التصنيفات: الصحة الجيدة

الجنس الثالث!!

ما شجعني على الخوض في هذا الموضوع هو شحّ المعلومات المتوفرة عنه باللغة العربية على الانترنت (الشابكة) !!!

عندما تضع المرأة الحامل مولودا جديدا يتبادر الى ذهن الجميع السؤال عن المولود ان كان ذكرا أو أنثى، ولا يخطر ببال أحد امكانية أن يكون للمولود جنس آخر، وماذا عساه يكون غير ذلك!!! ولكن ما تم التوصل اليه من خلال أرشيف الحالات الطبية فان هناك رأي آخر في هذه القضية، اذ من الممكن بالفعل أن يحصل أخطاء خلال تطور المولود في رحم الأم ، فيترتب عنها أشياء كثيرة فيما بعد.

كيف يمكن أن تلد الأم “جنسا ثالثا”؟!

من المعروف أن كلا الجنسين يتأتّيان عن نفس المصدر : البويضة والحيوان المنوي. والعامل المحدد لجنس المولود هو وجود الصبغة الوراثية واي(Y chromosome). فان تواجد الصبغة الوراثية (Y) يشكّل بمثابة محفّز لانتاج الهرمونات الذكرية(Androgen) وعلى رأسها الهرمون الشهير التستوستيرون (Testosterone) ويحيّد انتاج الهرمونات الأنثوية (Estreogen) ما يحفز بناء الاعضاء التناسلية الذكرية الداخلية والخارجية ويعطي المولود صفات الذكر (مثل عضلات أكبر..الخ ).
أمّا اذا انعدم وجود الصبغة الوراثية واي(Y) ستبقى الأمور على ما هي عليه ويكون الحاصا بنتاً أي تنتج الاعضاء التناسلية الأنثوية الداخلية(المبيضان ومن ثم الرحم…) والخارجية (في طبيعة الحال يكون المولود بنتاً الا اذا حصل تدخل من الكروموزوم واي (Y)).

اذاً كما رأينا في حال وجود واي (Y) يتكوّن الذكر وبعدم وجودة تنشأ البنت فكيف يمكن لجنس ثالث أن يتأتّى بالفعل؟!

هناك عدّة أسباب لتكوُّن الجنس الثالث وهو الذي يكون ذكراً وأنثى في آنٍ واحد (المخنّث) وهي كالتالي:

1. العامل الوراثي:

هنا يأتي دور الاخطاء التي تصيب الحمض النووي ال DNA أو ما يعرف بالطفرة (mutation) ، فمن المعروف أنّه اذا حدث خطأ عند احد الوالدين في الحمض النووي (DNA) ينتقل ذلك الى الأبناء أو أن تحصل طفرة(mutation) عند الجنين في مرحلة التطور في رحم والدته. الجدير بالذكر أن مثل هذه الطفرات تحدث لكل منّا في أحيان تكاد تكون ليست بالنادرة ولكن والحمد لله فالانسان يمتلك أنظمة مراقبة لعمليات تضاعف ونسخ الحمض النووي (DNA) (مثل ال DNA Polymerase I) وهي تقوم بدورها بتصحيح هذه الأخطاء التي تشخيصها يعتبر بسيطا جداً ولكن لا مجال للتطرق للموضوع هنا. ويوجد هناك أيضاً بروتين يدعى (protein P53) الذي يتم افرازة في الخلية اذا ما حدث ضرر في الحمض النووي (DNA) فيحفز سلسلة من التفاعلات (Caspase) والتي تشغل بدورها نظام الموت المبرمج للخلية (Apoptosis) كي تنتحر الخلية المتضررة ولا تتكاثر وتتفاقم بذلك المشكلة في الجسم. ولكن ومع كل هذه الأنظمة وأنظمة كثيرة غيرها لا مجال لذكرها، تقع أخطاء في بعض الخلايا وتبقى على قيد الحياة وتتكاثر في الجسم (ممكن أن يكون البروتين P53 لا يعمل بشكل صحيح أصلا اي اصابته تعتبر طفرة. وبناءاً على ذلك أي طفرة تصيب الخلية بعد ذلك لا تؤدي الى موتها. وعطل هذا البروتين بدوره يعتبر مسؤولا بشكل كبير عن نشوء خلايا سرطانية (تتكاثر بلا رادِع).

كيف لهذا كله أن يؤدي الى نشوء ذكر وانثى في آنٍ واحد؟؟ الجواب هو ال Mosaic !

ال Mosaic عمليا هو حدوث طفرة لخلية معينه فقط وليس لجميع خلايا الجسم وبذلك تتطور هذه الخلية لتصبح خلايا كثيرة في الجسم. أما اذا حدث ذلك في الكروموزومات الجنسية ونتج عنه خلايا تحمل الصبغة XY وأخرى تحمل الصفة XX فعندها يكون المولود من جهة ذكر ومن جهة أخرى أنثى فتتطور عنده الأعضاء التناسلية الذكرية والأنثوية على حد سواء. يرد هذا في عملية انقسام الكروموزومات المضاعفة عند انقسام الخلية حيث يحدث خلل فلا تنفصل بعض الكروموزومات عن الأخرى (Non-Disjunction).

والغريب في الموضوع أن على الوالدين أن يقرّروا بأنفسهم هل سيكون هذا المولود يميل أكثر ليكون ذكراً أم أنثى وهذا القرار يأتي طبعاً بعد الانجاب!!! ويكون ذلك باعطائه امّا الهرمون الذكري (Androgene) أو الأنثوي (Estrogen) على شكل اقراص دواء.

2. تضخّم في الغدة الكظرية:

اذا كان المولود بنتاً وتحمل طبعا الصفة الوراثيّة (XX)  ولكنها تعاني من تضخم في الغدة الكظرية (Adrenal gland) التي إحدى وظائفها افراز الهرمون الذكري التستوستيرون (Testosteron) فعندها ستفرز كمية كبيرة من الهرمون الذكري عند البنت وتحصل على صفات الذكر حتى اعضائها التناسلية الخارجية ستبدو مثل الذكور.

3. نقص أو عطل في أنزيمات (محفزات) معيّنة:

3.1 نقص أو عطل في أنزيم ال
5-alpha-reductase (5-alpha-reductase deficiency):

من الممكن أن يكون المولود ذكراً ولكن مع نقص في انزيم معين يدعى (5-alpha-reductase ) والذي يحوّل التستوستيرون الى نوع آخر من الهرمونات تأثيره أكبر ب 3 أضعاف تقريباً (dihydrotestosterone) وهذا الانزيم موجود بشكل خاص في غدة البروستات (Prostate) وبهذا النقص يكون تأثير الهرمون أقل وبذلك لا تتطور الأعضاء الذكريّة بشكل كافٍ حتى سن البلوغ. عند سن البلوغ يتطور الى “ذكر” .

3.2 نقص في احدى الأنزيمات التي تحوّل ال (Progesterone) الى (corisole) في الغدة الكظرية. حيث أنّه يتزايد عدد البروجيسترون وبذلك يتسارع مسار آخر في الغدة الكظرية وهو بناء ال (Testosterone) فتظهر أعراض الذكورة على البنت.

4. احتمال آخر هو خلل في مستقبلات ال Testosterone أو نقص فيها بسبب مرض معيّن فلا تؤدي دورها بالشكل المطلوب فيظهر الصبي بصفات أنثوية لأنه لا يستفيد من وجود الهرمون الذكري عنده.

للمزيد من أجل فهم هذا الموضوع أنصح بمشاهدة الحلقة التي تتحدث عن هذا الموضوع من مسلسل هاوس في الرابط أدناه:
https://tv1.alarab.net/viewVedio/31359/-House-14

شارك
نشر المقال:
أشرف عاصي