المرأة اللغز .. عاشت 24 سنة دون أن تعرف أنها بدون مخيخ إطلاقاً !

القصة بدأت بشكل طبيعي في 2014 عندما توجهت أم صينية مع ابنتها للمستشفى في مقاطعة شاندونغ، لأنها كانت تشتكي من الغثيان والدوار، ولأن هذه المشاكل غير شائعة، قام الأطباء بالفحوصات الطبيعية في هذه الحالة، وأكملوا بالأشعة المقطعية لكي يروا ما إن كان كان هناك أي شئ غير طبيعي، هنا فتحوا جميعهم أفواههم ذهولاً عندما خرجت الصور، لا يوجد مخيخ !

المخيخ هو أحد أجزاء المخ الحيوية، والمحتوي على 50 بالمئة من إجمالي عدد الخلايا العصبية لدى الإنسان، وقد كان الوضع جنونياً وغير مصدق أكثر عندما رأوا أن المرأة لم تكن تعرف بهذا، لأنها كانت تعيش حياة طبيعية، أو تقترب من الطبيعي لدرجة أنها لم تشك بشئ، هذه الحالة الغريبة فتحت مجال التساؤلات لدى الأطباء والعلماء، عن كيفية تكيف المخ مع وضع مدمر كهذا ونجاحه في الأمر لدرجة أن المريضة لم تشعر بشئ غير طبيعي.

مخ غامض .. كيف واصل لوحده؟

الصدمة تزايدت عندما وجد الأطباء أن المرأة لديها فجوة ضخمة في المكان الذي كان يفترض للمخيخ ان يكون فيه، المفترض بالمخيخ أن يكون الجزء من المخ المسئول عن التوازن والحركات الإرادية، بالإضافة إلى القدرة على تعلم المهارات الحركية، وبعض الحديث، وهو يشغل ما يقرب من 10 بالمئة كتلة المخ الكلية، وهنا بدئوا يطرحون الأسئلة الفضولية في غير استيعاب على والدة المريضة. الأم قالت إنها لم يكن لديها أي فكرة أن ابنتها تعاني من وضع يفترض أن يكون مميتاً، قائلة إنها لم تلحظ شيئاً غريباً إلا إن ابنتها كان لديها مشاكل في المشي حتى سن السابعة، كما إنها لم تتكلم بشكل مفهوم حتى سن السادسة، أما بالنسبة لغير ذلك، فقد عاشت حياة طبيعية.

الأطباء في مستشفى التحرير الشعبي الصيني العام، قالوا في دراسة حالة هذه المرأة أنها متزوجة ولها طفلة، وأن حملها وولادتها كانا هادئين، كما إن والديها بلا أي تاريخ مرضي للأمراض العصبية، والدتها أضافت أن أحداً من أخواتها الأربع أيضاً لا يعاني من مشاكل عصبية، فقط، ابنتها لم تكن تستطيع الوقوف في سن الرابعة دون مساعدة، وهي لم تستطع المشي دون مساعدة حتى سن السابعة، كما إنها لم تركض أو تقفز مطلقاً، وكلامها لم يكن مفهوماً حتى سن السادسة، ولم تدخل إلى المدرسة.

المرأة الزومبي .. هل كان من المفترض أن تكون ميتة؟

الباحثون يسمون هذه الحالة المروعة “عدم التكون الأساسي الكامل للمخيخ complete primary cerebellar agenesis”، وهو أمر نادر جداً، بحيث لا تزيد حالاته في العالم كله عن أصابع اليدين، مع موت معظم الحالات أو معاناتها من التدمر الدائم وبالغ الشدة للمخ، وفي حالات أكثر ندرة، لا يكتشف أصحاب هذه الحالات إلا في حالات تشريح الجثة، لهذا لا يوجد تفاصيل جيدة ووافية عن حالة على قيد الحياة لديها هذا الوضع الملغز.

الشئ غير المفهوم في هذه المرأة، هو بقاؤها على قيد الحياة، وبهذه الطريقة، مع هذه الأعراض الطفيفة، وهو الشئ الذي يعتقد الأطباء أنه حدث، لأنه أياً كان السبب الذي جعل المخيخ يختفي، فقد حدث في بواكر حياتها، مما سمح لمخها بأن يتكيف مع الوضع المميت ويجعله ممكناً ! لابد أن أجزاء أخرى من مخها أخذت وظيفة المخيخ المفقود، وملأت فراغ وجودها بالسائل.

هذه ليست أول حالة عصبية ملغزة ومدهشة يجدها العلماء، فقد وجدوا في 2007 رجلاً يعيش حياة طبيعية، بوظائف مثل البشر العاديين، مع إن 90 بالمئة من مخه مفقود. هذه الحالات الغريبة التي يجدها الأطباء سوف يكون له انعكاسات مستقبلاً في فهم تكيف المخ وتجاوزه للأوضاع المميتة.