“أنا، ثم البقية تأتي”، هذا هو شعار الشخصية السيكوباتية. مصلحته فوق الجميع، يُخفي اعتلاله خلف قناع ليبدو ساحرًا وجذابًا إلا أنه قد يكون كالعاصفة التي تقضي على الأخضر واليابس. تابعوا معي هذا المقال لنتعرف سويًا على هذا الاضطراب، وأعراضه، والخطة العلاجية له، لعلنا نجد منجى لنا في النهاية..
أحد الاضطرابات النفسية التي يُشار إليها في علم النفس بالمختل عقليًا، ولكن هذا المصطلح يثير الارتباك للمريض ومن حوله، إذ أنه شائع الاستخدام لوصف شخص مصاب بمرض عقلي، لذلك لا يُعد تشخيصًا رسميًا للمريض النفسي.
التعريف الحقيقي للشخصية السيكوباتية في الطب النفسي هو اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (ASPD)، إذ يُظهر هذ الشخص أنماطًا مختلفة من التلاعب وانتهاك حقوق الآخرين.
عندما نقول معادٍ للمجتمع -في اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع- فهذا يعني أن هذا الشخص يتعارض دائمًا مع قواعد المجتمع وسلوكياته وعاداته وتقاليده.
نظرًا لأن مصطلح معتل عقليًا ليس تشخيصًا رسميًا، يشير الأطباء المتخصصين إلى الأعراض في إطار اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع. تتضمن بعض الأعراض الأكثر شيوعًا، والتي يجب الانتباه إليها ما يلي:
قد يفتقر الشخص الذي يُظهر هذا السلوك إلى الروابط العاطفية العميقة، ويكون عدوانيًا جدًا، ويستشيط غضبًا في أغلب الأحيان.
*نظرًا لأن السيكوباتية ليست اضطرابًا عقليًا -من الناحية الرسمية-، فإن الحالة التي يشخصها الخبراء هي اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع. قبل شرح المعايير المستخدمة لتشخيص السيكوباتية، من المهم الإشارة إلى أن التشخيص والعلاج يمثلان بعض التحديات الفريدة.
*قد يكون من الصعب إقناع السيكوباتي بدء العلاج؛ لأنه لا يعتقد أن هناك مشكلة في سلوكه لذلك نادرًا ما يبدأ العلاج.
*لا يُشخص الفرد باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع حتى سن 18 عامًا؛ إذ تصبح هذه المرحلة العمرية بيئة خصبة لبداية السلوك السيء.
*سيُقيّم الأخصائي الصحة العقلية للشخص المصاب، وأفكاره ومشاعره وأنماط سلوكه وعلاقاته مع الآخرين.
*سيتحقق أخصائي الصحة العقلية أيضًا من التاريخ الطبي للمريض، واضطرابات الصحة العقلية والإدمان الأخرى.
*الرجال أكثر عُرضة من النساء لاضطراب الشخصية السيكوباتية، وقد تظهر على بعضهم علامات اضطراب السلوك -والتي قد تكون مؤشرًا مبكرًا على اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع- من سن 11 عامًا.
ربما سمعت أشخاصًا يصفون شخصًا آخرًا بأنه (مُعتل عقليًا) أو (مُعتل اجتماعيًا)، لكن هل هناك فرق جوهري بينهما؟! الإجابة في السطور القادمة..
لن تجد تعريفًا لأي منهما في كتاب الصحة العقلية أو الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية. لا يُشخص الأطباء رسميًا الأشخاص على أنهم مختلون عقليًا أو معتلون اجتماعيًا، ولكن يستخدمون مصطلحًا مختلفًا بدلاً من ذلك: اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.
يعتقد معظم الخبراء أن السيكوباتية والاعتلال الاجتماعي يشتركون في مجموعة كبيرة من السمات. هؤلاء الأشخاص لا يفرّقون كثيرًا بين الصواب والخطأ، كما أنهم لا يستطيعون فهم أو مشاركة مشاعرهم مع الآخرين. لكن هناك بعض الاختلافات أيضًا:
هو الصوت الصغير بداخلنا الذي يُتيح لنا معرفة متى نقوم بشيء خاطئ؟ ومتى يجب أن نتوقف عنه؟
كلاهما يفتقر إلى التعاطف وفهم شعور الآخرين؛ يعتبرون الأفراد من حولهم كأشياء يمكنهم استخدامها لمصلحتهم الخاصة.
ليسوا دائمًا عنيفين؛ في الأفلام والبرامج التلفزيونية عادةً ما يكون السيكوباتيون والمعتلون اجتماعيًا هم الأوغاد الذين يقتلون الأبرياء أو يعذبونهم. في الحياة الواقعية، قد يكون بعض الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع عنيفين، لكن معظمهم ليسوا كذلك. عوضًا عن ذلك، يستخدمون التلاعب والسلوك المتهور للحصول على ما يريدون.
المحصلة في النهاية أن كلاهما مختل عقليًا واجتماعيًا!!!
قد يكون علاج شخص مصاب بصفات السيكوباتية التي تندرج تحت تشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أمرًا صعبًا. عادةً ما يستخدم الأخصائي النفسي مزيجًا من العلاج النفسي (العلاج بالكلام) والأدوية.
بالرغم من ذلك، لا يمكن علاج اضطرابات الشخصية بالأدوية؛ يمكن أن يساعد العلاج النفسي المريض على فهم تشخيصه، وكيف يؤثر على حياته وعلاقاته مع الآخرين؟ سيعمل المعالج أيضًا على تطوير استراتيجيات تقلل من شدة الأعراض.
قد يصف الطبيب الأدوية التي تعالج الحالات الصحية المصاحبة لهذا الاضطراب مثل القلق أو الاكتئاب أو الأعراض العدوانية.
غالبًا ما يُساء استخدام كلمة “مختل عقلي” من قبل عامة الناس؛ هذا أحد أهم الأسباب في عدم رغبة الشخص المعتل نفسيًا الاعتراف بالمرض، ومحاولة البحث عن الدعم النفسي المناسب لحالته.
المصادر:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2242349/https://
https://www.healthline.com/health/psychopath
www.webmd.com/mental-health/features/sociopath-psychopath-difference#1