان تأتي في المقام الأول وبمقدمة جميع الأنظمة الأخرى.

الجدير بالذكر بأن اليابان كان قد تحتم عليها دفع مبلغ 40 مليار دولار إضافي للحصول على الطاقة، لأنها لم تقم بتشغيل محطات الطاقة النووية لديها في العام الماضي، وألمانيا لا تزال تواصل تشغيل محطاتها التسع رغم أنها أشارت بأنها ستعمد لإغلاقها جميعاً، وبالتالي فإن إعادة تشغيل اليابان لمحطاتها النووية ستكون نقطة مهمة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند النظر للمشهد من منظور أكبر، كما يقول (يلدز).

استثمار 22 مليار دولار في منطقة تمتد على 2 كيلو متر

بحسب (يلدز) فإن الساحل التركي يمتد على طول 8,484 كيلو متر، وسيتم استثمار 22 مليون دولار  في منطقة أكويو فقط، حيث سيجري بناء أول محطة للطاقة النووية في تركيا ضمن مساحة لا تتعدى الـ2 كيلومتر.

رداً على الإدعاءات التي تقول بأن محطة الطاقة النووية سوف تضر بالحركة السياحية في كل من أنطاليا ومرسين، يشير (إشيك) بأن هناك سبعة محطات للطاقة النووية داخل دائرة تعادل 90 كيلومتراً حول باريس، والشيء نفسه ينطبق على لندن ومدريد أيضاً، ولكن هذه المنشآت لم تؤثر على الحركة السياحية في تلك المدن.

يؤكد (يلدز) كذلك على أنه بالرغم من كون منطقة (أكويو) لا تقع على خط الزلازل، فإنه سيتم بناء المحطة لتكون مقاومة لزلازل تصل قوتها إلى تسع درجات على مقياس رختر.

تبعاً لوزير الطاقة، فإنه سيتم توظيف حوالي 10,000 شخص ضمن المصنع، كما أن التأخير الذي حصل والذي كان لمدة سنة ونصف يرجع لأسباب أمنية، حيث أشار إلى أن المسؤولين أرادوا تضمين جميع التكنولوجيات المتطورة والحديثة في مجال الطاقة النووية ضمن مشروع المحطة.

تبعاً للمدير العام لشركة روساتوم الروسية (سيرجي كيريينكو)، الشركة لا ترغب بالتعاون مع تركيا في محطة أكويو فحسب، بل ترغب في الاستثمار والتعاون ببناء المحطات الثلاثة جميعاً، وأشار أيضاً بأن الشركة ستتواصل مع الشركات الثانية والثالثة المدرجة في مناقصة محطة الطاقة النووية.

يضيف (كيريينكو) بأنه تم اختراع تقنية جديدة بعد كارثة فوكوشيما، ولو كانت هذه التكنولوجيا التي سيتم وضعها حالياً في محطة أكويو موجودة في فوكوشيما عند حدوث الزلزال، لكان بالإمكان تفادي الكارثة، كما يشير أيضاً إلى أنه قد تم تجهيز المصنع للحالات غير المتوقعة، وأكد على سعي الشركة لبناء أكثر المحطات أماناً وفعالية وحداثة في تركيا.

من المتوقع أن تقوم محطة توليد الكهرباء بإنتاج حوالي 35 مليار كيلوواط ساعي من الكهرباء سنوياً بعد اكتمال بنائها، ويتوقع أن تستمر المحطة بالعمل لمدة 60 عام.

أخيراً تجدر الإشارة إلى أن المشروع كان قد واجه بعض الاعتراضات والمظاهرات من قبل مجموعات من الأشخاص الذين تجمعوا أمام باب المشروع في يوم الإفتتاح ليعبروا عن معارضتهم له، ولكنهم عادوا وتفرقوا بعد أن تم توجيه التحذيرات لهم من قبل قائد درك المقاطعة الكورونيل (عمر أويان).

 

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير