قمة SU العالمية

الذكاء الصنعي والروبوتات نظرتنا الحالية والمستقبل (تغطية خاصة)

تعتبر الروبوتات الالية بشكل كامل من التقنيات الحديثة التي تصحبها الحديث عن الذكاء الصنعي فستكون محور رئيسي لاستخدامه في المصانع بالرغم من وجودها منذ قدم الزمان وبدايتها مع العرب كأول روبوت للوضوء إلا أنها تطورت وأصبحت تقوم بالأعمال الصعبة والثقيلة, مع تطور الروبوتات يتطور الفكر البشري حولها ويكثر الضجيج المصاحب لها فيصل الإنسان لمرحلة لا يعرف  فيها الصواب! وقد يختلف الكثير من البشر حاليا عن فائدة الروبوتات فالبعض يعتقد أنها مدمرة للحياة البشرية والوظائف والبعض يراها فرصة لتشغيل العقل البشري بما يناسبه من مهام فكرية وليست عضلية, على الرغم من كل هذا فإن الروبوتات في الواقع له ثلاث أنواع تختلف بحسب نظرة البشر لها فهي: روبوتات متخيلة, روبوتات حقيقية و روبوتات المستقبل! 

الروبوتات المتخيلة

تختلف نظرة البشر للروبوتات كثيرا فهي موجود منذ أزل الزمن في الثقافات فقد كانت بداية عهدها عند اليونايين عندما قاموا بالتتفكير بوجود الهة تقوم بالأعمال نيابة عن البشر أو حتى أنها ذو قدرة خارقة متناسبة مع قدرة البشر فهذه كانت أشياء متخيلة وقد تقدم التخيل مع الزمن حتى وصل لعهدنا الحالي عن طريق أفلام الخيال العلمي والمؤثرات الخاصة بها وحتى ظهرت في بعض أفلام الكرتون كسمبسون (صورة) والأفلام ذو الطابع الأسود كالTerminator مما ولد وبشكل ما صورة سوداوية للروبوتات والذكاء الصنعي لدى البشر فقد أصبح هناك أشخاص يرونها كقاتل ومدمر لنسيج المجتمعات على الرغم من أنها نوع من ضرب الخيال إلا أن القصص السابقة تعتمد على بعض المعلومات العلمية وتقوم بنسج القصص حولها, يعرف المتابع للتقنية الحديثة أن الذكاء الصنعي له عدة أنوع وأن النوع الخطر على البشرية ليس موجودا ومن الصعب القيام بكتابة الخوارزميات الخاصة له حاليا. 

روبوتات حقيقية

تتواجد الروبوتات حولنا في كل مكان فهي تستخدم في المصانع كمصانع السيارات لتسهيل عملية الصناعة وتسريعها وتغطية الحاجة الملحة في السوق فهي أسرع من العمال العاديين في تركيب السيارة بل وأفضل كفاءة ونجدها أيضا في المشافي في العمليات الدقيقة حيث يقوم الأطباء باستخدام الروبوتات للعمليات الجراحية الدقيقة تفيد هذه التجربة الأطباء كثيرا من ناحية الوقت وحتى عدم الحاجة للتواجد في المشافي لفترات طويلة بجانب كل هذه الفوائد فإن البعض ما زال متخوف من عدم وجود قوانين حقيقية للروبوتات وكيفية استخدامها كالون مسك وذلك بسبب وجود عدة أنواع للذكاء الصنعي قد تكون مفيدة أو ضارة بحسب استخدامها. 

الذكاء الصنعي واستخدام مصانع السيارات للروبوتات

 

فتشمل أنواع الذكاء الصنعي التالي: الذكاء الصنعي المحدود والعام والخارق وغيرها نجد الكثير من المصانع الحالية تستخدم الذكاء الصنعي المحدود للقيام بعمليات تركيب السيارات أو تفكيكها فأي الية مؤتمتة تعتبر روبوت يستخدم الذكاء الصنعي فقد زادت نسبة الإنتاجية في مصانع السيارات بعد استخدام الروبوتات بنسبة 16% ومن المتوقع تركيب ما يقارب النصف مليون روبوت في مصانع السيارات في نهاية العام الحالي وقد قامت شركة فوكس كون بأتمتة 60 ألف وظيفة واستخدام الروبوتات مكان الموظفين حيث أنه تقول أن الوظائف المؤتمتة هي تلك التي لا يردها البشر أو الخطير عليهم مما سيزيد من جودة حياة العاملين. إلا أأنه من الملاحظ وجود العنصر والعامل البشري في هذه الالات من ناحية الإدارة والصيانة وحتى التحكم بها حيث أنه لم يتم الاستغناء عنه بشكل كامل بعد, إلا أن المؤسسات تعتمد على الروبوتات بسبب جودتها ودقتها وسرعتها في العمل فهي تزيد من الإنتاج بتكاليف بسيطة نسبيا لو تم قياسها على المدى الطويل

بالرغم من كون الروبوتات والالات مفيدة للبشر وتقوم بتسهيل حياتهم إلا أنه كما ذكر المقال فإنه ما يزال هناك نظرة سوداوية للموضوع حيث أن الذكاء الصناعي الخارق معتمدين على الوثيقة التي أطلقها عمالقة الذكاء الصنعي كإلوم مسك للقيام بتقنينه والحد من قدراته عند استخدامه في الحياة اليومية إلا أنه يعتبر أمر طبيعي عند تقدم أي علم أو حتى تقنية جديدة تقوم بالتأثير على المجتمع. 

استخدامات الروبوتات

تجد الروبوتات في مجالات واسعة يستخدمها البشر فمنها الروبوتات الزراعية والصناعية التي ذكرت في الفقرة السابقة ومنها الروبوتات الذكية الفتاكة كالدرون ومنها أيضا الروبوتات التي تستخدم للمهام الصعبة كإزالة القنابل والألغام واستكشاف القمر فكما نر التنوع الشديد لاستخدامها إلا أنها مفيدة للبشرية 

تعتبر الروبوتات الزراعية من الروبوتات المتوقع نمو قطاعها في السنوات المقبلة بشكل كبير فإنه من المتوقع نمو السوق الخاص بها بنسبة 21% حتى عام 2022 و تصل قيمة السوق الخاصة بها لمقدار 12 مليار دولار أمريكي, يعزو النمو الخاص بسوق الروبوتات الزراعية للفوائد الخاصة بها فهي ستفيد في تخفيف حدة النقص في الأيدي العاملة في هذا المجال وتحسن جودة المحاصيل من خلال المراقبة الدائمة للبصمة البيئية لها ومن خلال زيادة الإنتاج المصاحب لأتمتة العملية بجانب مساعدتها للمزارعين في تخفيض التكاليف والقيام بعمليات زراعية دقيقة. 

الثقة بالروبوتات

من المشاكل المصاحبة لضجة الروبوتات والذكاء الصناعي هي قدرة الإنسان على الثقة بها فمع وجود موجة من السوداوية ضد الروبوتات لا بد من وجود حقيقة علمية خلفها فحسب المعلومات الحديثة يوجود مشكلة أخلاقية باستخدام الروبوتات فنحن كبشر لم نحدد طبيعة أخلاقياتنا بشكل كامل وقد يختلف الأمر حسب المجتمعات والشعوب مثال ذلك الطبخ فعندما نبدأ بعملية الطبخ ونلاحظ عدم وجود اللحم لن نقوم باستخدام القطة الخاصة فينا في الطبخ ولكن كيف يمكن لنا أن نشرح هذا الأمر للروبوتات بل وحتى أن نبرمجها على أخلاقياتنا واختلافاتنا في الذوق والطبخ, و بجانب هذا فإن من من المعضلات الأساسية في السيارات الذكية هي “معضلة النفق” ففي حال قيامك بدخول نفق ما وظهور طفل يعبر الطريق بشكل مباشر أمامك دون انتباهك واضررت لاختيار أحد الأمرين: إما الاصطدام بحائط النفق والمخاطرة بحياتك وإما الاصطدام بالطفل والمخاطرة بحياته؟ فأيهما تختار؟ تعتبر هذه المعضلات من أكثر المعضلات الأخلاقية انتشارا في عالم الروبوتات والذكاء الصنعي. 

 

بجانب المعضلات الأخلاقية فإنه يوجد بعض المشكلات التقنية في ما نستخدمه في أيامنا هذه كخطأ طائرة بوينج 737 حيث كان الذكاء الصنعي الخاص بالطائرة عائقا للطيارين بعكس ما يجب القيام به, فقد قام الذكاء الصنعي بتفعيل نفسه للتحكم بالطائرة لتثبيتها على الجو بسبب قراءات خاطئة من الحساسات مما أدى للطائرة من اقترابها بالأرض والاصدام دون إمكانية التحكم بها, لأن البرنامج المربوط بالحساسات يقوم بتشغيل نفسه آليا بعد أن يقوم الطيار بإغلاقه بسبب وجود قراءة خاطئة, فعلى الرغم من محاولة الطيار التحكم بالطائرة إلا أنه وصل إلى حلقة مفرغة من المحاولة حتى اصطدمت الطائرة,  مما أحدث عدة نتائج مدمرة للطائرة وركابها. 

روبوتات المستقبل إلى أين؟

حسنا المستقبل الخاص بالروبوتات والذكاء الصنعي مرتبط بشكل كل برؤية العاملين في المجال عليه فهو ليس حديث الساعة إلا أنه أصبح حديث الشعوب في الآونة الأخيرة ففي المستقبل من الممكن أن نر عدة أنواع مختلفة من الذكاء الصنعي يكون فيها للبشر قدرة على التحكم والاستفادة من قدرة تحليل الآلة السريعة للقيام بمهامه وقد يطرح الأمر بعد أسماء منها: 

الذكاء المعزز (Augmented intelligence) لا يختلف الذكاء المعزز من الناحية التقنية عن الذكاء الصنعي إلا أنه يغير نظرتنا للمفهوم الخاص به فمع تصاعد استخدام مصطلح الذكاء الصنعي زاد الخوف البشري من استبدال الروبوتات للبشر مما أدى لتكوين نوع من الصورة السوداوية حوله, بينما في الواقع سيقوم الذكاء المعزز بالقيام بمساعدة البشر للقيام بأعمالهم المملة بدلا عن هدر الساعات عليها مما يسمح لهم للاستمتاع بيومهم أو حتى القيام بأعمال إبداعية لا تستطيع الآلات القيام بها فمع استخدام سرعة التحليل الخاصة بالذكاء الصنعي والكمبيوترات سنقوم بحفظ حياة الملايين وحتى خلق فرصة للبشر للقيام بتقدم سريع في المجالات المختلفة, فعلى سبيل المثال في المجال الطبي يمكن الاستفادة من تحليل الكمبيوتر للبيانات وصور المرضى لتشخيص مرضهم من خلال صورة الحاسب بدل الحاجة لهدر ساعات لقراءة الصورة الطبية من خلال المختص فسيقوم الحاسب بإظهار ما يجب على الطبيب التركيز عليه لتسهيل عمله.

الذكاء التعاوني (Collaborative intelligence) هو أيضا مصطلح مشابه للذكاء المعزز فقط يقوم بتغيير النظرة الخاصة بالذكاء الصنعي ويطرحه بشكل مختلف مساعد للبشر وليس مستبدلا لهم بل وحتى أظهر بعد الدراسات أن من يسعى لاستبدال البشر بالآلات بشكل مباشر يقوم بالحصول على نتائج مثمرة على المدى القصير وليس المدى الطويل, فالعامل البشري يعتبر جزء مهم للذكاء الصنعي من حيث تقييم النتائج التي يظهرها و حتى التعليق عليها لشرحها لغير المختصين, ففي أوروبا ظهور قانون حماية البيانات أدى لخلق 75 الف فرصة عمل للبشر ليقوموا بشرح البيانات الناتجة عن استخدام الذكاء الصنعي لمعلومات المستخدم, وبجانب هذا فإن البشر يجب عليهم أن يقوموا بتدريب الذكاء الصنعي للقيام بأعماله بأفضل وجه وتقييمها وحتى الحفاظ على استمراريتها وضمان جودتها خلال السنوات.

في النهاية فإن المستقبل الخاص بالبشر والذكاء الصنعي مشرق بحسب رؤيتنا له فسيكون نوعا من المساعد للبشر وليس بديلا عنهم قد يسمح لنا باستخدام الآلات للقيام بالأعمال الثقيلة وتفريغنا للقيام بالمهام عالية الجودة من خلال أتمتة الأعمال البسيطة القصيرة بل وحتى تحسين نظرتنا للمعطيات والمعلومات من خلال سرعة تحليلها, ولكن يجب على المؤسسات الحذر وتطبيق الأمر من خلال دمج البشر مع الآلات لكي تحصل على أفضل النتائج لفترة أطول يجب على المؤسسات القيام بدمج مهارات الموظفين ذات الصلة بالعملية والقيام بإعادة تخيل وتصميم نشاط المؤسسة وعملياتها وشرح استخدام الذكاء الصنعي وتفعيله في المؤسسة بجانب جمع البيانات بطريقة مسؤولة وحذرة. 

المقال من مقالات التغطية الخاصة لمؤتمر جامعة SU Global Summit

شارك
نشر المقال:
عبد الرحمن رجب